حكم برد الأسنان

يُعرّف الحكم في الاصطلاح الشرعي بأنه ما اقتضاه الخطاب الشرعي ممّا تعلّق بأفعال المكلفين من الطلب أو التخيير أو الوضع، ومع تقدّم العلم والتكنولوجيا، ظهرت العديد من الأجهزة والأدوات التي تُستخدم لتجميل الأسنان وتعديلها بسهولة؛ لذلك تكثر الأحكام الشرعية المتعلقة بالأسنان؛ ومن ذلك حكم برد الأسنان.

حكم برد الأسنان

حكم برد الأسنان

يختلف حكم برد الأسنان تبعاً للسبب الكامن وراء الإتيان به، فيُعدّ حراماً إن كان لزيادة الحسن والجمال، ويُعدّ جائزاً إن كان علاجياً لإزالة عيب، والدليل في ذلك ما رواه البخاري في صحيحه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (لعن اللهُ الواشماتِ والْمُستوشماتِ، والْمُتنمِّصاتِ، والْمُتفلجاتِ للحسنِ، المغيراتِ خلقَ اللهِ تعالى). [1]

وورد عن الإمام النووي في بيان لفظ المتفلجات الوارد في الحديث السابق ذكره: (مفلّجات الأسنان بأن تبرُد ما بين أسنانها الثنايا والرباعيات، وتفعل ذلك العجوز ومن قاربتها في السنّ إظهاراً للصغر وحسن الأسنان، لأن هذه الفُرجة اللطيفة بين الأسنان تكون للبنات الصغار، فإذا عجزت المرأة كبرت سنّها فتبرُدها بالمبرد لتصير لطيفة حسنة المنظر، وتوهم كونها صغيرة، ويقال له أيضاً الوشر، وهذا الفعل حرام على الفاعلة والمفعول بها لهذه الأحاديث، ولأنه تغيير لخلْق الله تعالى، ولأنه تزوير، ولأنه تدليس).

وأضاف الإمام النووي قائلاً عن المتفلّجات للحسن: (يفعلن ذلك طلباً للحسن، وفيه إشارة إلى أن الحرام هو المفعول لطلب الحسن، أما لو احتاجت إليه لعلاجٍ أو عيب في السنّ ونحوه فلا بأس والله أعلم).

وقال العيني في عمد القاري: (المتلفجات جمع متفلجة من التفلج ـوهو برد الأسنان الثنايا والرباعيات مأخوذ من الفَلَج – بفتح الفاء واللام ـ وهي فرجة بين الثنايا والرباعيات، قوله: للحسن يتعلق بالمتفلجات، أي: لأجل الحسن، قيد به لأن الحرام منه هو المفعول لطلب الحسن، أما إذا احتيج إليه لعلاج، أو عيب في السن ونحوه، فلا بأس به).

وهناك بعض الأضرار الطبية لبرد الأسنان حيث أنه يؤثّر على طبقة المينا في الأسنان، وبالتالي ستصبح الأسنان رقيقة جدًا وحسّاسة للحرارة الساخنة والباردة، ورُبمّا تنكسر بمرور الأيام من أبسط الأشياء، كما أنّ برد الأسنان لا يؤدّي لتلك الجمالية التي تطمح لها، إضافةً إلى أنّ برد الأسنان لا يُناسب الرّجال الذين يعانون من تسوّس الأسنان والتهاب اللثة.

اقرأ أيضا: هل يحرم الشرب من فم السقاء

حكم تقويم الأسنان

تقويم الأسنان

إن الأصل القائم عليه تغيير شيء من خلق الله تعالى المنع، حيث قال الله تعالى: (وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ)، فتغيير خلق الله تعتلى من الأمور المحرّمة التي يقودها ويزيّنها الشيطان لبني آدم.

ويُستثنى من قاعدة الحرمة في تغيير خلق الله تعالى الحالات الضروية والحاجية التي لا بُد منها ممّا دلت عليه القواعد الشرعية العامة، ومن ذلك جواز تركيب الأسنان الصناعية للضرورة أو الحاجة المعتبرة شرعاً، كمن سقط سناً من أسنانه أو تلف أحدها ويحتاج إلى علاجها لمضغ الطعام جيداً أو النطق السليم للحروف.

والدليل على ذلك ما رواه عجرفة بن أسعد، حيث قال: (أنه أُصيب أنفُه يومَ الكُلابِ في الجاهلية، فاتخذ أنفًا من ورِقٍ، فأنتنَ عليه، فأمره النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أن يتخذ أنفًا من ذهبٍ). [2] فأمْرُ الرسول عليه الصلاة والسلام لعجرفة باتخاذ أنف بدلاً عن أنفه يدل على جواز تركيب الأسنان، كما يجوز وضع تقويمٍ للأسنان إن كان بها تشوّه.

وذكر الإمام ابن عُثيمين: إنّ تقويم الأسنان بين أمرين: إمّا يصنعه المرء للتجمُّل؛ فهذا حرام لا يجوز للمرء أن يقربه، وإذا كان الغرض من تقويمها إزالة عيب ما وقع بها؛ فهذا جائز لا حرج فيه؛ لأنّ هذا ليس اعتراضًا على خِلقة الله، ولا هو فعل حرّمه الله.

اقرأ أيضا: حكم التنفس في الإناء

حكم وشر الأسنان

المقصود بوشر الأسنان هو تحديدها طلبًا للفلج المحمود، ويُطلق أيضًا على التفليج بين الأسنان، والذي يُقصد به البرد الذي يفعله المرء في أسنانه، ويدور أمره على محورين أيضًا: إمّا المنع، وذلك إن كان لزيادة جمال من لا جمال له، وذلك لأن يُعدّ من طُرُق الحيل والخِدع التي تقع بالمرء، وإمّا أن يكون حُكمه الجواز؛ إذا قُصد به معالجة ضرر ما.

اقرأ أيضا: تفسير حلم الأسنان تطيح

حكم تركيب عدسات للأسنان

يجوز تركيب عدسات الأسنان التي يطلق عليها: اللومينر، إن لم يكن في ذلك برد للأسنان، فيجوز تركيبها، حتى وإن كانت الغاية من ذلك الزينة فقط، وذلك لا يعدّ من تغيير خلق الله، فالأسنان تبقى على الهيئة التي خُلقت عليها، فالزينة تلك إضافة على الأسنان، ولا تُعدّ من الأمور الثابتة، حيث إنّها قابلة للإزالة.

اقرأ أيضا: جدول التسنين عند الأطفال

حكم استخدام معجون الأسنان في رمضان

حكم_استخدام_معجون_الأسنان_في_رمضان

يُكره للصائم استعمال معجون الأسنان في نهار رمضان؛ خوفاً من دخول شيءٍ منه إلى الجوف، وإن لم يقصد الصائم دخوله، ممّا يؤدّي بالتالي إلى فساد صومه، ومع ذلك فإن استطاع استعماله دون أن يبتلع شيئاً منه؛ فلا يفسد صيامه، وقد نصّت المذاهب الفقهيّة على ذلك؛ فبيّنت أنّ فساد الصيام مرتبطٌ بما يَصِل الحَلْق؛ وبناءً على ذلك فإنّ ما يدخل الفم فقط، ولا يصل الحلق؛ لا يُفسد الصيام، على اعتبار أنّ الفم عضوٌ ظاهرٌ، وليس باطن؛ فالصائم يتمضمض ولا يفسد به صيامه.

اقرأ أيضا: هل بخاخ الانف يفطر

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3
مصدر 4
مصدر 5

المراجع
  1. الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 5948 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] []
  2. الراوي : عرفجة بن أسعد | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح النسائي، الصفحة أو الرقم: 5176 | خلاصة حكم المحدث : حسن []

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *