صيام الانسان الدهر كله يعتبر
صيام الانسان للدهر كله يعتبر من الأحكام الشرعية التي يسأل عنها الكثير من المسلمين، ويُعرف الصيام في اللغة بأنه الإمساك، أمّا الصيام في الاصطلاح الشرعيّ، فهو: التعبّد لوجه الله -تعالى-، والتقرّب منه، بالإمساك والامتناع عن الطعام، والشراب، والجماع، وغيرها من المُفطِرات، من طلوع الفجر الثاني إلى حين غروب الشمس، من شخصٍ مخصوصٍ، بشروطٍ مخصوصةٍ، مع تحقّق النيّة.
صيام الانسان للدهر كله يعتبر
صيام الدهر كله يعني صيام الإنسان جميع أيام السنة ولا يُفطر إلا الأيام التي يحرم صومها وهي: يومي العيد، وأيام التشريق الثلاثة، ولا ينبغي للإنسان أن يصوم الدهر كله لحديث: قَالَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: لا صَامَ مَن صَامَ الأبَدَ، لا صَامَ مَن صَامَ الأبَدَ، لا صَامَ مَن صَامَ الأبَدَ. (( الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 1159 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
لذلك فإن صيام الانسان للدهر كله يعتبر ابتداعًا في الدين؛ لذلك يحرم عند ابن حزم ويُكره عند الحنفية، والأفضل أن يقوم يومًا ويُفطر يومًا، فهو صيام نبي الله داود عليه السلام، وهو أفضل الصيام كما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم.
اقرأ أيضا: حكم صيام يوم السبت
أنواع الصيام
ينقسم الصيام بالنظر إلى حُكمه إلى عدّة أنواعٍ، بيان وتفصيل كلٍّ نوعٍ منها، فيما يأتي:
الصيام الواجب
يُنقسم الصيام الواجب إلى قسمَين؛ فإمّا أن يكون صياماً واجباً، خاطب الشّرعُ عمومَ المكلفين به؛ ويتمثّل بصيام شهر رمضان، وإمّا أن يكون صياماً واجباً، بسببٍ من المكلّف؛ وهو صيام الكفّارات والنُّذور.
ومن أمثلة صيام الكفّارات: كفارة اليَمين، وكفّارة القَتْل الخطأ، وكفّارة الظِّهار، وكفّارة الجِماع في نهار رمضان، وفدية الأذى للمُحرم، وفِدية لِمَن لم يجد الهَدْي، وفِدية جزاء قتل الصيد حال الإحرام.
الصيام المستحب
وهو صيام التطوّع، بشرط ألّا يكون في يومٍ حُرّم صيامه، وقد بيّنت الأحاديث فَضْل صيام التطوّع، منها: قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (مَن صامَ يَوْمًا في سَبيلِ اللَّهِ، بَعَّدَ اللَّهُ وجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا). (( الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 2840 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
ومن الصيام المستحبّ: صيام ستة أيّامٍ من شوّال؛ لقَوْل الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن صامَ رَمَضانَ ثُمَّ أتْبَعَهُ سِتًّا مِن شَوَّالٍ، كانَ كَصِيامِ الدَّهْرِ). (( الراوي : أبو أيوب الأنصاري | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 1164 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
ومن الصيام المستحبّ أيضاً: صيام أوّل ثمانية أيّامٍ من شهر ذي الحِجّة، على اعتبار أنّها من عموم الأعمال الصالحة التي ثبت فضل المبادرة إليها في أيام العشر من ذي الحجّة، بالإضافة إلى يوم عرفة لغير الحاجّ، قال الرسول -عليه السلام-: (صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ). (( الراوي : أبو قتادة الحارث بن ربعي | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 1162 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
ومن الأيّام المستحبّ صيامها: التاسع والعاشر من شهر مُحرّم، والشهر بعمومه، ويومي الاثنين والخميس، وثلاثة أيّامٍ من كلّ شهرٍ، وصيام يومٍ وإفطار يومٍ آخرٍ.
الصيام المكروه
ويُكره الصيام في عدّة أيّامٍ وأحوالٍ؛ منها: صيام الدَّهر؛ أي مُواصلة الصيام كلّ يومٍ دون انقطاعٍ، باستثناء الأيّام المنهيّ عنها، وكذلك يُكره صوم الوصال؛ أي صيام يوميَن متتاليَين، دون الفِطْر بينهما، كما يُكره صيام يوم عرفة للحاجّ، وصيام يوم الجمعة منفرّداً، أو السبت منفرداً، وتخصيص شهر رجب بالصيام.
الصيام المحرّم
إذ يُحرّم صيام يومي العيديَن، وأيّام التشريق؛ وهي: الحادي والثاني والثالث عشر، من شهر ذي الحِجّة، وكذلك من الأيام التي يُكره صومها كراهية تحريم صيام يوم الشكّ؛ وهو اليوم الثلاثون من شهر شعبان.
اقرأ أيضا: أحاديث عن فضل الصيام
شروط صحة الصيام
النية
تُعرّف النيّة بأنّها: اعتقادٌ في القلب على فعل أمرٍ ما، والعزم على أدائه، والقيام به من غير تردّدٍ، والنيّة في الصيام يُراد بها: قصده، وقد اتّفق أهل العلم على أنّ النيّة أمرٌ مطلوبٌ في كلّ صيامٍ؛ سواءً كان فرضاً، أم تطوُّعاً.
ويُشترط تبييت النيّة من الليل بإجماع العلماء؛ لما رُوي عن النبي صلّى الله عليه وسلّم: (مَنْ لمْ يُبَيِّتْ الصيامَ قبْلَ طُلوعِ الفجْرِ، فلَا صِيامَ لهُ). (( الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح النسائي، الصفحة أو الرقم: 2338 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
الخلو من الحيض والنفاس
يُشترط للحكم على الصيام بالصحّة عند الشافعيّة، والحنفيّة، والحنابلة الطهارة من الحيض والنفاس، وغيرهما من مفسدات الصيام، والخلوّ منها، أمّا المالكية فقدّ عدّوا الطهارة منهما من شروط وجوب الصيام.
ويترتّب على الحائض والنفساء قضاء ما أفطرتا في رمضان، وقد ثبت ذلك فيما رُوي عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (سَأَلْتُ عَائِشَةَ فَقُلتُ: ما بَالُ الحَائِضِ تَقْضِي الصَّوْمَ، ولَا تَقْضِي الصَّلَاةَ. فَقالَتْ: أحَرُورِيَّةٌ أنْتِ؟ قُلتُ: لَسْتُ بحَرُورِيَّةٍ، ولَكِنِّي أسْأَلُ. قالَتْ: كانَ يُصِيبُنَا ذلكَ، فَنُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّوْمِ، ولَا نُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّلَاةِ). (( الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 335 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
اقرأ أيضا: دعاء عقد نية الصيام