شعر عربي عن التواضع
التواضع هو السمة التي يسعى إليها كلّ إنسان عاقلٍ يهدف إلى السعادة في الدّنيا ويسعى لأن يكون ذاك الصَّاحب الذي يتمنَّاه الجميع، فالتواضع ليست صفة جديدة أو دخيلة على المجتمع العربيّ، بل هي من مَكارم الأخلاق، وكم يفخر الإنسان في داخله عندما تتجسّد به صفة التواضع فيُصبح ذا خُلق رفيع يسعى النَّاس إلى مصاحبته والحديث معه، وقد كتب الشعراء الكثير من قصائد شعر عربي عن التواضع وفضائله.
شعر عربي عن التواضع
يقول أبو العتاهية في واحدة من أجمل قصائد شعر عربي عن التواضع :
يا عَجَباً لَلناسِ لَو فَكَروا
أَو حاسَبوا أَنفُسَهُم أَبصَروا
وَعَبَروا الدُنيا إِلى غَيرِها
فَإِنَّما الدُنيا لَهُم مَعبَرُ
وَالخَيرُ ما لَيسَ بِخافٍ هُوَ ال
مَعروفُ وَالشَرُّ هُوَ المُنكَرُ
وَالمَورِدُ المَوتُ وَما بَعدَهُ ال
حَشرُ فَذاكَ المَورِدُ الأَكبَرُ
وَالمَصدَرُ النارُ أَوِ المَصدَرُ ال
جَنَّةُ ما دونَهُما مَصدَرُ
لافَخرَ إِلّا فَخرُ أَهلِ التُقى
غَداً إِذا ضَمَّهُمُ المَحشَرُ
لَيَعلَمَنَّ الناسُ أَنَّ التُقى
وَالبِرِّ كانا خَيرَ ما يُذخَرُ
ما أَحمَقَ الإِنسانَ في فَخرِهِ
وَهوَ غَداً في حُفرَةٍ يُقبَرُ
ما بالُ مَن أَوَّلُهُ نُطفَةٌ
وَجيفَةٌ آخِرُهُ يَفخَرُ
أَصبَحَ لا يَملِكُ تَقديمَ ما
يَرجو وَلا تَأخيرَ ما يَحذَرُ
وَأَصبَحَ الأَمرُ إِلى غَيرِهِ
في كُلِّ ما يُقضى وَما يُقدَرُ.
يقول الإمام علي بن أبي طالب:
حَقيقٌ بِالتَواضُعِ مَن يَموتُ
وَيَكفي الَمَرءَ مِن دُنياهُ قوتُ
فَما لِلمَرءِ يُصبِحُ ذا هُمومٍ
وَحِرصٌ لَيسَ تُدرِكُهُ النُعوتُ
صَنيعُ مَليكِنا حَسَنٌ جَميلٌ
وَما أَرزاقُنا عَنّا تَفوتُ
فَيا هَذا سَتَرحَلُ عَن قَريبٍ
إِلى قَومٍ كَلامُهُمُ سُكوُتُ.
يقول إيليا أبو ماضي:
لِيَ صاحِبٌ دَخَلَ الغُرورُ فُؤادَهُ
إِنَّ الغُرورَ أُخَيَّ مِن أَعدائي
أَسدَيتُهُ نُصحي فَزادَ تَمادِياً
في غَيِّهِ وَاِزدادَ فيهِ بَلائي
أَمسى يُسيءُ بِيَ الظُنونَ وَلَم تَسُؤ
لَولا الغُرورُ ظُنونُهُ بِوَلائي
قَد كُنتُ أَرجو أَن يُقيمَ عَلى الوَلا
أَبَداً وَلَكِن خابَ فيهِ رَجائي
أَهوى اللِقاءَ بِهِ وَيَهوى ضِدَّهُ
فَكَأَنَّما المَوتُ الزُؤامُ لِقائي
إِنّي لَأَصحَبَهُ عَلى عِلّاتِهِ
وَالبَدرُ مِن قِدَمٍ أَخو الظَلماءِ
يا صاحِ إِنَّ الكِبرَ خُلقٌ سَيٌّ
هَيهاتِ يوجَدُ في سِوى الجُهَلاءِ
وَالعُجبُ داءٌ لا يَنالُ دَواءَهُ
حَتّى يَنالَ الخُلدَ في الدُنياءِ
فَاِخفِض جَناحَكَ لِلأَنامِ تَفُز بِهِم
إِنَّ التَواضُعَ شيمَةَ الحُكَماءِ
لَو أُعجِبَ القَمَرُ المُنيرُ بِنَفسِهِ
لَرَأَيتَهُ يَهوي إِلى الغَبراءِ.
يقول الشاعر أحمد الغامدي:
بغى أعيش إنسان متواضع فقير
الفقر أفضل من ملذات الغنى
أباكل اليسير وأتوسد حصير
وأبعد عن هموم الخلايق والعنا
يمكن إذا ربي كتب إني أمير
ما شوف بالدنيا أحد إلا أنا
ولا أبي جنحان طير ولا أطير
أحيا هنا وموت وأحيا من هنا
ولاني بميت فقر قد عينت خير
ولا مال راسي للبشر والا انحنى
من أول أزرع خير يوم إني صغير
والحين يوم إني كبرت أجني جنى
لو إن صار العكس تدري وش يصير
بنيت ثم هديت باليد البنى
أشارك الإنسان في نفس المصير
أبعد ليا بعد وأقرب لا دنى
بعض البشر يمشي مع الصاحب ضرير
من وين ماثناه بالدرب أنثنى
لو إنها بالكيف خمرنا عصير
وكان استحلينا المعازف والغنى
ولو إنها من وين مانبغى نسير
نسكن بدور أهل المراقص والخنا
بحمده ماهي بالمشاور والمشير
شرع لنا دين اليسر دين الهنا
الي بيلقى خير لجله يستخير
لا عاد يبغى فوق أمانيه منى
لن القناعه كنز والطماع بير
يغنيه ربي صدق لامنه اغتنى
فكر معي ياخوك بالشطر الاخير
بكره يموت الخلق وبيفنى الفنا.
اقرأ أيضا: أحاديث عن التواضع
أبيات شعر عربي عن التواضع
- ولا تمشِ فوق الأرض إلا تواضعاً
فكم تحتها قومٌ هُمُوا منك أرفعُ
وإن كنت في عزٍ رفيعٍ ومنعةٍ
فكم مات من قومٍ هُمُوا منك أمنعُ.
- يا مظهر الكبر إعجاباً بصورته
أبصر خلاءك إنّ المين تثريب
لو فكر النّاس فيما في بطونهم
ما استشعر الكبر شبّانٌ ولا شيب.
- قل لمن فاخر بالدنيا وحامى
قتلت قبلك ساماً ثم حاما
ندفن الخِلَّ وما في دفننا
بعده شك ولكن نتعامى
إن قدامك يوماً لو به هددت
شمس الضحى عادت ظلاما
فانتبه من رقدة اللهو وقم
وانف عن عين تماديك المناما
صاح صح بالقبر يخبرك بما
قد حوى واقرأ على القوم السلاما
فالعظيم القدر لو شاهدته
لم تجد في قبره إلا العظاما.
- عَظيمٌ إن تواضع عَن علو
كَبيرٌ ليس يَرضى الكبرياء
حَوى جمل الكلام فَقالَ صدقا
وأحسن في السؤال وَما أساء.
اقرأ أيضا: بحث عن التواضع وأهميته
- تواضع تعلو بريح الغيام وتنوح
ترقى بجنة فاحت منها الريحان والروح
تواضع فإن بتواضعك بلسم للجروح
تحل بكل القلوب وباقى لاتروح
تواضع فإن بكلامك كن صروح
زين بكلامك عطر تسبيحه يفوح
تواضع فهل تعلم معنى التواضع ياسموح
يكن لك طيب الكلام وآمآل وطموح
فإن واحة الرحمن لك تلوح
بعد أن اظلمت شمس النهار وهذه الدنيا قد صارت جموح
تواضع فإن بالتواضع نور يفوح
يروي الظلام شمسا نهاره بكل وضوح.
- وأحسنُ مقرونيْنِ في عينِ ناظرٍ
جلالةُ قدرٍ في خمولِ تواضع
- وإذا ما الشريف لم يتواضع
للأخلاء فهو عين الوضيع.
- تواضع لرب العرش علّك تُرفعُ
فما خاب عبدٌ للمهيمن يخضعُ
وداوِ بذكر الله قلبك إنه
لأشفى دواءٍ للقلب وأنفعُ
تواضع تكن كالنجم لاح لناظرٍ
على صفحات الماء وهو رفيع
ولا تك كالدخان يرفع نفسَه
إلى طبقات الجو وهو وضيعُ.
اقرأ أيضا: خواطر عن التواضع