شعر عربي عن الليل
كان الشّاعر العربيّ يصف كلّ ما تقع عليه عينه وتروق له نفسه من مظاهر الطّبيعة، الصّحراء بحيوانها ونباتها، الإبل والخيل والصّيد وأدوات الحرب، وكلّ موضوع يطرقه الشّاعر، يعتمد على الوصف، وكان للّيل نصيبُه في الوصف في الشعر العربيّ، فقد تعرّض الشّعراء لوصف اللّيل في كلّ العصور الأدبيّة، فكتبوا أفضل قصائد شعر عربي عن الليل وظُلمته.
شعر عربي عن الليل
أكثَرَ الشّعراء العرب منذ العصر الجاهليّ حتّى هذا اليوم من الحديث عن اللّيل، ووصفه بالطّول تارةً وبالقصر تارةً أخرى، فوصفوه بالطول عندما كانت تنزل بهم الأحزان والهموم، ووصفوه بالقصر عندما كانوا يشعرون بالسرور، ومن أهم الشعراء الذين كتبوا قصائد شعر عربي عن الليل :
- يقول امرؤ القيس:
وليلٍ كمَوجِ البحر أرخى سدولَه
عليّ بأنواع الهموم ليبتلي
فقلت له لمّا تمطّى بصُلبه
وأردف أعجازًا وناء بكلكل
ألا أيها الليل الطويلُ ألا انجلي
بصبح وما الإصباحُ منك بأمثلِ
فيا لك من ليل كأن نجومَه
بكل مُغار الفَتلِ شُدّتْ بيَذْبُلِ
كأن الثريّا علّقت في مَصامها
بأمراس كّتّان إلى صًمّ جندَلِ
- يقول المتنبي:
تَغَيَّرَ حالي وَاللَيالي بِحالِها
وَشِبتُ وَما شابَ الزَمانُ الغُرانِقُ
سَلِ البيدَ أَينَ الجِنُّ مِنّا بِجَوزِها
وَعَن ذي المَهاري أَينَ مِنها النَقانِقُ
وَلَيلٍ دَجوجِيٍّ كَأَنّا جَلَت لَنا
مُحَيّاكَ فيهِ فَاِهتَدَينا السَمالِقُ
فَما زالَ لَولا نورُ وَجهِكَ جُنحُهُ
وَلا جابَها الرُكبانُ لَولا الأَيانِقُ
وَهَزٌّ أَطارَ النَومَ حَتّى كَأَنَّني
مِنَ السُكرِ في الغَرزَينِ ثَوبٌ شُبارِقُ
شَدَوا بِاِبنِ إِسحاقَ الحُسَينِ فَصافَحَت
ذَفارِيَها كيرانُها وَالنَمارِقُ
بِمَن تَقشَعِرُّ الأَرضُ خَوفاً إِذا مَشى
عَلَيها وَتَرتَجُّ الجِبالُ الشَواهِقُ
اقرأ أيضا: خواطر عن الليل والقمر تويتر
- يقول حافظ إبراهيم في قصيدة “ما لهذا النجم في السحر”:
ما لِهَذا النَجمِ في السَحَرِ
قَد سَها مِن شِدَّةِ السَهَرِ
خِلتُهُ يا قَومُ يُؤنِسُني
إِن جَفاني مُؤنِسُ السَحَرِ
يا لِقَومي إِنَّني رَجُلٌ
أَفنَتِ الأَيّامُ مُصطَبَري
أَسهَرَتني الحادِثاتُ وَقَد
نامَ حَتّى هاتِفُ الشَجَرِ
وَالدُجى يَخطو عَلى مَهَلٍ
خَطوَ ذي عِزٍّ وَذي خَفَرِ
فيهِ شَخصُ اليَأسِ عانَقَني
كَحَبيبٍ آبَ مِن سَفَرِ
وَأَثارَت بي فَوادِحُهُ
كامِناتِ الهَمِّ وَالكَدَرِ
وَكَأَنَّ اللَيلَ أَقسَمَ لا
يَنقَضي أَو يَنقَضي عُمُري
أَيُّها الزِنجِيُّ ما لَكَ لَم
تَخشَ فينا خالِقَ البَشَرِ
لي حَبيبٌ هاجِرٌ وَلَهُ
صورَةٌ مِن أَبدَعِ الصُوَرِ
أَتَلاشى في مَحَبَّتِهِ
كَتَلاشي الظِلِّ في القَمَرِ
- يقول فاروق جويدة في قصيدة “ويسألني الليل أين الرفاق”:
ويسألني الليل أين الرفاق
وأين رحيق المنى والسنين
وأين النجوم تناجيك عشقا
وتسكب في راحتيك الحنين
وأين النسيم وقد هام شوقا
بعطر من الهمس لا يستكين
وأين هواك بدرب الحيارى
يتيه اختيالا على العاشقين
فقلت: أتسألني عن زمان
يمزق حبا أبى أن يلين
وساءلت دهري: أين الأماني
فقال: توارت مع الراحلين
ولم يبق شيء سوى أغنيات
وأطياف لحن شجي الرنين
وحدقت في الكأس: أين الرفاق
فقالت: تعبت من السائلين
ففي كل يوم طيور تغني
وزهر يناجي ونجم حزين
ودار تسائلني مقلتاها:
متى سيعود صفاء السنين
وفوق النوافذ أشلاء عطر
ينام حزينا على الياسمين
ثيابك في البيت تبكي عليك
ترى في الثياب يعيش الحنين
وعطرك في كل ركن ودرب
وقد عاش بعدك مثل السجين
ويسألني الشعر: هل صرت كهلا
فقلت: توارى عبير الشباب
فقال بحزن: أريدك حبا
وشوقا يطير بنا للسحاب
أريدك طير على كل روض
أريدك زهرا على كل باب
أريدك خمرا بكأس الزمان
فقد يسكر الدهر فينا العذاب
أريدك لحنا شجي المعاني
ولو عشت تجري وراء السراب
أريدك لليوم دع ما تولى
ودعك من النبش بين التراب
ففي الروض زهر وعطر.. وطير
وفي الأفق تعلو الأغاني العذاب
قضيت حياتك تنعي الشباب
وترثي العهود وتبكي الصحاب
نظرت إلى الشعر: ماذا تريد
فقال: نعيد ليالي الشباب
فقلت: ترى هل تفيد الأماني
إذا ما ارتمت فوق صدر السراب
وساعة صفو سترحل عنا
ونرجع يوما لدار العذاب
وفي كل يوم سنبني قصورا
غداً سوف نتركها للتراب.
اقرأ أيضا: خواطر عن ظلمة الليل
أجمل ما قيل في وصف الليل في الشعر العربي
- يقول عليّ ابن أبي طالب -رضي الله عنه-:
إِنّ اللّياليَ للأنامِ مناهلُ
-
-
-
- تُطوَى وتُنْشَرُ دونَها الأعمارُ
-
-
فقِصارُهنَّ معَ الهُمومِ طويلةٌ
-
-
-
- وطِوالُهنَّ معَ السُّرورِ قصارُ
-
-
- يقول حسّان بن ثابت -رضي الله عنه- في أبياتِه عن الليل:
تطاولَ بالجمّانِ ليلي فلمْ تكنْ
-
-
-
- تَهمُّ هوادي نجمهِ أن تصوبا
-
-
أبيتُ أراعيها كأنّي موكلٌ
-
-
-
- بها لا أُريدُ النّوْمَ حَتّى تَغَيّبَا
-
-
إذا غارَ منها كوكبٌ بعدَ كوكبٍ
-
-
-
- تُرَاقِبُ عَيْني آخِرَ اللَّيلِ كَوْكبا
-
-
غَوَائرُ تَتْرَى من نجُومٍ تَخَالُها
-
-
-
- مَعَ الصّبْحِ تَتْلُوها زَوَاحِفَ لُغبا
-
-
- يقول بشار بن برد:
لا أَظْلِمُ اللَّيْلَ ولا أَدَّعِي
-
-
-
- أنَّ نجومَ اللّيلِ ليستْ تغورُ
-
-
ليلي كما شاءتْ فإنْ لم تزرْ
-
-
-
- طالَ وإنْ زارتْ فليلي قصيرُ
-
-
- يقول أبو فراس الحمداني:
وَأَسرٌ أُقاسيهِ وَلَيلٌ نُجومُهُ
-
-
-
- أَرى كُلَّ شَيءٍ غَيرَهُنَّ يَزولُ
-
-
تَطولُ بِيَ الساعاتُ وَهيَ قَصيرَةٌ
-
-
-
- وَفي كُلِّ دَهرٍ لا يَسُرُّكَ طولُ
-
-
- يقول الوليد بن يزيد بن عبد الملك:
لا أسألُ اللهَ تغييرًا لما صنعتْ
-
-
-
- نامتْ وقد أسهرتْ عَينيّ عيناها
-
-
فاللّيلُ أطولُ شيءٍ حينَ أفقدُها
-
-
-
- واللّيلُ أقصرُ شيءٍ حينَ ألقاها
-
-
اقرأ أيضا: خواطر عن البحر والليل