شعر عربي عن الكرامة

الكرامة صفة ملازمة للإنسان، فقد كرّمه الله تعالى وجعله أرقى المخلوقات وأكثرها سموًا، بدءًا من خلقه في أحسن تقويم ومرورًا بمنحه العقل الذي يميّزه عن سائر المخلوقات، والإنسان هو المسؤول الأول عنها ويجب ألّا يسمح لأي شيءٍ أن يسيء إلى كرامته الإنسانية أو يعبث بها مهما كانت الأسباب، وقد اعتنى الشعراء بهذا الموضوع، فكتبوا الكثير من قصائد شعر عربي عن الكرامة والإباء.

شعر عربي عن الكرامة

شعر عربي عن الكرامة

  • يقول الشاعر أبو الحسن الجرجاني في واحدة من أبلغ قصائد شعر عربي عن الكرامة :

يقولون لي فيك انقباضٌ وإنما

رأوا رجلاً عن موقفِ الذلِّ أحجما

أرى الناسَ من داناهُمُ هان عندهم

ومن أكرَمته عزةُ النفسِ أكرِما

ولم أقضِ حَقَّ العلمِ إن كان كُلَّمَا

بدا طَمَعٌ صَيَّرتُه لي سُلَّما

وما زلتُ مُنحازاً بعرضيَ جانباً

من الذلِّ أعتدُّ الصيانةَ مَغنما

إذا قيلَ هذا مَنهلٌ قلتُ قد أرى

ولكنَّ نفسَ الحرِّ تَحتَملَ الظَّمَا

أُنزِّهها عن بَعضِ ما لا يشينُها

مخافةَ أقوال العدا فيم أو لما

فأصبحُ عن عيبِ اللئيمِ مسلَّما

وقد رحتُ في نفسِ الكريمِ مُعَظَّما

وإني إذا ما فاتني الأمرُ لم أبت

أقلِّبُ فكري إثره مُتَنَدِّما

ولكنه إن جاء عَفواً قبلتُه

وإن مَالَ لم أُتبعهُ هَلاً وليتَما

وأقبضُ خَطوي عن حُظوظٍ كثيرةٍ

إذا لم أَنلها وأفرض العرضِ مُكرما

وأكرمُ نفسي أن أُضاحكَ عابساً

وأن أَتلقَّى بالمديح مُذمَّما

وكم طالبٍ رقي بنعماه لم يَصِل

إليه وإن كَانَ الرَّئيسَ الُمعظَّما

وكم نعمة كانت على الُحرِّ نقمَةً

وكم مغنمٍ يَعتَده الحرُّ مَغرَما

ولم أبتذل في خدمة العلمِ مُهجَتي

لأَخدمَ من لاقيتُ لكن لأُخدما

أأشقى به غَرساً وأجنيه ذِلةً

إذن فاتباعُ الجهلِ قد كان أَحزَما

ولو أن أهل العلمِ صانوه صانَهُم

ولو عَظَّمُوه في النفوسِ لَعُظِّما

ولكن أهانوه فهانو ودَنَّسُوا

مُحَيَّاه بالأطماعِ حتى تَجهَّما

فإن قُلتَ جَدُّ العلم كابٍ فإنما

كباً حين لم يحرس حماه وأُسلما

وما كلُّ برقٍ لاحَ لي يستفزُّني

ولا كلُّ من في الأرضِ أرضاه مُنَعَّما

ولكن إذا ما اضطرني الضُّرُّ لم أَبتِ

أُقلبُ فكري مُنجداً ثم مُتهما

إلى أن أرى ما لا أغَصُّ بذِكره

إذا قلتُ قد أسدى إليَّ وأنعما.
  • يقول أحمد شوقي في قصيدة رائعة عن الكرامة:

حِكاية الكلبِ معَ الحمامَة

تشهدُ للجِنسَيْنِ بالكرامَة

يقالُ: كان الكلبُ ذاتَ يومِ

بينَ الرياضِ غارقاً في النَّوم

فجاءَ من ورائه الثعبانُ

مُنتفِخاً كأَنه الشيطانُ

وهمَّ أن يغدرَ بالأمينِ

فرقَّتِ الورْقاءُ لِلمِسكينِ

ونزلتْ توَّا تغيثُ الكلب

ونقرتهُ نقرةً، فهبا

فحمدَ اللهَ على السلامة

وحَفِظ الجميلَ للحمامَة

إذ مَرَّ ما مرّ من الزمانِ

ثم أتى المالكُ للبستانِ

فسَبَقَ الكلب لتلك الشجرَة

ليُنْذر الطيرَ كما قد أَنذرَه

واتخذ النبحَ له علامة

ففهمتْ حديثهُ الحمامة

وأَقلعتْ في الحالِ للخلاصِ

فسَلِمتْ من طائِرِ الرَّصاصِ

هذا هو المعروفُ بأهل الفطنْ

الناسُ بالناسِ، ومَن يُعِن يُعَنْ!
  • يقول الشاعر عبد الواسع السقاف في شعره عن الكرامة:

سأبكيك إذا ما الليل قام

وأبكيك إلى يوم القيامةْ

وأبكي حسرتي وهواي لما

ذبحت مشاعري ذبح اليمامة

ولم تُبدي لآلامي اعتباراً

ولا وجلاً ولم تلقي ملامة

وقررت الرحيل بكل غدرٍ

وأثرت السعادة والسلامة

أفي جنبيك قلبٌ أم جدارٌ!

أنا ما عُدت أدري ما العلامة!

أجيبيني بربك كيف تقوي

على هذي القساوة والصرامة

دموعي فوق خدي هاطلات

وأنت على محياك ابتسامة

علامَ الغبنُ رُدي هل تظني

بأن الحُبَّ في قلبي شهامة

أنا لن أرتضي في الوصلِ ذٌلاً

لأنَّ بخافقي أيضاً كرامة.

اقرأ أيضا: شعر عربي فصيح قصير

أبيات شعر عن الكرامة

الكرامة

  • قال عنترة بن شداد:

حَكِّم سُيوفَكَ في رِقابِ العُذَّلِ

وَإِذا نَزَلتَ بِدارِ ذُلٍّ فَاِرحَلِ

وَإِذا بُليتَ بِظالِمٍ كُن ظالِم

وَإِذا لَقيتَ ذَوي الجَهالَةِ فَاِجهَلي

وَإِذا الجَبانُ نَهاكَ يَومَ كَريهَةٍ

خَوفًا عَلَيكَ مِنَ اِزدِحامِ الجَحفَلِ

فَاِعصِ مَقالَتَهُ وَلا تَحفِل بِه

وَاِقدِم إِذا حَقَّ اللِقا في الأَوَّلِ

وَاِختَر لِنَفسِكَ مَنزِلًا تَعلو بِهِ

أَو مُت كَريمًا تَحتَ ظُلِّ القَسطَلِ

فَالمَوتُ لا يُنجيكَ مِن آفاتِهِ

حِصنٌ وَلَو شَيَّدتَهُ بِالجَندَلِ

مَوتُ الفَتى في عِزَّةٍ خَيرٌ لهُ

مِن أَن يبيتَ أَسيرَ طَرفٍ أَكحَلِ

إِنّ كُنتَ في عَدَدِ العَبيدِ فَهِمَّتي

فَوقَ الثُرَيّا وَالسِماكِ الأَعزَلِ

أَو أَنكَرَت فُرسانُ عَبسٍ نِسبَتي

فَسِنانُ رُمحي وَالحُسامُ يُقِرُّ لي

وَبِذابِلي وَمُهَنَّدي نِلتُ العُل

لا بِالقَرابَةِ وَالعَديدِ الأَجزَلِ.

  • قال المتنبي:

كَفى بِكَ داءً أَنّ تَرى المَوتَ شافِيا

وَحَسبُ المَنايا أَنّ يَكُنَّ أَمانِيا

تَمَنَّيتَها لَمّا تَمَنَّيتَ أَن تَرى

صَديقًا فَأَعيا أَو عَدُوًّا مُداجِيا

إِذا كُنتَ تَرضى أَن تَعيشَ بِذِلَّةٍ

فَلا تَستَعِدَّنَّ الحُسامَ اليَمانِيا

وَلا تَستَطيلَنَّ الرِماحَ لِغارَةٍ

وَلا تَستَجيدَنَّ العِتاقَ المَذاكِيا

فَما يَنفَعُ الأُسدَ الحَياءُ مِنَ الطَوى

وَلا تُتَّقى حَتّى تَكونَ ضَوارِيا

وَلِلنَفسِ أَخلاقٌ تَدُلُّ عَلى الفَتى

أَكانَ سَخاءً ما أَتى أَم تَساخِيا.

  • قال أُحيحة بن الجلال:

وَكَريمٍ نالَ الكَرامِةِ مِنّا

وَلَئيمٍ ذي نَخوَةٍ قَد أَهَنّا

ثُمَّ لَم يَرجِعِ الكَلامُ إِلَينا

لَو تَرى في الكَلامِ أِنّ قَد أَذِنّا.

اقرأ أيضا: شعر عربي عن الكرم والجود

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3
مصدر 4

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *