صفة الوضوء الصحيحة في المذاهب الأربعة

يُعرف الوضوء في اللغة بأنّه: مصدر مأخوذ من الوضاءة؛ وهي الحُسن، والنظافة، والجمال، وفي الاصطلاح الشرعيّ: هو اسمٌ لغسل أعضاء مخصوصة، بكيفيّةٍ مخصوصةٍ، ويسأل الكثير من المسلمين عن صفة الوضوء الصحيحة في المذاهب الأربعة.

صفة الوضوء الصحيحة في المذاهب الأربعة

صفة الوضوء الصحيحة في المذاهب الأربعة

نص القرآن الكريم على أركان أو فرائض أربعة للوضوء: وهي غسل الوجه، واليدين، والرجلين، ومسح الرأس، في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ} وأضاف جمهور الفقهاء غير الحنفية بأدلة من السنة فرائض أخرى، اتفقوا فيها على النية، وأوجب المالكية والحنابلة الموالاة، كما أوجب الشافعية والحنابلة الترتيب، وأوجب المالكية أيضاً الدلك.

ويبلغ عدد أركان الوضوء أربعة أركان عند الحنفية وهي المنصوص عليها، وسبعة عند المالكية بإضافة النية والدلك والموالاة، وستة عند الشافعية بإضافة النية والترتيب، وسبعة عند الحنابلة بإضافة النية والترتيب والموالاة، لذلك يمكن القول أن صفة الوضوء الصحيحة في المذاهب الأربعة على النحو التالي:

يجب على المسلم أن يستحضر النية قبل الوضوء، فلا يصحّ الوضوء إلّا بنية رفع الحدث الذي منع من العبادة، ثم يسمّي الله، فيغسل كفّيه ثلاث مرّات؛ وحكم غسل الكفين ثلاث مرّاتٍ سنة، والدليل هو حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه، الذي يتضمّن صفة وضوء الرسول عليه الصلاة والسلام، حيث قال: (دعا بوَضوءٍ، فتوضأ، فغسل كَفَّيْهِ ثلاثَ مراتٍ). (( الراوي : عثمان بن عفان | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 226 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] )) وقد صرف غسل الكفين عن الوجوب عدم ذكر الله -تعالى- لها في آية الوضوء.

وبعد ذلك يتمضمض ويستنشق، وتعرّف المضمضة بأنّها إدارة الماء في الفم، أمّا الاستنشاق فهو اجتذاب الماء بالنفس، فقد ورد في حديث عثمان -رضي الله عنه- في صفة وضوء النبي عليه الصلاة والسلام، حيث قال: (فمضمض واستنثر، ثمّ غسل وجهَه ثلاثَ مراتٍ)، ويُستحبّ تكرار المضمضة والاستنشاق ثلاث مرّاتٍ. (( الراوي : عثمان بن عفان | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 226 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))

ثم يغسل المسلم وجهه، وحدوده من أعلى الجبهة إلى أسفل اللحية طولاً، ومن الأذن إلى الأذن عرضاً، ويُستحبّ غسله ثلاث مرّاتٍ، لحديث عثمان -رضي الله عنه- في صفة وضوء النبي عليه الصلاة والسلام، حيث قال: (ثم غسل وجهَه ثلاثَ مراتٍ) (( المرجع السابق )).

بعد ذلك يغسل المسلم يديه إلى المرفقين، ويكون الغسل من الأصابع إلى المرفق، ويستحبّ غسلها ثلاث مرات لحديث عثمان -رضي الله عنه- في صفة وضوء النبي عليه الصلاة والسلام، حيث قال: ثم غسل يدَه اليُمْنَى إلى المِرفَقِ ثلاثَ مراتٍ، ثم غسل يدَه اليُسْرَى مِثْلَ ذلك.

ثم يمسح المسلم رأسه، ويمسح أذنيه، وبعد ذلك يغسل قدميه، ويستحبّ ثلاث مرات لحديث عثمان -رضي الله عنه- في صفة وضوء النبي عليه الصلاة والسلام، حيث قال: ثم غسل رجلَه اليُمنَى إلى الكعبين ثلاثَ مراتٍ، ثم غسل اليُسرَى مِثْلَ ذلك، ويدعو بعد الانتهاء بالدعاء المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم.

اقرأ أيضا: أخطاء شائعة في الوضوء

أركان الوضوء

الوضوء

  • النيّة: وهي واجبة، ومحلّها القلب، ودليلها قول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ)، (( الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 1 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] )) وقد خالف الحنفية جمهور العلماء باعتبار النيّة سُنّةً من سُنَن الوضوء، وهي تعني (شرعاً): قَصْد الشيء مُقترِناً بفِعله، ويُراد بها تمييز العبادة عن العادة، أو تمييز رُتَب العبادات.
  • غسل الوجه: وحَدّ الوجه من منابت شَعر الرأس المعتادة إلى أسفل الذقن طولاً، ومن الأذن إلى الأذن الأخرى عَرضاً، حيث يجب غَسل ذلك جميعاً، شَعراً خفيفاً وبشرةً، إلّا شعر اللحية*، أو العارضَيْن* الكثيف؛ فيُغسَل ظاهره فقط.
  • غسل اليدين مع المِرفَقَين: يجب غسل اليدين ابتداءً من رؤوس الأصابع إلى المِرفَقَين؛ والمِرفَق هو العَظم الذي يصل بين الساعد، والعَضُد، كما يجب غسل ما عليهما من شَعرٍ ولو كان كثيفاً، أو طويلاً.
  • مَسح شَيءٍ من الرأس: ويكون ذلك بوصول بَلل الماء إلى الرأس، سواءً كان المَسح لبشرة الرأس، أو شَعره.
  • غَسل الرجلَين مع الكعبَين: وغَسل ما عليهما من الشَّعر، سواءً كان طويلاً، أو كثيفاً.
  • الترتيب: أي عدم تقديم عُضوٍ على عُضوٍ؛ فلا يصحّ تقديم اليدَين على الوجه، وقد جعل كلٌّ من الحنفيّة، والمالكيّة الترتيبَ من سُنَن الوضوء.
  • الموالاة: وهي رُكنٌ من أركان الوضوء عند الحنابلة، ويُقصَد بها: عدم تأخير غَسل عُضوٍ ما عن العُضو الذي قَبله.

اقرأ أيضا: أحاديث عن الوضوء وفضله

الماء الصالح للوضوء

الماء الصالح للوضوء

يُعَدّ الماء من الوسائل التي تحصل بها الطهارة؛ لرَفع الحَدث، وحتى يكون الوضوء صحيحاً، لا بُدّ أن يكون الماء صالحاً للوضوء، علماً أنّ هناك نوعَين من الماء الذي يصلح التطهُّر به، وهما:

الماء الطهور: وهو الماء المُطلَق غير المُقيَّد بوَصفٍ؛ فهو طاهرٌ في نفسه، ومُطهِّرٌ لغيره، ويتفرّع إلى سبع مياهٍ، وهي: ماء المطر، وماء البحر، والبَرَدْ، والثلج، وماء النهر، وماء العَين، إضافةً إلى ماء البئر.

الماء المُخالِط للطاهرات: وهو الماء الذي خالطه طاهرٌ، كالزعفران، أو الصابون، بشرط عدم سَلب اسم الماء عنه؛ فهو طاهرٌ في نفسه، ومُطهِّرٌ لغيره، فإن لم يُطلَق اسم الماء عليه، فإنّه يكون طاهراً غير مُطهِّرٍ لغيره؛ أي لا يصلح للوضوء.

اقرأ أيضا: سبب الوضوء بعد اكل لحم الابل

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3
مصدر 4
مصدر 5

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *