حكم التسمي بأسماء الله المختصة به

عُني الإسلام بالمولود منذ بداية نشأته وأعطى له العديد من الحقوق منذ نفخ الروح فيه، ومن تلك الحقوق وأهمها حق الحياة، فلا يجوز الاعتداء على الجنين منذ أن تنفخ فيه الروح، كما تكفل الإسلام للجنين بحق اختيار أحسن الأسماء له عند ولادته، وألزم والديه بذلك وأمرهما به، ومن الأحكام التي يجب على كل مسلم معرفتها حول تسمية الأبناء حكم التسمي بأسماء الله المختصة به.

حكم التسمي بأسماء الله المختصة به

حكم التسمي بأسماء الله المختصة به

انقسم العلماء في حكم التسمي بأسماء الله المختصة به إلى وجهين هما كالآتي:

الوجه الأول: ينقسم إلى قسمين هما:

  • القسم الأول: إذا كان الاسم يحتوي على (ال) لا يجوز التسمية به أبدًا مثل “العزيز” و”الرحيم” فهو اسم يخص الله عز وجل وحده؛ لأنه يدل على الأصل والمعنى الذي يكون وراء هذا الاسم كما أنه صفة من صفات الله عز وجل.
  • القسم الثاني: إذا كان عند التسمية مقصود صفة الاسم، فلا يجوز أن يسمى به، حيث قام النبي صلى الله عليه وسلم بتغيير كنية أبي الحكم؛ لأن الله الحكم وإليه الحكم، ولعظم صفة الله عز وجل بهذا الاسم ولا يمكن التسمية به.

الوجه الثاني: إذا كان الاسم ليس به (ال) ولم يكن المقصود من تسميته معناه وصفته فإنه من الجائز التسمية به مثل اسم (حكيم)، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تبِعْ ما ليسَ عندَكَ). [1]

وهذا ما يدل على أن الشخص إذا لم يكن يقصد بالتسمية المعنى أو الصفة فلا بأس به، ولكن من جهة أخرى لا يمكن التسمية باسم (جبار) حتى لو لم يكن المقصود به المعنى أو الصفة، حيث أنه من الممكن أن يؤثر على حامله، ويتصف بصفات الاسم كأن يصبح لديه جبروت واستكبار على من حوله من الناس، وهي صفات تختص بالله عز وجل.

اقرأ أيضا: ما حكم التسمية باسم عبد الرسول وعبد الكعبة

أفضل أسماء الأطفال

جاءت النصوص النبوية تشير إلى استحباب تسمية الأبناء بأسماء معينة، وترك التسمية ببعض الأسماء، أما بقية الأسماء التي لم يرد بخصوصها نص صريح فيبقى الحكم فيها على أصل الإباحة، ومن بين الأسماء التي فضلها النبي -صلى الله عليه وسلم- على غيرها من الأسماء ما يأتي:

  • التسمّي بعبد الله وعبد الرحمن؛ فإنهما أفضل اسمين على الإطلاق، وقد فضلهما النبي -صلى الله عليه وسلم- على غيرهما من الأسماء، فقد ثبت عنه أنّه قال: (أحبَّ الأسماءِ إلى اللَّهِ عبدُ اللَّهِ وعبدُ الرَّحمنِ). [2]
  • اختيار الأسماء التي فيها معنى العبودية لله سبحانه وتعالى؛ مثل: عبد العزيز، وعبد الرحمن، وعبد الرحيم، وعبد الإله، وعبد الملك، وعبد الوهاب، وعبد السلام، وغيرها من الأسماء المضافة إلى الله عز وجل.
  • إطلاق الأسماء التي تسمى بها أنبياء الله -تعالى- ورسله عليهم السلام على الأطفال، وأفضل أسماء الأنبياء والرسل على الإطلاق اسم محمد -صلى الله عليه وسلم- وما تسمى به من أسماء أخرى؛ مثل: أحمد، ثم تليه أسماء أولي العزم من الرسل عليهم السلام؛ وهم: موسى وعيسى وإبراهيم ونوح، ثم أسماء باقي الأنبياء عليهم السلام؛ ومنهم: يحيى، ويعقوب، ويوسف، ويونس، وصالح، وهود عليهم السلام جميعا.
  • التسمّي بأسماء الصالحين من عباد الله تعالى، وعلى رأسهم الصحابة رضي الله عنهم، مثل: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وحمزة، ومعاوية، وجعفر، ويزيد، وزيد، وعمّار، وطلحة رضي الله عنهم جميعا.

اقرأ أيضا: معنى اسم عبدالباسط وصفاته

الأسماء المحرمة والمكروهة

أجمل أسماء مواليد

هناك بعض الأسماء المنهي عن تسميتها لمخالفتها للشريعة الإسلامية، ومن أهم هذه الأسماء:

  • التسمية بأسماء الله -سبحانه وتعالى- أو صفاته الخاصة به، وكل ما لا يليق إلا به من الأسماء أو الصفات أو غير ذلك.
  • الأسماء التي لا يجوز أن تطلق على غير الرسول محمد صلى الله عليه وسلم؛ حيث إن بعض الصفات خاصة به ولا يجوز تسمية غيره بها، كأن يطلق على أحدهم اسم سيد ولد ادم، أو سيد الناس أو نحو ذلك.
  • الأسماء التي تضاف العبودية فيها إلى غير الله سبحانه وتعالى؛ مثل: عبد النبي، وعبد الرسول، وعبد العزى، وعبد الكعبة، وعبد الحسين، وعبد الدار، وعبد علي، وعبد المسيح.
  • الأسماء التي اشتهرت بها الأصنام التي يعبدها أو عبدها المشركون بالله تعالى؛ مثل: اللات والعزى.
  • أسماء الشياطين ومردة الجن، مثل: إبليس وخنزب وشيطان ورجيم.
  • الأسماء التي تنفر القلوب لما فيها من معاني الغلظة والقسوة، أو لألفاظها القبيحة، أو لما تحمل من المعاني السيئة، أو لما فيها من السخرية والإحراج لصاحب الاسم مما يؤثر فيه ويجعله محط استهزاء وسخرية مثل أسماء الحيوانات والحشرات المستقبحة؛ مثل: الحمار والقرد وغير ذلك.
  • الأسماء التي تثير الشهوة، أو التي يكون في لفظها شيء من الرخاوة التي تشير وتدل على الفتنة.
  • التسمية بأسماء أهل الفسق كما يُكره التسمي بأسماء الجبابرة وأهل الظلم والعتو.

اقرأ أيضا: اسماء اولاد من القران

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

المراجع
  1. الراوي : حكيم بن حزام | المحدث : ابن الملقن | المصدر : البدر المنير، الصفحة أو الرقم: 6/448 | خلاصة حكم المحدث : صحيح []
  2. الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2132 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] []

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *