شعر عربي عن الكرم والجود

الكرم هو بذل المال أو الطعام أو غيره عن طيب نفس دون بخل، وهو من أفضل وأشرف الخصال وأعز المواهب، وكل نفيس جليل يوصف بالكرم ويعزى إليه، وأنشد كبار شعراء العربية العديد من قصائد شعر عربي عن الكرم والجود لمدح الملوك والأمراء ممن يتسمون بالكرم وكثرة العطاء.

شعر عربي عن الكرم والجود

شعر عربي عن الكرم والجود

يقول المتنبي في واحدة من أبلغ قصائد شعر عربي عن الكرم والجود:

فَعَلَت بِنا فِعلَ السَماءِ بِأَرضِهِ

خِلَعُ الأَميرِ وَحَقَّهُ لَم نَقضِهِ

فَكَأَنَّ صِحَّةَ نَسجِها مِن لَفظِهِ

وَكَأَنَّ حُسنَ نَقائِها مِن عِرضِهِ

وَإِذا وَكَلتَ إِلى كَريمٍ رَأيَهُ

في الجودِ بانَ مَذيقُهُ مِن مَحضِهِ.

اقرأ أيضا: أحاديث عن الكرم

قصيدة يا سائلي أين حل الجود والكرم

يقول الفرزدق:

يَا سَائِلِي‌ أَيْنَ حَلَّ الجُودُ وَالكَرَمُ

عِنْدِي‌ بَيَانٌ إذَا طُلاَّبُهُ قَدِمُوا

هَذَا الذي‌ تَعْرِفُ البَطْحَاءُ وَطْأَتَهُ

وَالبَيْتُ يَعْرِفُهُ وَالحِلُّ وَالحَرَمُ

هَذَا ابْنُ خَيْرِ عِبَادِ اللَهِ كُلِّهِمُ

هَذَا التَّقِي‌ُّ النَّقِي‌ُّ الطَّاهِرُ العَلَمُ

هَذَا الذي‌ أحْمَدُ المُخْتَارُ وَالِدُهُ

صَلَّي‌ عَلَیهِ إلَهِي‌ مَا جَرَي‌ القَلَمُ

لَوْ يَعْلَمُ الرُّكْنُ مَنْ قَدْ جَاءَ يَلْثِمُهُ

لَخَرَّ يَلْثِمُ مِنْهُ مَا وَطَي‌ القَدَمُ

هَذَا علی رَسُولُ اللَهِ وَالِدُهُ

أَمْسَتْ بِنُورِ هُدَاهُ تَهْتَدِي‌ الاُمَمُ

هَذَا الَّذِي‌ عَمُّهُ الطَّيَّارُ جَعْفَرٌ

وَالمَقْتُولُ حَمْزَةُ لَيْثٌ حُبُّهُ قَسَمُ

هَذَا ابْنُ سَيِّدَةِ النِّسْوَانِ فَاطِمَةٍ

وَابْنُ الوَصِيِّ الَّذِي‌ في‌ سَيْفِهِ نِقَمُ

إذَا رَأتْهُ قُرَيْشٌ قَالَ قَائِلُهَا

إلَی‌ مَكَارِمِ هَذَا يَنْتَهِي‌ الكَرَمُ

يَكَادُ يُمْسِكُهُ عِرْفَانَ راحته

رُكْنُ الحَطِيمِ إذَا مَا جَاءَ يَسْتَلِمُ

وَلَيْسَ قُولُكَ: مَنْ هَذَا؟ بِضَائِرِهِ

العُرْبُ تَعْرِفُ مَنْ أنْكَرْتَ وَالعَجَمُ

يُنْمَي‌ إلَی‌ ذَرْوَةِ العِزِّ الَّتِي‌ قَصُرَتْ

عَنْ نَيْلِهَا عَرَبُ الإسْلاَمِ وَالعَجَمُ

يُغْضِي‌ حَيَاءً وَيُغْضَي‌ مِنْ مَهَابَتِهِ

فَمَا يُكَلَّمُ إلاَّ حِينَ يَبْتَسِمُ

يَنْجَابُ نُورُ الدُّجَي‌ عَنْ نُورِ غُرِّتِهِ

كَالشَّمْسِ يَنْجَابُ عَنْ إشْرَاقِهَا الظُّلَمُ

بِكَفِّهِ خَيْزُرَانٌ رِيحُهُ عَبِقٌ

مِنْ كَفِّ أَرْوَعَ فِي‌ عِرْنِينِهِ شَمَمُ

مَا قَالَ: لاَ قَطُّ، إلاَّ فِي‌ تَشَهُّدِهِ

لَوْلاَ التَّشَهُّدُ كَانَتْ لاَؤهُ نَعَمُ

مُشتَقَّةٌ مِنْ رَسُولِ اللَهِ نَبْعَتُهُ

طَابَتْ عَنَاصِرُهُ وَالخِيمُ وَالشِّيَمُ

حَمَّالُ أثْقَالِ أَقْوَامٍ إذَا فُدِحُوا

حُلْوُ الشَّمَائِلِ تَحْلُو عِنْدَهُ نَعَمُ

إنْ قَالَ قَالَ بمِا يَهْوَي‌ جَمِيعُهُمُ

وَإنْ تَكَلَّمَ يَوْماً زَانَهُ الكَلِمُ

هَذَا ابْنُ فَاطِمَةٍ إنْ كُنْتَ جَاهِلَهُ

بِجَدِّهِ أنبِيَاءُ اللَهِ قَدْ خُتِمُوا

اللهُ فَضَّلَهُ قِدْماً وَشَرَّفَهُ

جَرَي‌ بِذَاكَ لَهُ فِي‌ لَوْحِهِ القَلَمُ

مَنْ جَدُّهُ دَانَ فَضْلُ الآنْبِيَاءِ لَهُ

وَفَضْلُ أُمَّتِهِ دَانَتْ لَهَا الاُمَمُ

عَمَّ البَرِيَّةَ بِالإحْسَانِ وَانْقَشَعَتْ

عَنْهَا العِمَأيَةُ وَالإمْلاَقُ وَالظُّلَمُ

كِلْتَا يَدَيْهِ غِيَاثٌ عَمَّ نَفْعُهُمَا

يُسْتَوْكَفَانِ وَلاَ يَعْرُوهُمَا عَدَمُ

سَهْلُ الخَلِيقَةِ لاَ تُخْشَي‌ بَوَادِرُهُ

يَزِينُهُ خَصْلَتَانِ: الحِلْمُ وَالكَرَمُ

لاَ يُخْلِفُ الوَعْدَ مَيْمُوناً نَقِيبَتُهُ

رَحْبُ الفِنَاءِ أَرِيبٌ حِينَ يُعْتَرَمُ

مِنْ مَعْشَرٍ حُبُّهُمْ دِينٌ وَبُغْضُهُمُ

كُفْرٌ وَقُرْبُهُمُ مَنْجيً وَمُعْتَصَمُ

يُسْتَدْفَعُ السُّوءُ وَالبَلْوَي‌ بِحُبِّهِمُ

وَيُسْتَزَادُ بِهِ الإحْسَانُ وَالنِّعَمُ

مُقَدَّمٌ بَعْدَ ذِكْرِ اللَهِ ذِكْرُهُمْ

فِي‌ كُلِّ فَرْضٍ وَمَخْتُومٌ بِهِ الكَلِمُ

إنْ عُدَّ أهْلُ التُّقَي‌ كَانُوا أئمَّتَهُمْ

أوْ قِيلَ: مَنْ خَيْرُ أَهْلِ الارْضِ قِيلَ: هُمُ

لاَ يَسْتَطِيعُ جَوَادٌ بُعْدَ غَأيَتِهِمْ

وَلاَ يُدَانِيهِمُ قَوْمٌ وَإنْ كَرُمُوا

هُمُ الغُيُوثُ إذَا مَا أزْمَةٌ أزَمَتْ

وَالاُسْدُ أُسْدُ الشَّرَي‌ وَالبَأْسُ مُحْتَدِمُ.

اقرأ أيضا: قصص عن الكرم للأطفال

الكرم

قصيدة أحمد الله نيةً وثناء

يقول ابن الرومي:

أحمدُ اللَّه نيةً وثناءَ

غُدوةً بل عَشيَّةً بل مساءَ

بلْ جميعاً وبين ذلك حمداً

أبديّاً يُطبِّقُ الآناءَ

حَمْدَ مُستعظمٍ جلالاً عظيماً

من مَليكٍ وشاكرٍ آلاءَ

مَلِكٌ يقدحُ الحياة من الموْ

تى ويَكفي بفضله الأحياءَ

صاغنا ثم قاتنا ووَقانا

بالتي نتَّقي بها الأَسواءَ

من بناءٍ يَكِنُّنا ولَبُوسٍ

ودواء يحارب الأدواءَ

ثم أهدى لنا الفواكه شتّى

والتحياتِ جَلَّ ذاك عطاءَ

عَظُمت تلكمُ الأيادي وجَلَّتْ

فاذكر المَوز واتركِ الأشياءَ

إنما الموزُ حين تُمْكَنُ منهُ

كاسمه مبْدلاً من الميم فاءَ

وكذا فقدُه العزيزُ علينا

كاسمه مبْدلاً من الزاي تاءَ

فهو الفوزُ مثلما فقدُهُ المو

تُ لقد بان فضلُه لا خَفَاءَ

ولهذا التأوِيلِ سَماه موزاً

مَنْ أفاد المعانيَ الأسماءَ

رَبِّ فاجعله لي صبوحاً وقَيْلاً

وغَبوقاً وما أسأت الغذاءَ

وأرى بل أبُتُّ أن جوابي

لا تُغالط فقد سألتَ البقاءَ

يَشهَد اللَّه إنه لطعامٌ

خُرَّميٌّ يُغازل الأحشاءَ

نكهةٌ عذبةٌ وطعم لذيذٌ

سَاعدا نَعمةً إلى نَعْماءَ

وتخالُ انْسرابهُ في مجاري

هِ افتراعَ الأبكارِ والإغفاءَ

لو تكونُ القلوبُ مأوى طعامٍ

نازَعتْهُ قلوبُنا الأحشاءَ

إنني لَلْحقيق بالشِّبَعِ السا

ئغِ من أكلِهِ وإن كان ماءَ

مِن عطايا أبي محمدٍ المح

مودِ ظَرفاً وحكمةً وسخاءَ

وجمالاً مُنَمَّقاً وجلالاً

ووفاءً مُحقَّقاً وصفاءَ

ذلك السيدُ الذي قتل اليأ

سَ بأفضاله وأحيا الرجاءَ

سرّني برَّني رعاني كفاني

جازَهُ السوءُ إنه ما أساءَ

وتخطَّته كلُّ بأساءَ لكن

صادمتْ مِن ورائه الأعداءَ

وتعالتْ به سماءُ المعالي

أو ترى مجدَه السماءُ سماءَ

مَلِكاً يَلْبَسُ الطويل من العُم

رِ ويَحْظى ويَجْبُرُ الأولياءَ

وأما والذي حباني بزُلفا

يَ لديه أليَّةً غرَّاءَ

لأكدَّنَّ للمدائح فيه

فِكَري أو أردَّها أنضاءَ

ومَعَاذَ الإله لا مدحَ يأتي

فيه كَرْهاً بل مُعفياً إعفاءَ

وترانا في مدحهِ كيف كنّا

كالمُعَنَّى في أن يُضيء الضياءَ

أيُّ مصباح قادحٍ زاد في الإص

باح نُوراً إن لم نكن جُهَلاءَ

غير أنَّا نُريغُ بالمدح فيه

رِفعَةً باسمه لنا وسناءَ

رُتَباً لم تَشِد لنا مثلها الآ

باءُ نرجو توريثَها الأبناءَ

لا عدِمناه ماجداً بلّغ الأب

ناء مجداً قد أعجز الآباءَ.

اقرأ أيضا: خواطر عن الكرم تويتر

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *