شعر ابن عربي عن الحب

ابن عربي هو الصوفي الكبير الإمام مُحيي الدين محمد بن علي بن محمد بن عربي الحاتمي الطائي الأندلسي، لقبُه الشيخ الأكبر، وله مذهب خاصّ اسمه يُسمَّى الأكبرية، وُلد ابن عربي في مرسية في الأندلس، عام 558 هجريًا، ما يوافق عام 1164 ميلاديًا، وهو أحد أكبر المتصوفين في التاريخ وأشهرهم أيضًا، ويكثر شعر ابن عربي عن الحب.

شعر ابن عربي عن الحب

شعر ابن عربي عن الحب

هناك العديد من قصائد شعر ابن عربي عن الحب وفيما يأتي أفضل هذه القصائد:

قصيدة إن الحبيب هو الوجود المجمل

إنَّ الحبيبَ هو الوجودُ المجملُ

وشخوصُ أعيانِ الكيانِ تفصلُ

ما منهمُ أحدٌ يحبُّ حبيبه

إلا وللمحبوبِ عينٌ تعقلُ

في عينِ من هو ذاتنا وصفاتنا

ووجودنا وهو الحبيبُ الأكمل

وقف للهوى بي حيث كان وجودُه

في موقفٍ عنه الطواغيت تسفلُ

طرفُ الذي يهوى سماك رامح

وفؤادُ من يهوى سماك أعزل

ما إن يرى من عارف الإله

بين المنازلِ في المجرّه منزل

لمقام من يرجى العلو لذاته

ومقام من يرجو المقام الأنزل

من كان لا يبني لذلك عندنا

هذا هو العلمُ الذي لا يجهل

والله لو ترك العباد نفوسهم

لرأيتهم وهم الرجالُ الكمل

نصر الإله فريضته مكتوبة

فانصر فإنك بعده لا تخذل

نص الرسول على الذي قد قلته

وبذاك قد جاء الكتاب المنزل

جاء الكتاب مصدِّقا لمقاله

وعليه أهلُ الله فيه عوَّلوا

ما من كتابٍ قد أضيفَ منزلٌ

لله إلا والقرآن الأفضلُ

والفضلُ فيه بأنه يجري على

ما ليس يحويه الكتابُ الأول

كره النبيُّ الفعلَ من عبد أتى

بصحيفةٍ فيها دعاءٌ ينقل

من نص توراة وقال له اقتصر

فيما أتيتَ به الغنى والموئل

عصمَ الإله كتابنا من كلِّ تح

ريفٍ وما عصمت فمالك يأفل

فاستغفر الله العظيم لما أتى

واستغفر الله لهذا المرسل

فنجا من الأمر الذي قد ضرَّه

عما أتاه به النبيُّ الأعدل

وكذاك ختم الأولياء كلامه

في الأولياءِ معظم متقبل

من ذاقَ طعم كلامه لم يسترب

في قولنا فهو الكلامُ الفيصلُ

من كان يعرف حاله ومقامَه

عن بابه وركابِه لا يعدل

من عظَّم الشرعُ المطهر قلبَه

تعظيمه فهو الإمام الجوّل

صفة المهيمن ههنا قامت به

والناسُ فيها يشهدون العقل.

اقرأ أيضا: شعر عربي عن الحب

قصيدة سلام على سلمى

سَلامٌ عَلى سَلمى وَمَن حَلَّ بِالحِمى

وَحُقَّ لِمِثلي رِقَّةً أَن يُسَلِّما

وَماذا عَلَيها أَن تَرُدُّ تَحِيَّةً

عَلَينا وَلكِن لا اِحتِكامَ عَلى الدُمى

سَروا وَظَلامُ اللَيلِ أَرخى سُدولَهُ

فَقُلتُ لَها صَبّاً غَريباً مُتَيَّما

أَحاطَت بِهِ الأَشواقُ صَوتاً وَأُرصِدَت

لَهُ راشِقاتُ النَبلِ أَيّانُ يَمَّما

فَأَبدَت ثَناياها وَأَومَضَ بارِقٌ

فَلَم أَدرِ مَن شَقَّ الحَنادِسَ مِنهُما

وَقالَت أَما يَكفيهِ أَنّي بِقَلبِهِ

يُشاهِدُني في كُلِّ وَقتٍ أَما أَما.

اقرأ أيضا: سيرة ذاتية عن ابن عربي

شعر_ابن_عربي_عن_الحب

قصيدة مرضى من مريضة الأجفان

مَرَضي مِن مَريضَةِ الأَجفانِ

عَلِّلاني بِذِكرِها عَلِّلاني

هَفَتِ الوُرقُ بِالرِياضِ وَناحَت

شَجوُ هذا الحَمامِ مِمّا شَجاني

بِأَبي طَفلَةٌ لَعوبٌ تَهادى

مِن بَناتِ الخُدورِ بَينَ الغَواني

طَلَعَت في العِيانِ شَمساً فَلَمّا

أَفلَت أَشرَقَت بِأُفقِ جَناني

يا طُلولاً بِرامَةٍ دارِساتٍ

كَم رَأَت مِن كَواعِبٍ وَحِسانِ

بِأَبي ثُمَّ بي غَزالٌ رَبيبٌ

يَرتَعي بَينَ أَضلُعي في أَمانِ

ما عَلَيهِ مِن نارِها فَهوَ نورٌ

هكَذا النورُ مُخمِدُ النيرانِ

يا خَليلَيَّ عَرَّجا بِعِناني

لَأَرى رَسمَ دارِها بِعَياني

فَإِذا ما بَلَغتُما الدارَ حُطّا

وَبِها صاحِبَيَّ فَلتَبكِياني

وَقِفا بي عَلى الطُلولِ قَليلاً

نَتَباكى بَل أَبكِ مِمّا دَهاني

الهَوى راشِقي بِغَيرِ سِهامٍ

الهَوى قاتِلي بِغَيرِ سِنانِ

عَرَّفاني إِذا بَكَيتُ لَدَيها

تُسعِداني عَلى البُكا تُسعِداني

وَاِذكُرا لي حَديثَ هِندٍ وَلُبنى

وَسُلَيمى وَزَينَبٍ وَعِنانِ

ثُمَّ زيداً مِن حاجِرٍ وَزَرودٍ

خَبراً عَن مَراتِعِ الغِزلانِ

وَاِندُباني بِشِعرِ قَيسٍ وَلَيلى

وَبِمَيٍّ وَالمُبتَلى غَيلانِ

طالَ شَوقي لِطَفلَةٍ ذاتِ نَثرٍ

وَنِظامٍ وَمِنبَرٍ وَبَيانِ

مِن بَناتِ المُلوكِ مِن دارِ فُرسٍ

مِن أَجَلَّ البِلادِ مِن أَصبَهانِ

هِيَ بِنتُ العِراقِ بِنتُ إِمامي

وَأَنا ضِدُّها سَليلُ يَماني

هَل رَأَيتُم يا سادَتي أَو سَمِعتُم

أَنَّ ضِدَّينِ قَطُّ يَجتَمِعانِ

لَو تَرانا بِرامَةٍ نَتَعاطى

أَكَؤساً لِلهَوى بِغَيرِ بَنانِ

وَالهَوى بَينَنا يَسوقُ حَديثاً

طَيِّباً مُطرِباً بِغَيرِ لِسانِ

لَرَأَيتُم ما يَذهَبُ العَقلُ فيهِ

يَمَنٌ وَالعِراقُ مُعتَنِقانِ

كَذِبَ الشاعِرُ الَّذي قالَ قَبلي

وَبِأَحجارِ عَقلِهِ قَد رَماني

أَيُّها المُنكِحُ الثُرَيّا سُهَيلاً

عَمرَكَ اللَهَ كَيفَ يَلتَقِيانِ

هِيَ شامِيَّةٌ إِذا ما اِستَهَلَّت

وَسُهَيلٌ إِذا اِستَهَلَّ يَماني.

قصيدة من لي بمخضوبة البنان

مَن لي بَمَخضوبَةِ البَنانِ

مَن لي بِمَعسولَةِ اللِسانِ

مِن كاعِباتٍ ذَواتِ خِدرٍ

نَواعِمٍ خُرَّدٍ حِسانِ

بُدورُ تَمٍّ عَلى غُصونٍ

هُنَّ مِنَ النَقصِ في أَمانِ

بِرَوضَةٍ مِن دِيارِ جِسمي

حَمامَةٌ فَوقَ غُصنِ بانِ

تَموتُ شَوقاً تَذوبُ عِشقاً

لِما دَهاها الَّذي دَهاني

تَندُبُ إِلفاً تَذُمُّ دَهراً

رَماها قَصداً بِما رَماني

فِراقُ جارٍ وَنَأيُ دارٍ

فَيا زَماني عَلى زَماني

مَن لي بِمَن يَرتَضي عَذابي

ما لي بِما يَرتَضي يَدانِ.

قصيدة إذا كان عين الحب

إذا كان عين الحب ما ينتج الحب

فما ثَم من يهوى ولا مَن له حُبُّ

فإن التباسَ الأمر في ذاك بين

وقد ينتج البغضاءَ ما ينتج الحبُّ

ولكنه معنى لطيفٌ محققٌ

يقوم بسرِّ العبد يجهله القلبُ

لأنَّ له التقليب في كلِّ حالة

به فتراه حيثُ يحمله الركبُ

وذو الحب لم يبرحْ مع الحب ثابتاً

على كلِّ حال يرتضيها له الحب.

اقرأ أيضا: شعر عربي عن الحب قديم

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3
مصدر 4
مصدر 5

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *