من اعمال الجوارح
من اعمال الجوارح
يتكون العمل الصالح من إخلاص النية بالقلب، وأعمال الجوارح، والقول الحسن باللسان، وتعد أعمال الجوارح الركن الأساسي في العمل الصالح، ولا يصلح الإيمان للعبد الا إذا تكاملت به كافة الأجزاء من النية الصادقة الخالصة لله، والعبادات الصالحة بالجوارح، وهي تعني العناصر العاملة في جسد الإنسان وهما اللسان، والعينين، واليدين، والساقين، والبطن، والأذنين، والفرج.
قال تعالي في سورة المائدة عن أفعال الجوارح: (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللّهُ فَكُلُواْ مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُواْ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ).
اقرأ أيضا: شرح حديث إنما الأعمال بالنيات
ومن اعمال الجوارح :
الصلاة
وهي من اعمال الجوارح وقد ورد تسميتها إيمانًا في القران الكريم، حيث قال تعالي: (وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ) (( البقرة:143 )) أي صلاتكم إلى بيت المقدس. وهي بلا ريب أعظم شعب الإيمان العملية الظاهرة بعد الشهادتين.
لو تأملنا في الصلاة؛ لوجدنا أنها تشمل أجزاء الإيمان الأربعة: قول القلب: وهو إقراره وتصديقه بوجوبها، وعمل القلب: وهو الانقياد والإذعان بالإرادة الجازمة وتحريك الجوارح لفعلها والنية حال أدائها، وعمل اللسان: وهو القراءة والأذكار الواردة فيها ، وعمل الجوارح: وهو القيام والركوع والسجود وغيرها.
ترك الزنا
وهو عمل الجارحة، وهو من الإيمان بدليل نفي الشارع الإيمان عمن فعله، وهو يشمل قول القلب، أي الإقرار بحرمته وتصديق الشارع في ذلك؛ وعمل القلب، وهو الانقياد والإذعان بالكره والنفور والإرادة الجازمة لامساك الجوارح عنه؛ وعمل الجوارح، وهو الكف عن فعله ومقدماته.
حفظ القرآن الكريم
يُعد حفظ القرآن الكريم من اغمال الجوارح ويمتاز بأن له أجرٌ عظيمٌ عند الله سبحانه وتعالى، فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: (لو جُمِعَ القرآنُ في إِهابٍ، ما أحرقه اللهُ بالنَّارِ) (( الراوي : عصمة بن مالك الخطمي | المحدث : العراقي | المصدر : تخريج الإحياء، الصفحة أو الرقم: 1/363 | خلاصة حكم المحدث : صحيح )) فحفظ العبد للقرآن الكريم من أسباب وقايته من النار.
إفشاء السلام والابتداء به
يُعتبر إفشاء السلام والابتداء به من أبرز أعمال الجوارح، ولإفشاء السلام على من عرف العبد ومن لم يعرف أجرٌ عظيم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (السلامُ اسمٌ من أسماءِ اللهِ وضَعَهُ اللهُ في الأرضِ، فأفْشُوهُ بينَكمْ، فإنَّ الرجلَ المسلمَ إذا مَرَّ بقومٍ فسلَّمَ عليهم، فردُّوا عليه؛ كان لهُ عليهم فضلُ درجةٍ بتذكيرِهِ إيَّاهُمُ السلامَ، فإنْ لمْ يرُدُّوا عليه رَدَّ عليه مَنْ هوَ خيرٌ مِنهمْ وأطْيبُ). (( الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الأدب المفرد، الصفحة أو الرقم: 760 | خلاصة حكم المحدث : حسن ))
إماطة الأذى عن الطريق
يُصنّف إماطة الأذى عن الطريق باعتبارها من أعمال الجوارح، وقد وصفه النبي صلى الله عليه بأنه من شعب الإيمان، في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه: (الإِيمانُ بضْعٌ وسَبْعُونَ، أوْ بضْعٌ وسِتُّونَ، شُعْبَةً، فأفْضَلُها قَوْلُ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَدْناها إماطَةُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ، والْحَياءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإيمانِ). (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 35 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
اقرأ أيضا: إذا مات بني آدم انقطع عمله إلا من ثلاث ومنها
أعمال القلوب وأعمال الجوارح
تعتبر العلاقة بين أعمال القلوب وأعمال الجوارح وطيدة للغاية، حيث قال العلماء أن الإيمان قول وفعل، فالقول يكون باللسان وخارج من القلب، بينما تكون الأفعال بالجوارح، فلا يوجد تضاد أو تنافر بينهما بل يشكلان الأسس الرئيسية لصحة إيمان العبد، فأفعال القلوب لابد لها من أفعال الجوارح لكي يكون الإيمان صادقًا.
وتُعبر الأقوال والأفعال عن الإيمان الصادق، والحقيقة هي أن مثل ما تتكون الحقيقة البشرية من الجسد أو الروح أو العقل والضمير، يتكون الايمان من تصديق بالقلب وأعمال بالجوارح.
إن العلاقة بين إيمان القلب وإيمان الجوارح لمن أهم قضايا الإيمان، ومن عدم فهمها دخل الضلال على بعض الفرق مثل المرجئة، حين ظنوا أنه يمكن أن يكون الإنسان كامل الإيمان من الناحية القلبية دون الحاجة إلى عمل الجوارح مطلقًا.
كما ظنوا أن تماثل الناس في أعمال الجوارح يقتضى تماثل إيمانهم وأجورهم، ولم يدركوا أنه بحسب علاقة عمل الجارحة بعمل القلب يكون الحكم على العمل والثواب عليه، فقد يتفق العملان في المظهر والأداء، وبينهما مثل ما بين السماء والأرض في الدرجة والأجر.
اقرأ أيضا: نبذة عن كتاب طب القلوب