شعر عن العرب والعروبة
تنقسم شعوب العالم إلى أصولٍ وإثنيّات متعدّدة تعود في أصولها إلى سيّدنا نوح عليه السّلام، فحينما حلّ الطّوفان بالأرض في عهد سيّدنا نوح لم يبقَ من أهل الأرض سوى أبناء نوح ومن آمن معه، ولقد كان نسل البشر من ذريّة أبناء نوح وهم سام وحام ويافث ويام، ولقد أتى العرب من ذرية سام بن نوح، فهم إذن يعدّون من الشّعوب السّامية العريقة، ويفتخر الشعراء العرب بعروبتهم؛ لذلك فإن هناك العديد من قصائد شعر عن العرب والعروبة في التراث الأدبي العربي.
شعر عن العرب والعروبة
كتب الكثير من الشعراء قصائد عديدة عن أمة العرب وحول مفهوم العروبة، وفيما يأتي أجمل شعر عن العرب والعروبة :
قصيدة أحمد محرم عن العرب والعروبة
أُمَـمَ العُـروبـةِ جـاءَ يومُكِ فاعْلَمِي
وإلى مـكـانـكِ فـانـهَـضِـي وتـقـدَّمـي
لَكِ فــي فَـمِ الأحـداثِ دعـوةُ صـارخٍ
يـنـفِـي القـرارَ عن الشُّعوب النُوَّمِ
فَدَعِي المضاجِعَ وانْفُضِي عنكِ الكَرَى
وخُذِي السّبيلَ إلى المَقامِ الأعظمِ
ضُــمِّيــ القُـوَى وتَـجـمَّعـِي فـي وَحـدةٍ
عـربـيّـةٍ تـحـمـي اللِّواءَ وتـحـتـمـي
لا تُـؤثِـري العيشَ الذّليلَ وجَانِبِي
خُـلُقَ الضَّعـيـفِ وشِـيـمـةَ المُـسْـتَسْلِمِ
هــذا السَّبــيــلُ لِكُــلِّ شـعـبٍ مـاجـدٍ
عالي اللِّواءِ إلى العُروبةِ ينتمي
وإذا الْتَـمَـسْـتِ الأصـدقاءَ فخيرُهم
مَــن شــدَّ أَزْركِ والحـوادثُ تـرتـمـي
يَــرْعَـى الذِّمـامَ إذا تَـنـكَّرَ غـيـرُه
ومَــضَــى بــعـافـيـةٍ كَـأنْ لم يـأثَـمِ
يُـعـطـي السَّويَّةـَ لا يُـجـاوِزُ حُكْمَها
وإذا تـــمـــرَّدَ ظـــالمٌ لم يَـــظْــلمِ
لِلشّـرقِ حُـرْمَـتُه فـمـن يَـعْـبَـثْ بـهـا
يَـلْقَ الهَـوانَ ومـن يَـصُـنْهـا يَـغْـنَمِ
وإذا العـروبـةُ لم تَـصُـنْ أمجادَها
فَـبِـمَـنْ تُـصـانُ وفِـيـمَ شـكوى اللُّوَّمِ
هــذا زمــانٌ ليــس يــفــهــمُ أهــلُه
إلا حــديــثَ النّـارِ أو لُغـةَ الدَّمِ
كَــثُــرتْ لغــاتُ العــالمــيـن وهـذه
أوفىَ بياناً في اللّسانِ وفي الفمِ
القُـوَّةُ الدُّنـيـا فَـمَـنْ يَـظْـفَـرْ بها
يـظـفـرْ بِـدُنـيـا الغـالبِ المُـتَحكِّمِ
والعـدلُ أكـثـر مـا يـكـون حَـديـثُه
أُنْـشُـودَةَ الجـانِـي ودَعْـوَى المـجرِمِ
أُمَـمَ العُـروبـةِ أيـن أنْتِ فقد طَغَى
سَـيْـلُ الأَذَى فـي مـوجـهِ المُـتَـضـرِّمِ
هــذا هــو الطُّوفــانُ إن تَــتَهَـيَّبـي
يُـطْـبِـقْ عـليـكِ وإن تَهُـبِّيـ تُـعْـصَـمي
هُـبِّي فـمـا يُـغـنِي التردُّدُ واذكري
نَهَـضـاتِ قـومِـكِ في الزّمانِ الأقدمِ
نِـعْـمَ السّبيلُ إلى الحياةِ سبيلُهم
فَـــتَـــتَــبَّعــِي آثــارَهُــمْ وتَــرَسَّمــي
دَعَمُوا الممالكَ بالأَسِنّةِ وابْتَنُوا
مـجـداً بـغـيـر سُـيـوفِهـم لم يُـدْعَـمِ
تَهــوِي العـروشُ لِذكـرِهـم وكـأنّـمـا
تَــرمِــي بِــشَــتَّى مــن صــواعِــقَ رُجَّمِ
هزموا القُوَى ومضوا إلى غاياتِهم
فــي الفــاتـحـيـنَ بـقـوَّةٍ لم تُهْـزَمِ
أُمَــمَ العُـروبـةِ لا نـجـاةَ لِمُـدْبِـرٍ
يـبـغِـي النّـجـاةَ ولا حَـياةَ لِمُحْجمِ
مـا فـي الصَّوادعِ وهـي شَـتَّى كالذي
صَــدَعَ القُـوَى مـن أمـرِكِ المُـتَـقَـسَّمِ
كُـونـي جـمـيـعـاً فـالتـفرُّقُ لم يَزَلْ
مُـذْ كـانَ مـن نُـذُرِ القضاءِ المُبْرَمِ
إنّ البـنـاءَ إذا تَـمـاسَـكَ فَـاسْتَوَى
لم يــضــطــرِبْ ضَــعـفـاً ولم يَـتَهَـدَّمِ
والضَّعـــفُ للضَّعـــفِ المُهَـــدَّدِ قُـــوَّةٌ
تَــمــضِــي فــتــدفـعُ قُـوّةَ المُـتَهـجِّمِ
الشــرّقُ يــنـظـرُ أيـن يـذهـبُ أهْـلُه
ويــخــافُ عــاديــةَ النُّسـورِ الحُـوَّمِ
ويُهــيــبُ بـاللّاهـيـنَ مـن أبـنـائِه
يَــخْـشَـى عـليـهـم حَـسْـرَةَ المُـتَـنَـدِّمِ
أُمَـمَ العُـروبـةِ جَـدَّ جِـدُّكِ فـانْـظِـمي
مـن عِـقـدِكِ المـنـثـورِ ما لم يُنْظَمِ
لَكِ أنْ تَـسُـودِي تـحـت رايـتِـكِ التي
خـفـقتْ لها الدُّنيا فَسُودِي واسْلَمي
اقرأ أيضا: أحاديث عن جزيرة العرب
قصيدة معروف الرصافي عن العرب والعروبة
تقدّم أيها العربيّ شوطاً
فإن أمامك العيش الرغيدا
وأسّس في بنائك كل مجدٍ
طريف واترك المجد التليدا
فشرّ العالمين ذوو خُمول
إذا فاخرتهم ذكروا الجدودا
وخير الناس ذو حسب قديمٍ
أقام لنفسه حسباً جديدا
تراه إذا ادعى في الناس فخراً
تقيم له مكارمُه الشهودا
فدعني والفخارَ بمجد قوم
مضى الزمن القديم بهم حميدا
قد ابتسمت وجوه الدهر بيضاً
لهم ورأيننا فعبسن سودا
وقد عهدوا لنا بتراث ملك
أضعنا في رعايته العهودا
وعاشوا سادة في كل أرض
وعشنا في مواطننا عبيدا
إذا ما الجهل خيّم في بلاد
رأيت اسودها مُسِخَت قرودا
اقرأ أيضا: كلام عن الوطن
قصيدة أنا العربي
كتب الشاعر محمد مجد قصيدة أنا العربي، وهي من أجمل شعر عن العرب والعروبة في الحقبة الشعرية المعاصرة، حيث يقول فيها:
أنا العربي لا أخجلْ
ولا أرضا بها بدلا
لغة تنساب من أقصى إلى أقصى
كنهر في الدجى أنقى
تحركه رياح المسجد الأقصى
ويرسل المعنى على المعنى
يتدبدب في الضحى شأوا
تراه العين تلو العينْ
وأشرب ماءه الصافي
في كأس عمقها كافي
لقول كله نادي
من نبع السجل والدفترْ
أنا العربي دمي عربي به صوتُ
ينادي في الفضا الأرحبْ
بكلام كله أنسبْ
لقارئ اللفظ والمعنى
ويشم الورد فياحا
برحيق العطر من لفظ
به ألسن فاضتْ
بنسيم النحو قد جادتْ
مناها في الدجى فهمٌ
ينال بالعلم والأسطرْ
أنا العربي فمي ينطق الضادَ
ممشوقا بهامته عزيزا حين ينطلقُ
كالفرس بالسهام أتى
ببديع الكلام ينفردُ
ويرسل سهما باللسان سلّ
كالنار في الربيع أتت تري قوة أرقى
من ضعف الألسن العجم
في ظلمة الليل أنوارٌ
تتراءى من أعالي اللفظـْ
تتماهى مع المعنى ببريق الوبل فياضًا
وأبقى أنا العربي لها نحو لها صرفٌ
لماذا تريد قرار النفي يا خصمي؟
أنا العربي لي نيل من الكلمات سيالُ
وأنت في الحضيض بلا لغة لها تسألْ
لهجة لا لها تدري ما لها من بلاغة تذكرْ
لا نظام لها ولا قواعد تنثرْ
لم أكتبْ بها ولا كتب بها قبلي
من الناس لا ولا خطها قصة تنشرْ
أنا العربي لي نخل يفيض تمره سكرْ
لسان بين الناطقين بها
يضحى مسكه عنبرْ
فحيا الله ألفاظا
تزين حقول العربية
بنسيم كله أزهرْ
اقرأ أيضا: اقوال واقتباسات نزار قباني