شعر عربي عن الاشتياق

يُعتبر من أصعب المشاعر وأكثرها إيلاماً هو شوقنا الدائم لمن نُحب، والحنين لأيامنا معاً، فنحاول بشتى الطرق الوصول إليهم لإخماد نيران الشوق الملتهبلة بقلوبنا، وقد كتب كبار شعراء اللغة العربية الكثير من قصائد شعر عربي عن الاشتياق إلى الأحبة.

شعر عربي عن الاشتياق

شعر عربي عن الاشتياق

  • يقول المتنبي في واحدة من أجمل أبيات شعر عربي عن الاشتياق :

أُغالِبُ فيكَ الشَوقَ وَالشَوقُ أَغلَبُ

وَأَعجَبُ مِن ذا الهَجرِ وَالوَصلُ أَعجَبُ.

أَما تَغلَطُ الأَيّامُ فيَّ بِأَن أَرى

بَغيضاً تُنائي أَو حَبيباً تُقَرِّبُ.

وَلِلَّهِ سَيري ما أَقَلَّ تَإِيَّةً

عَشِيَّةَ شَرقِيَّ الحَدالَي وَغُرَّبُ.
  • ويقول المتنبي أيضًا:

منَ الشوقِ والوجدِ المُبَرِّحِ أنَّني

يُمَثَّلُ لي من بعدِ لُقياكَ لُقياكا.

سأسلوا لَذيذَ العيشِ بعدك دائماً

وأنسى حياةَ النفسِ من قبلِ أنساكا.
  • يقول قيس بن ذريح:

وَدِدتُ مِنَ الشَوقِ الَّذي بِيَ أَنَّني

أُعارُ جَناحَي طائِرٍ فَأَطيرُ.

فَما في نَعيمٍ بَعدَ فَقدِكِ لَذَّةٌ

وَلا في سُرورِ لَستِ فيهِ سُرورُ.
  • يقول ابن قلاقس:

عندي فؤادٌ يكادُ الشوقُ ينزعُه

وليس يَدْري بما تُخْفيه أضلُعُهُ.

يظلّ ظمآنَ مطوياً على حُرَقِ

إن باتَ يُبصِرُ ماءً وهو يمنعُهُ.

ما شئت يا ليلُ فامدُدْ من دجاكَ فقد

لاحتْ تباشيرُ صُبْحٍ حان مطلعُهُ.
  • يقول عبد الرحمن العشماوي:

قرِّب خُطاكَ فإنني مُشْتاقُ

عندي الحنينُ وعندك الإِشفاقُ.

أتُراكَ لم تعلم بحالي، بعدما

عصَفَتْ براحة قلبيَ الأشواقُ؟

أنظرْ إلى الأفق البعيدِ فربَّما

وافاكَ منه النَّابضُ الخَفَّاق.

قرب إلىَّ الماءَ، إني ظاميءٌ

ولديك أنتَ الماءُ والتِّرياقُ.

مهما تطاول عنكَ صبابتي

فأنا إلى فَجْر المُنَى توَّاقُ.

مادام لي حُلُمُ الِّلقاءِ فإننيِ

أحيا به، مهما يطول فِراَقُ.
  • يقول أحمد شوقي:

حمامة الأيك من بالشجو طارحها

ومن وراء الدجى بالشوق ناجاها.

ألقت إلى الليل جيدا نافرا ورمت

إليه أذنا وجارت فيه عيناها.

وعادها الشوق للأحباب فانبعثت

تبكي وتهتف أحيانا بشكواها.

يا جارة الأيك أيام الهوى ذهبت

كالحلم آها لأيام الهوى آها.
  • يقول الفرزدق:

أهاجَ لَكَ الشّوْقَ القَدِيمَ خَيالُهُ

مَنَازِلُ بَيْنَ المُنْتَضَى وَمُنِيمِ.

وَقَدْ حالَ دُوني السّجنُ حتى نسيتُها

وَأذْهَلَني عَنْ ذِكْرِ كُلِّ حَمِيمِ.

على أنّني مِنْ ذِكْرِهَا كُلَّ لَيلَةٍ

كَذِي حُمَةٍ يَعْتَادُ داءَ سَلِيمِ.

إذا قِيلَ قَدْ ذَلّتْ لَهُ عَنْ حَيَاتِهِ

تُراجِعُ مِنْهُ خَابِلاتِ شَكِيمِ.

إذا ما أتَتْهُ الرّيحُ منْ نَحْوِ أرْضِهَا،

فَقُلْ في بَعِيدِ العائِداتِ سَقيمِ.

فإنْ تُنكِرِي ما كنتِ قَدْ تَعرِفِينَهُ،

فَمَا الدّهْرُ مِنْ حالٍ لَنَا بِذَمِيمِ.

لهُ يَوْمُ سَوْءٍ ليْسَ يُخطىءُ حظُّه،

وَيَوْمُ تَلاقَى شَمْسُهُ بِنَعِيمِ,

وَقَدْ عَلِمَتْ أنّ الرّكابَ قد اشتكتْ

مَوَاقِعَ عُرْيَانٍ مَكَانَ كُلُومِ.

اقرأ أيضا: خواطر عن الاشتياق

أجمل قصائد شعر عربي عن الاشتياق

شعر عربي عن الاشتياق

قصيدة ما الشوق مقتنعا مني بذا الكمد

  • يقول المتنبي:

ما الشَّوقُ مُقتنعاً مني بذا الكَمَدِ

حتَّى أكونَ بلا قلبٍ ولا كَبِدِ.

ولا الدِّيارُ التي كان الحبيب بها

تشكو إليَّ ولا أشكو إلى أحدِ.

ما زال كل هزيمِ الوَدقِ يُنحِلُها

والسُقمُ يُنحِلُني حتى حَكَت جَسَدي.

وكلما فاض دمعي غاضَ مُصطَبَري

كأنَّ ما سال من جفنيَّ من جَلَدي.

فأين من زَفَراتي من كَلِفتُ به

وأين منك ابن يَحيَى صَولةُ الأسدِ.

لمَّا وَزَنتُ بك الدنيا فمِلتَ بها

وبالورى قَلَّ عِندي كثرةُ العددِ.

ما دار في خُلدِ الأيامِِ لي فَرَحٌ

أبا عُبادةَ حتى دُرتَ في خَلَدي.

مَلكٌ إذا امتلأَت مالاً خزائنُهُ

أذاقَهَا طعمَ ثُكلِ الأمِّ للوَلَدِ

ماضي الجَنانِ يُريهِ الحزم قبل غدٍ

بقلبهِ ما تَرَهُ عيناهُ بعد غدِ.

ماذا البهاء ولا ذا النُورُ من بشرٍ

ولا السَماحُ الذي فيه سماح يدٍ.

أي الأكُفِّ تُبارِي الغَيثَ ما اتَّفَقَا

حتى إذا افترقا عادت ولم يَعُدِ.

قد كنتُ أحسب أنَّ المجدَ من مُضَرٍ

حتى تَبَحتَرَ فَهوَ اليومَ من أُدَدِ.

قومٌ إذا أَمطَرَتَ موتاً سُيُوفُهُمُ

حَسِبتَهَا سُحُباً جادَت على بَلَدِ.

لم أُجرِ غايةَ فكري منكَ في صفةٍ

إلَّا وَجَدتُ مَداها غايةَ الأَبَدِ.

اقرأ أيضا: خواطر عن الشوق للحبيب

قصيدة يا راحلين وبي من قربهم أملُ

  • يقول الشاعر مالك بن المرحل:
يا راحلينَ وبي من قربهم أملٌ
لو أغنت الحيلتان القولُ والعملُ
سرتم وسار اشتياقي بعدكم مثلًا
من دونه السامران الشعرُ والمثلُ
وظلَّ يعذُلني في حبّكم نفرٌ
لا كانت المحنتان الحبُّ والعذلُ
عطفًا علينا ولا تبغوا بنا بدلًا
فما استوى التابعان العطفُ والبدلُ
قد ذقتُ فضلكمُ دهرًا فلا وأبي
ما طاب لي الأحمران الخمرُ والعسلُ
وقد هرمتُ أسى من هجركم وجوىً
وشبَّ مني اثنتان الحرصُ والأملُ
غدرتم أو مللتم يا ذوي ثقتي
لبئستِ الخصلتان الغدرُ والمللُ
قالوا كبرتَ ولمْ تبرح كذا غَزلًا
أزرى بك الفاضحان الشيبُ والغزلُ
لم أنسَ يوم نادوا للرحيل ضحىً
وقُرّب المركبان الطرفُ والجملُ
وأشرقت بهواديهم هوادجهم
ولاحت الزينتان الحليُ والحللُ
وودّعوني بأجفانٍ ممرضةٍ
تغضها الرقبتان الخوفُ والخجلُ
كم عفَّروا بينَ أيدي العيسِ من بطلٍ
أصابه المضنيان الغنجُ والكحلُ
دارت عليهم كؤوس الحبِّ مترعةً
المسكران الخمرُ والمقلُ
وآخرين اشتفوا منهم بضمِّهم
يا حبَّذا الشافيان الضمُّ والقبلُ
كأنَّما الروضُ منهم روضةٌ أنفٌ
يُزهي بها المثبتان السهلُ والجبلُ
من لمسترق الروابي والوهاد
بهم ما راقه المعجبان الخصرُ والكفلُ
يا حاديَ العيس خُذْني مأخذًا حسنًا
لا يستوي الضدَّان الريث والعجلُ
لم يبق لي غيرُ ذكرٍ أو بكا طللٍ
لو ينفع الباقيان الذكرُ والطللُ
يا ليت شعري ولا أنسٌ ولا جذلٌ
هل يرفع الطيبان الإنسُ والجذلُ

اقرأ أيضا: شعر بالانجليزي عن الاشتياق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *