حكم قص الشعر للنساء

تختلف أحكام الشَعر في الإسلام من حيث قصّه أو حلقه أو توفيره، فمن أنواع الشعر ما يأخذ حكم الإباحة، ومنه ما هو محرّم، ومنه ما أمرت الشريعة الإسلاميّة بإزالته، وتتباين أحكام قص الشعر من الرجل للمرأة؛ لذلك يجب التعرف على حكم قص الشعر للنساء والرجال.

حكم قص الشعر للنساء

حكم قص الشعر للنساء

أفتى العلماء بحرمة حلق شعر المرأة كلّه إلا لحاجة، واستدلوا على ذلك بما روته السيدة عائشة رضي الله عنها: (أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ نهى أن تَحلِقَ المرأةُ رأسَها). [1]

إن كانت هناك حاجة من حلق المرأة لشعرها كالتداوي أو الاستصلاح فلا حرج في ذلك، وفي حكم تقصير شعرها وقصّه دون أخذه كله إما للتزيّن أو لرفع مشقّة غسله، فقد قال العلماء بجواز ذلك لأنه لم يرد دليل على منعه، بل ورد عن زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم فعلهنّ لذلك، فقد قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: (وكان أزواجُ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- يَأخذْنَ مِن رؤوسِهنَّ؛ حتّى تكونَ كالوَفْرَةِ). [2]

إلا أنّ العلماء جعلوا لجواز الأخذ من شعر المرأة وقصّه شروطاً، فيما يأتي بيانها:

  • ألّا يُقصَد بذلك التبرُّج به للأجانب من الرجال.
  • ألّا يكون القصد منه التشبّه بالفاجرات والكافرات.
  • ألّا يكون قصُّه على هيئةٍ تُشابِه الرجال فيها.
  • ألّا يقوم رجل أجنبيّ بقصّه لها.

اقرأ أيضا: تفسير قص الشعر بالحلم

حكم قص المرأة شعرها بدون إذن زوجها

قص الشعر

بعد التعرف على أن حكم قص الشعر للنساء جائز ولا حرج فيه عند مراعاة الشروط التي اشترطت فيه، يجب على المرأة أن تأخذ إذن الزوج في قصّ الشعر، فإن نهى الزوج زوجه عن ذلك لا بدّ لها من امتثال أوامره، فالزوجة مأمورة بطاعة زوجها، فطاعته بعد طاعة الله تعالى.

وقد جاء عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: (لَوْ كُنْتُ آمِرًا أحدًا أنْ يَسْجُدَ لغيرِ اللهِ؛ لَأَمَرْتُ المرأةَ أنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِها. والذي نَفْسُ محمدٍ بيدِهِ، لا تُؤَدِّي المرأةُ حقَّ رَبِّها حتى تُؤَدِّيَ حقَّ زَوْجِها؛ ولَوْ سألَها نَفْسَها وهيَ على قَتَبٍ ؛ لمْ تَمْنَعْهُ) [3] والله تعالى أعلم.

اقرأ أيضا: فوائد قص الشعر

أحكام الشعر في الشريعة

 

يُقسَّم شعر جسم الإنسان من حيث الحُكم الشرعي في إزالته إلى ثلاثة أقسام رئيسة؛

الأول منها ما أمر الله سبحانه وتعالى بإزالته، وهو مثل شعر الإبط وشعر العانة؛ حيث ورد عن أنس بن مالك قوله: (وُقِّتَ لنا في قصِّ الشاربِ، وتقليمِ الأظفارِ، ونتفِ الإبطِ، وحلقِ العانةِ، أن لا نتركَ أكثرَ من أربعينَ ليلةً). [4]

القسم الثاني ما نهى الله عزّ وجلّ عن إزالته، وهو شعر الحاجبين لما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من لعنٍ للنامص، وشعر اللحية كذلك.

أمّا القسم الثالث والأخير فهو ما سكت الشارع عنه، فلم يأمر الله عزّ وجلّ بإزالته ولا بتركه، وهو كلّ ماعدا الأنواع السابق ذكرها من شعر جسم الإنسان، وهذا من المعفوّ عنه، فلِلإنسان إزالته إن شاء أو تركه إن فضّل ذلك، وهو داخل في عموم قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (الحلالُ ما أحلَّ اللهُ في كتابِهِ، والحرامُ ما حرَّمَ اللهُ في كتابِهِ، وما سَكَتَ عنهُ فَهوَ مِمَّا عفا عنهُ). [5]

اقرأ أيضا: لمن الحالة التي يجوز فيها تجاوز الميقات من غير إحرام

حكم قص شعر الرجل

حكم قص شعر الرجل

إنّ حُكم الأخذ من الشعر بالنسبة للرجل يأخذ حالات أربعةً في الشريعة الإسلامية، وفيما يأتي بيانها:

  • حلق الرجل شعره للحج أو العمرة، وهذا مشروع وثابت في القرآن الكريم والسنة النبوية، وقد تواتر الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه فعل ذلك في الحج والعمرة، وورد عن أصحابه رضوان الله عليهم أنهم فعلوه أيضاً، فمنهم من حلق ومنهم من قصّر، والحلق أفضل، وقد قال تعالى في ذلك: (لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخَافُونَ).
  • حلق الرجل شعره لحاجة، كأن يكون محتاجاً للتداوي عن طريق ذلك، وهذا جائز في القرآن والسُّنة والإجماع أيضاً، فقد رخّص الله تعالى للمحرم الذي لا يجوز له حلق رأسه بالأصل أن يحلقه إن كان به أذى.
  • حلق الرجل شعره على سبيل التزهّد والتعبّد لله تعالى دون أداء حج أو عمرة، كأن يحلق التائب شعره أو يقصّره، أو يفعل ذلك لإظهار التعبّد والزهد، وأن يجعل الناس ذلك علامةً على المشيخة والتدين، فمن فعله كان أدين وأقرب لله تعالى، وكلّ هذا بدعة غير مشروعة وليست من أمر الله ورسوله، ولم يقل العلماء لا بوجوبها ولا باستحبابها، بل لم يفعلها الصحابة ولا التابعون ولا غيرهم من العبّاد.
  • حلق الرجل شعر رأسه وأخذه منه دون نُسك من عمرة أو حج، ولا لحاجة كالتداوي، ولا بقصد الزهد والعبادة، وهذا فيه قولان للعلماء؛ الأول أنّه مكروه، وهو قول مالك وغيره، والثاني أنّه مباح وذلك عند أصحاب أبي حنيفة والشافعي.

اقرأ أيضا: هل يجوز حلق شعر الساق للرجل

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3
مصدر 4

المراجع
  1. الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث ابن حجر العسقلاني| المصدر : تخريج مشكاة المصابيح، الصفحة أو الرقم: 3/93| خلاصة حكم المحدث : [حسن] []
  2. الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 320 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] []
  3. الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي، الصفحة أو الرقم: 1159 | خلاصة حكم المحدث : صحيح []
  4. الراوي : أنس بن مالك | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 258 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] []
  5. الراوي : عبيد بن عمير | المحدث : ابن حزم | المصدر : أصول الأحكام، الصفحة أو الرقم: 1/213 | خلاصة حكم المحدث : مرسل []

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *