شعر عربي عن الجمال
الجمال هبة من الله والعناية به شكر للنعمة، وهو من الأمور الفلسفيّة التي اختلف العلماء في تعريفها فتارة تجدهم يعرّفونه بأنه الطاقة الروحيّة الإيجابية، التي تجذبنا نحو الآخر، وتارة نرى أنه جمال الشكل والوجه والجسد، وتارة نجد أنه شيء متناغم بين التعريفين الأوليين، وقد اعتنى الشعراء بكتابة الكثير من قصائد شعر عربي عن الجمال.
شعر عربي عن الجمال
يقول الشاعر أبو القاسم الشابي في واحدة من أجمل قصائد شعر عربي عن الجمال :
يا عذارى الجمال، والحبِّ، والأحلامِ
-
-
-
-
- بَلْ يَا بَهَاءَ هذا الوُجُودِ
-
-
-
قد رأَيْنا الشُّعُورَ مُنْسَدِلاتٍ
-
-
-
-
- كلّلَتْ حُسْنَها صباحُ الورودِ
-
-
-
ورَأينا الجفونَ تَبْسِمُ أو تَحْلُمُ
-
-
-
-
- بالنُّورِ، بالهوى، بِالنّشيدِ
-
-
-
وَرَأينا الخُدودَ، ضرّجَها السِّحْرُ
-
-
-
-
- فآهاً مِنْ سِحْرِ تلكَ الخُدود
-
-
-
ورأينا الشِّفاه تبسمُ عن دنيا
-
-
-
-
- من الورد غضّة أملُود
-
-
-
ورأينا النُّهودَ تَهْتَزُّ كالأزهارِ
-
-
-
-
- في نشوة الشباب السعيدِ
-
-
-
فتنة، توقظ الغرام وتذكيه
-
-
-
-
- وَلكنْ مَاذا وراءَ النُّهُودِ
-
-
-
ما الذي خلف سحرها الحالي، السكران،
-
-
-
-
- في ذلك القرارِ البعيدِ.؟
-
-
-
أنفوسٌ جميلة ، كطيور الغابِ
-
-
-
-
- تشدوُ بساحر التغريدِ
-
-
-
طاهراتٌ، كأَنَّها أَرَجُ الأَزَهارِ
-
-
-
-
- في مَوْلِدِ الرّبيعِ الجَديد
-
-
-
وقلوبٌ مُضيئة ٌ، كنجوم الليل
-
-
-
-
- ضَوَاعة، كغضِّ الورودِ
-
-
-
أم ظلامٌ، كأنهُ قِطَعُ الليل
-
-
-
-
- وهولٌ يُشيبُ قلبَ الوليدِ
-
-
-
وخِضَمُّ، يَمُوج بالإثْمِ والنُّكْرِ
-
-
-
-
- والشَّرِّ، والظِّلالِ المَديدِ
-
-
-
لستُ أدري، فرُبّ زهرٍ شذيِّ
-
-
-
-
- قاتل رغمَ حسنه المشهودِ
-
-
-
صانَكنَّ الإلهُ من ظُلمة ِالرّوحِ
-
-
-
-
- وَمِنْ ضَلّة الضّميرِ المُرِيدِ
-
-
-
إن ليلَ النّفوسِ ليلٌ مُريِعٌ
-
-
-
-
- سرمديُّ الأسى، شنيع الخلودِ
-
-
-
يرزَحُ القَلْبُ فيه بالأَلَم المرّ
-
-
-
-
- ويشقي بعِيشة المنكودِ
-
-
-
وَربيعُ الشَّبابِ يُذبِلُهُ الدُّهْرُ
-
-
-
-
- ويمضي بِحُسْنِهِ المَعْبُودِ
-
-
-
غيرَ باقٍ في الكونِ إلا جمالُ
-
-
-
-
- الرُّوح غضًّا على الزَّمانِ الأَبيدِ.
-
-
-
يقول الشاعر أبو فراس الحمداني:
قاتلي شادنٌ، بديعُ الجمالِ
-
-
-
-
- أعْجَمِيُّ الهَوَى، فَصِيحُ الدّلالِ
-
-
-
سلَّ سيفَ الهوى عليَّ ونادى
-
-
-
-
- يَا لَثَأرِ الأعْمَامِ وَالأخْوَالِ
-
-
-
كيف أرجو ممن يرى الثأر عندي
-
-
-
-
- خُلُقاً مِنْ تَعَطُّفٍ أوْ وِصَالِ
-
-
-
بعدما كرتِ السنونَ، وحالتْ
-
-
-
-
- دُونَ ذِي قَارٍ الدّهُورُ الخَوَالي
-
-
-
أيّهَا المُلْزِمِي جَرَائِرَ قَوْمِي
-
-
-
-
- بعدما قدْ مضتْ عليها الليالي
-
-
-
لَمْ أكُنْ مِنْ جُناتِهَا، عَلِمَ الله،
-
-
-
-
- و إني لحرِّها، اليومَ، صالِ.
-
-
-
اقرأ أيضا: شعر عربي عن السمراء
يقول عبد المعطي الدّالاتي:
أتدريـنَ أنكِ بشرى لنـا
-
-
-
-
- وأنكِ خيرٌ يفيـضُ هنـا
-
-
-
أتدريـنَ أنـكِ نبعُ الحيـاةِ
-
-
-
-
- يجوبُ الزمانَ ويروي الدُّنا
-
-
-
أتدريـن أنـّك أمُّ الجمـالِ
-
-
-
-
- وبنتُ الدلالِ و أختُ السّنا
-
-
-
وأنكِ حين ارتديتِ الحجابَ
-
-
-
-
- سموتِ، علوْتِ على المنحنى
-
-
-
حجبتِ الجمالَ فحُزتِ الجلالَ
-
-
-
-
- وحُسنكِ للطّهـر قد أَعلنـا
-
-
-
صنعتِ الرجولةَ، أمَّ الرجـالِ
-
-
-
-
- بنيتِ .. فأعليتِ مَنْ قد بَنى
-
-
-
حضنتِ الطفـولةَ في مهدها
-
-
-
-
- وكنتِ الخميـلةَ والمسكنـا
-
-
-
فقلبكِ ينشرُ دفءَ الحنـانِ
-
-
-
-
- وكفّكِ تمسـحُ عنّا الضّنـا
-
-
-
إذا ما رضيتِ سترضى الحياةُ
-
-
-
-
- وتضحكُ لو تضحكيـنَ لنا
-
-
-
لأجلكِ غنّى وطـارَ النشيدُ
-
-
-
-
- يرفرفُ حولكِ حتـى دَنـا
-
-
-
تهـاجر كلُّ الحروفِ إليكِ
-
-
-
-
- وتهـوي إليك كـرامُ المُـنى
-
-
-
تحومُ عليكِ .. وتأوي إليكِ
-
-
-
-
- وتبغـي لديكِ هُنـا موطنـا
-
-
-
تعـاليْ لِنبنيَ بيتَ القصيـدِ
-
-
-
-
- بشطريـنِ: منكِ .. ومنّي أنـا
-
-
-
تعاليْ نصلّي لربِّ الوجـودِ
-
-
-
-
- ليغمُـرَ بالديـن أعمارَنـا
-
-
-
لأنكِ أنتِ .. لأنـي أنـا
-
-
-
-
- تسيـرُ الحيـاةُ رُخـاءً بِنـا
-
-
-
ظلمناكِ دهراً فهل تغفرينَ
-
-
-
-
- ومِثلكِ يصفـحُ عمَّنْ جَنـا.
-
-
-
يقول الشاعر إيليا أبو ماضي:
أقامت لدى مرآتها تتأمّل
-
-
-
-
- على غفلة مّمن يلوم ويعدل
-
-
-
وبين يديها كلّما ينبغي لمن
-
-
-
-
- يصوّر أشباح الورى ويمثّل
-
-
-
من الغيد تقلي كلّ ذات ملاحة
-
-
-
-
- كما بات يقلي صاحب المال مرمل
-
-
-
تغار إذا ما قيل تلك مليحة
-
-
-
-
- يطيب بها للعاشقين التغزّل
-
-
-
فتحمرّ غيظاً ثمّ تحمرّ غيرة
-
-
-
-
- كأنّ بها حّمى تجيء وتقفل
-
-
-
وتضمر حقداً للمحدّث لو درى
-
-
-
-
- به ذلك المسكين ما كاد يهزل
-
-
-
أثار عليه حقدها غير عامد
-
-
-
-
- وحقد الغواني صارم لا يفلل
-
-
-
فلو وجدت يوما على الدّهر غادة
-
-
-
-
- لأوشك من غلوائه يتحوّل
-
-
-
فتاة هي الطاووس عجباً وذيلها
-
-
-
-
- ولم يك ذيلاً، شعرها المتهدّل
-
-
-
سعت لاحتكار الحسن فيها بأسره
-
-
-
-
- وكم حاولت حسناء ما لا يؤمّل
-
-
-
وتجهل أنّ الحسن ليس بدائم
-
-
-
-
- وإن هو إلاّ زهرة سوف تذبل
-
-
-
وأنّ حكيم القوم يأنف أن يرى
-
-
-
-
- أسير طلاء بعد حين سينصل
-
-
-
وكلّ فتّى يرضى بوجه منمّق
-
-
-
-
- من الناعمات البيض فهو مغفّل
-
-
-
إذا كان حسن الوجه يُدعى فضيلة
-
-
-
-
- فإنّ جمال النّفس أسمى وأفضل
-
-
-
ولكنّما أسماء بالغيد تقتدي
-
-
-
-
- وكلّ الغواني فعل أسماء تفعل
-
-
-
فلو أمنت سخط الرّجال وأيقنت
-
-
-
-
- بسخط الغواني أوشكت تترّجل
-
-
-
قد اتخذت مرآتها مرشدا لها
-
-
-
-
- إذا عنّ أمر أو تعرّض مشكل
-
-
-
وما ثمّ من أمر عويص وإنّما
-
-
-
-
- ضعيف النّهى في وهمه السهل معضل
-
-
-
تكتّم عمّن يعقل الأمر سرّها
-
-
-
-
- ولكنّها تفشيه ما ليس يعقل
-
-
-
فلو كانت المرآة تحفظ ظلّها
-
-
-
-
- رأيت بعينيك الذي كنت تجهل
-
-
-
وزاد بها حبّ التبّرج أنّه
-
-
-
-
- حبيبّ إلى فتيان ذا العصر أوّل
-
-
-
ألمّوا به حتى لقد أشبهوا الدّمى
-
-
-
-
- فما فاتهم واللّه إلا التكحّل
-
-
-
فتى العصر أضحى في تطّريه حجة
-
-
-
-
- تقاتلنا فيها النساء فتقتل
-
-
-
إذا ابتذلت حسناء ثمّ عذلتها
-
-
-
-
- تولّت وقالت كلّكم متبذّل.
-
-
-
اقرأ أيضا: شعر عربي عن الدنيا
أبيات شعر عربي عن الجمال
يقول الإمام علي بن أبي طالب في أبياته عن الجمال:
ليس الجمالَ بأثوابٍ تزينُناً
إِن الجمالَ جمالُ العقلِ والأدبِ.
يقول عبد القادر الجيلاني:
رُفِعَ الحَجْبُ عَنْ بُدُورِ الجَمَالِ
مَرْحَباً مَرْحَباً بِأَهْلِ الجَمَالِ
مَلَكُونِي بِحُبِّهِمْ وَرَضُوا عَنْ
عَبْدِ رِقٍّ فَسُدْتُ بَيْنَ المَوَالِي
عَامَلُونِي بِلُطْفِهِمْ فِي غَرَامِي
فَحَلَى فِي بَصَائِرِ النَّاسِ حَالِي.
يقول أحمد شوقي:
خَدعوها بقولهم حَسْناءُ
والغواني يغرَّهُنَّ الثناءُ
نَظْرةٌ فابتسامةٌ فسلامٌ
فكلامٌ فموعدٌ فلِقاءُ
ففراقٌ يكونُ فيه دواءٌ
أو فِراقٌ يكون منه الداءُ.
يقول الشاعر جبران خليل جبران:
ألقى الجمال عليك آية سحره
فغدوت ما شاء الجمال حبيباً
حتى الهموم سمت إليك بودها
من كان يحسب للهموم قلوباً.
اقرأ أيضا: شعر عربي عن النجوم