مكانة الزكاة في الإسلام

الإسلام هو آخر الديانات السماوية التي حدَّد الله -تعالى- به قواعد وضوابط لتنتظم بها الحياة، وجعل الله  -تعالى- للإسلام خمسة أركان أساسية يقوم عليها، ومنها الزكاة، حيث تُعتبر مكانة الزكاة في الإسلام عظيمة، وقد شرعها الله -تعالى- للعديد مِنَ الحِكَم؛ كتطهير النفس من البُخل، والشُّحّ، ومواساةً للفُقراء، وسداً لِحاجاتِهِم، وإقامةً لمصالح الأُمّة.

مكانة الزكاة في الإسلام

مكانة الزكاة في الإسلام

تعدُّ الزكاة ركنًا أساسيًّا من أركان الإسلام الخمسة الثابتة في كتاب الله تعالى وسنة نبيِّه وإجماع علماء المسلمين، فهي الركن الثالث في الإسلام كما ورد في الحديث الذي رواه عبد الله بن عمر أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “بُنِي الإسلامُ على خمسٍ: شَهادةِ أن لا إلهَ إلا اللهُ وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، والحجِّ، وصومِ رمضانَ”. (( الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 8 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))

والزكاة لغةً معناها مشتَّق من التنمية والتزكية والزيادات، لأنَّها اتباع لأوامر الله تعالى فهي تزيد بالإنفاق وتحمي المال الذي تخرجُ منه وتحفظه بحفظ الله تعالى، فقد ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: “ما نقصَ مالٌ من صدقة”. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2588 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))

وتتميَّز الزكاة عن بقيَّة الضرائب والجبايات الماليَّة أنَّها التزام بأوامر الله تعالى مقترنةً بذلك بأسمى آيات الإيمان والاحتساب عند الله تعالى، إضافةً إلى أنَّها تؤخذُ من الأغنياء أصحاب المال وتعطى للفقراء من المسلمين.

والدليل على ذلك ما ورد عنه -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال في الزكاة في الإسلام: “فأعْلِمْهُمْ أنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عليهم صَدَقَةً في أمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِن أغْنِيَائِهِمْ وتُرَدُّ علَى فُقَرَائِهِمْ. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 1395 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))

لذلك، فإن مكانة الزكاة في الإسلام أنها فريضة عظيمة وركن من أركانه الثابتة ويجبُ على المسلمين الالتزام بالزكاة اتباعًا لأوامر الله تعالى وبسبب ما تعود فيه على المجتمع الإسلامي من فضائل ومنافع.

اقرأ أيضا: من هم الثمانية الذين يستحقون الزكاة ؟

فضل الزكاة

فضل الزكاة

الزكاة في الإسلام من أعظم الأركان والفرائض التي تعود بالمنافع على المسلمين جميعًا، لذلك فقد فرضها الله تعالى وحذَّر من مغبَّة ترك هذه الفريضة.

ورد عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “ما من أحدٍ لا يؤدِّي زكاةَ مالِهِ، إلَّا مثِّلَ لَهُ يومَ القيامةِ شجاعًا أقرعَ حتَّى يطوَّقَ به عنقُهُ، ثمَّ قرأَ علينا رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّه عليهِ وسلَّمَ- مصداقَهُ منكتابِ اللَّهِ تعالى: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}”. (( الراوي : عبد الله بن مسعود | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 1403 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))

ولذلك فقد جعل الله تعالى في أدء الزكاة في الإسلام الكثير من الفضائل، وفيما يأتي أهم فصائل الزكاة في الإسلام:

  • جعل الله الزكاة في الإسلام وسيلةً لتطهير أموال المسلمين ونفوسهم، من الكثير من الأخلاق المذمومة؛ كالشُّحِّ، والبخل، وحبِّ الدنيا، وتعمل الزكاة على تزكية النفس من خلال زرع المودَّة فيها، والتعاون، ومساعدة المحتاجين، وتحقيق مصالح الفرد والمجتمع قال تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}.
  • تبعث الزكاة في نفوس المسلمين الشعور بالأخوة، قال تعالى: {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ}.
  • تُعتبر الزكاة حصن حريز لأموال المسلمين، فالزكاة تقي الأموال من الآفات والخسائر كما وعد الله تعالى وتحفظها من النقصان، فقد ورد أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “حَصِّنوا أموالَكم بالزكاةِ، ودَاوُوا مرضاكم بالصدقةِ، واستقبِلوا أمواجَ البلاءِ بالدُّعاءِ والتَّضرُّعِ”. (( الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : السفاريني الحنبلي | المصدر : شرح كتاب الشهاب، الصفحة أو الرقم: 342 | خلاصة حكم المحدث : فيه نكارة ))
  • تُصنف الزكاة باعتبارها من العبادات التي تكون سببًا ليدخل المسلم بفعلها إلى جنات النعيم، فقد ورد عن أبي هريرةَ -رضي الله عنه- أنَّ أعرابيًّا أتى النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- فقال: دلَّني على عمل إذا عملته دخلتُ الجنة، قال: “تعبد الله ولا تُشْرِك به شيئًا، وتقيم الصلاة المكتوبة، وتُؤدِّي الزكاة المَفْرُوضة، وتَصُوم رمضان”، قال: والذي نفسي بِيَده، لا أزيد على هذا، فلمَّا وَلَّى، قال: “مَن سَرَّه أنْ ينظرَ إلى رجلٍ من أهل الجنة، فَلْيَنْظُر إلى هذا”. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه، الصفحة أو الرقم: 54 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
  • وعد الله تعالى الذين يؤدون زكاة أموالهم بالفلاح والفوز في الدنيا والآخرة، قال تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُون}.

اقرأ أيضا: الاثار السيئة التي تحصل من منع الزكاة

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *