شعر عربي عن السفر
تجبر ظروف الحياة الكثيرين على السفر إلى الخارج مخلّفين ورائهم الأحبة، والأهل، والأصدقاء، يتألّمون على فراقهم، وينتظرون عودتهم بفارغ الصبر، ممّا دفع الشعراء أصحاب الكلمات المعبرة للكتابة عن السفر، حيث توجد العديد من قصائد شعر عربي عن السفر والاغتراب.
شعر عربي عن السفر
- تَغَرَّب عَنِ الأَوطانِ في طَلَبِ العُلا
وَسافِر فَفي الأَسفارِ خَمسُ فَوائِدِ
تَفَرُّجُ هَمٍّ وَاِكتِسابُ مَعيشَةٍ
وَعِلمٌ وَآدابٌ وَصُحبَةُ ماجِدِ
وَإِن قيلَ في الأَسفارِ ذُلٌّ وَمِحنَةٌ
وَقَطعُ الفَيافي وَاِكتِسابُ الشَدائِدِ
فَمَوتُ الفَتى خَيرٌ لَهُ مِن حَياتِهِ
بِدارِ هَوانٍ بَينَ واشٍ وَحاسِدِ.
- تَبَـدَّت لَنَا وَسْطَ الرُّصافَةِ نَخْـلةٌ
تَنَاءت بأرضِ الغَرْبِ عن بَلَدِ النَّخْل
فقُلـتُ شَبِيهي في التَغَرُّبِ والنَّوَى
وطُولِ التَّنَائي عن بَنِيّ وعن أهلي
نشَأتِ بأرضٍ أنتِ فيها غَريبةٌ
فمِثْلُكِ في الإقصاء والمُنْتأى مثلي
سَقَاكِ غَوَادِي المُزْنِ مِن صوبها الذي
يَسُحُّ ويستمرِي السِّماكَين بالوّبْلِ
- يا من وداعه كنَّه موادع الروح
لو هو بكيفي عنك ما أروح ساعة
ساعة وداعك دمع الأعيان مسفوح
منك وعليكم من المحاجر ضياعه
الحب يجبر يا حبيبي على البوح
والشوق يفقد في القلوب المناعة
ألعي كما تلعي الحمامة على الدوح
لا ألوم قلبٍ ما ضرى بالقطاعة
سافرت قلبي بين الأضلاع مجروح
يا غالـيٍ لرضاه سمعٍ وطاعـة
إن غبت انشفَّت عيوني على النوح
من حيث والله ما تحمَّل وداعه
- يا بلاد الإنجليز والخضرة والمطر
أعيش فيكِ صورة وشكل وجسد
قلبي تركني ورجع ليته بس انتظر
فرحنا سوا يومين .. ثم شدّ وقصد
رجع يم خلّاني ما فاده حسن النظر
رجع يذكر الأيام ويرصدها رصد
أحيان يحضر وأحيان كثير ما يحضر
عنادي له يعيش معي لقى ما حصد
داريته مرّات بخلّان تسلّي ما تضر
ما فاده شي، ومشكلته تعلّق وفسد
- في غربتي عارضت أنا ركب الأغراب
أشد وأنزل والليالي ركايب
أضداد وأقران وعدوان وأصحـاب
متناقضات الخلق ما غاب غايب
وقامت تجاذبني على درب الأسباب
نفس الشباب حدّها عقل شايب
- سافرت ودروب الأماني مسافات
ليل الشقا دربي وهمّي عباتي
سافرت مجروحة على كثر ما فات
أحمل معي جرح يكدّر حياتي
وقبل السفر سجيت بالعمر لحظات
عن ماضي ما شفت فيه الأماني
ما شفت للفرحة ولو بعض لمحات
يحدني همّي من أربع جهاتي
وماشفت في دربي رفيق المعانات
إلا قصيد لا جرى الدمع ياتي
وسافرت ما بي في حياتي ملذّات
ودّي ألاقي في رحيلي حيّا.
- وكيف يذوق النوم من عدم الكرى
ويسهر ليلاً والأنام رقود
وقد كان ذا مال وأهل وعزة
فأضحى غريب الدار وهو وحيد
له جمرة بين الضلوع وأنّةٌ
وشوق شديد ما عليه مزيد
تولى عليه الوجد والوجد حاكم
يبوح بما يلقاه وهو جليد
وحالته في الحب تخبر أنه
حزين كئيب والدموع شهود.
اقرأ أيضا: خواطر عن السفر
أجمل قصائد شعر عربي عن السفر
قصيدة لعمري لقد طال هذا السفر
يقول أبو العلاء المعري:
لَعَمري لَقَد طالَ هذا السَفَر
-
-
-
-
- عَلَيَّ وَأَصبَحتُ أَحدو النَفَر
-
-
-
أَأَخرُجُ مِن تَحتِ هَذي السَماءِ
-
-
-
-
- فَكَيفَ الإِباقُ وَأَينَ المَفَر
-
-
-
وَكم عُشتُ مِن سَنَةٍ في الزَمانِ
-
-
-
-
- وَجاوَزتُ مِن رَجَبٍ أَو صَفَر
-
-
-
وَما جُعِلَت لِأُسودِ العَرينِ
-
-
-
-
- أَظافيرُ إِلّا اِبتِغاءَ الظَفَر
-
-
-
لَحا اللَهُ قَوماً إِذا جِئتَهُم
-
-
-
-
- بِصِدقِ الأَحاديثِ قالوا كِفَر
-
-
-
وَإِن غُفِرَت مُوبِقاتُ الذُنوبِ
-
-
-
-
- فَكُلُّ مَصائِبِهِم تُغتَفَر
-
-
-
وَرَوحُ الفَتى أَشبَهَت طائِراً
-
-
-
-
- أُطيرَ فَما عادَ لَمّا نَفَر
-
-
-
هَنيئاً لِجِسمي إِذا ما اِستَقَرَّ
-
-
-
-
- وَصارَ لِعُنصُرِهِ في العَفَر
-
-
-
وَلَستُ أُبالي إِذا ما بَليتُ
-
-
-
-
- مَن وَطِئَ القَبرَ أَو مَن حَفَر
-
-
-
تَحَجُّبُ دُنياكَ عَن طالِبٍ
-
-
-
-
- وَلَيسَ تَحَجُّبُها مِن خَفَر
-
-
-
اقرأ أيضا: خواطر عن الطريق
قصيدة السفر في الليالي المظلمة
يقول فاروق جويدة:
وغداً تسافر
والأماني حولنا.. حيرى تذوب
والشوق في أعماقنا يدمي جوانحنا
ويعصف بالقلوب
لم يبق شيء من ظلالك
غير أطياف ابتسامة
ظلّت على وجهي تواسيه
وتدعو.. بالسلامة
وغداً سمنضي فوق أمواج الحياة..
لا نعرف المرسى
وتاهت كل أطواق النجاة
لِمَ لَمْ تُعلّمني السباحة في البحار؟
لِمَ لَمْ تعلّمني الحياة بغير شمس.. أو نهار؟
والصبر.. يا للصبر حلم زائف..
وهم يعذبنا ومأوى.. كالدمار
وغداً تسافر
والمنى حولي تذوب
أتراك تعرف كيف يغتال الهوى
نبض.. القلوب؟
والآن تجمع في الحقائب
عطر أيام.. الهوى
وعلى المقاعد نامت الذكرى
على صدر المنى..
ما كنت أحسب أنّنا يوماً
سنرجع.. قبل منتصف الطريق
ومع النهاية نحمل الماضي
صغيراً.. مات منا في حريق..
وتسافر الأشواق في أوراقنا
والحب يبكي كلما اقتربت نهايتنا
ويسرع.. نحونا..
وعقارب السّاعات تصمت..
قد يتوه الوقت..
قد يمضي قطار الليل
قد ننسى.. ونرجع بيتنا
الدرب أظلم حولنا..
من يا ترى سيضيء
هذا الدرب.. حباً مثلنا؟!
الدرب أقسم أن يخاصم
كل شيء.. بعدنا
وهناك في وسط الطريق شُجيرة
كم ظللت بين الأماني.. عمرنا
مصباحنا المسكين ودع نبضه..
ولكم أشاع النور عطراً.. بيننا
شرفات مسكننا المسكين تحطّمت..
عاشت أمانينا وذاقت كأسنا
وبراعم النوّار بين دموعها
ظلت تعانقني.. وتسألني: ترى..
سنعود يوماً.. بيتنا؟!
اقرأ أيضا: خواطر عن المسافر