الصحابة الكرام هم أصحاب رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- الذين آمنوا وبه وصاحبوه وماتوا وهم مؤمنون به، وقد لعب الصحابة الكرام دورًا هامًّا في نشر رسالة الإسلام مع رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وبعد وفاته أيضًا، كما كان لهم الفضل في حفظ السنة النبوية الشريفة ونقلها للناس، وكان عبد الله بن عمر من أشهر الصحابة؛ لذلك يسأل الكثير من المسلمين متى توفي عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما.
متى توفي عبدالله بن عمر
توفِّي عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- في عام 73 للهجرة وهو ابن ثلاثة وثمانين عامًا، وقد صلَّى عليه الحجاج بن يوسف الثقفي، ودُفن جسده في مقبرة المهاجرين، كما قيل إنَّه دُفن في منطقة اسمها المحصب.
وقد ورد عن الذهبي أنَّه نعاه بقوله: “أين مثل ابن عمر في دينه، وورعه وعلمه، وتألّهه وخوفه، من رجل تُعرض عليه الخلافة، فيأباها، والقضاء من مثل عثمان، فيردُّه، ونيابة الشَّام لعلي، فيهرب منه، فالله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب”، وقد توفِّي وله من الولد الكثير، رضي الله عنه وأرضاه.
اقرأ أيضا: توفي عمر بن أبي سلمة المخزومي سنة
عبدالله بن عمر
هو عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- المولود في مكة المكرمة عام 10 قبل الهجرة، وهو صحابي من صحابة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- الكرام، وعالم من علماء الفقه وراوٍ من رواة حديث رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- المشهورين، وهو ابن الخليفة الراشدي الثاني عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-.
كان عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- أحد أشهر المفتين بين المسلمين، قد كان عالمًا جليلًا يقصده طلاب العلم من كلِّ حدب وصوب، فكان قبلة طلَّاب العلم في المدينة المنورة.
وقد عُرف عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- بأنَّه أكثر الناس اقتداءً برسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- فقد صاحبه فترة من الزمن وشارك معه في عدد من المشاهد على صغر سنِّه، يقول عبد الله بن عمر -رضي الله عنه-: “عُرِضْتُ على النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يومَ أُحُدٍ وأنا ابنُ أربعَ عشْرةَ سنةً ولم أحتلِمْ فلم يقبَلْني، ثمَّ عُرِضْتُ عليه يومَ الخندقِ وأنا ابنُ خمسَ عشْرةَ فقبِلني” وقد توفِّي رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وعبد الله في الواحد والعشرين من عمره.
ثمَّ بعد وفاة النبيِّ -عليه السَّلام- شارك عبد الله بن عمر -رضي الله عنما- في فتوحات المسلمين في الشام والعراق ومصر وشمال إفريقيا أيضًا، ثمَّ وبعد وفاة الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- واستلام عثمان بن عفان -رضي الله عنه- وعند بداية ملامح الفتنة التي عصفت بالمسلمين.
اعتزل عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- الناس وابتعد عن الفتنة كاملة، وعلى الرغم من كلِّ العروض التي أتته لاستلام القضاء في عهد عثمان بن عفان -رضي الله عنه- واستلام ولاة الشام في خلافة بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- إلَّا أنَّه آثر أن يبقى بمعزل عن الناس تمامًا.
أمَّا صفاته فقد روي عنه أنَّه كان رجلًا أصلع الرأس جسميًا، وكان أكثر أبناء عمر بن الخطاب شبهًا بوالده عمر -رضي الله عنهما-، وكان يحب التطيُّب، أمَّا تقاه وورعه فقد كان مشهودًا له في ذلك بين الناس.
اقرأ أيضا: سيرة حياة عبد الله بن عمر
ذرية عبدالله بن عمر
تزوج ابن عمر من صفية بنت أبي عبيد بن مسعود الثقفية، وأنجب منها أبي بكر، وواقد، وعبد الله، وأبي عبيدة، وعمر، وحفصة، وسودة، كما تزوج من أم علقمة بنت علقمة بن ناقش المحاربية الفهرية، وأنجب منها عبد الرحمن ، كما تزوج نساء أخريات، وكان له منهن أولاد وهم: سالم، وعبيد الله، وحمزة، وزيد، وعائشة، وأبو سلمة، وقُلابة، وبلال.
اقرأ أيضا: من هو الصحابي الذي تسلم عليه الملائكة وتزوره
رواية عبدالله بن عمر للحديث
بعد ما جاء من حديث عن نسب عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- إنَّ عبد الله بن عمر بن الخطاب كان أحد أشهر رواة الحديث في عهد رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وما بعده أيضًا، وكان من الرواة الثقات الذين يتحرُّون الدقة التامة في نقل أحاديث رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-.
يقول محمد الباقر عن عبد الله بن عمر: “كان ابن عمر إذا سمِعَ من رسول الله حديثًا لا يزيد ولا ينقص، ولم يكن أحدٌ في ذلك مثله”.
وقد ذُكِرَ أنَّ بقي بن مخلد أحصى لعبد الله بن عمر -رضي الله عنه- ألفين وستمائة وثلاثين حديثًا بالمكرر، ولكنَّ الشيخين الإمام البخاري ومسلم اتفقا على مئة وثمانية وستين حديثًا لعبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- روى منها الإمام البخاري واحدًا وثمانين حديثًا، بينما روى الإمام مسلم واحد وثلاثين حديثًا، والله تعالى أعلم.
اقرأ أيضا: من صفات عبدالله بن عمرو