حكم اقتناء الكلاب

خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان وكرّمه على كثيرٍ من المخلوقات، وسخّر له جميع ما في الأرض من الحيوانات والدواب والنباتات لتخدمه في قضاء حوائجه وبالتالي يستطيع العيش والاستمرارية على وجه الأرض، وانتشر في الوقت الحاضر عند شريحةٍ كبيرة من المجتمع ما يُعرف باقتناء الحيوانات ومن ضمنها الكلاب داخل البيوت والأفنية؛ لذلك يجب التعرف على حكم اقتناء الكلاب من الناحية الفقهية.

حكم اقتناء الكلاب

حكم اقتناء الكلاب

اتفق الفقهاء على أنّه لا يجوز اقتناء وتربية الكلاب إلا إذا كانت هنالك حاجة لذلك، وقد حدّد الفقهاء الحالات التي تجوز فيها تربية الكلاب، وهي:

  • كلب الماشية الذي يقوم على حراستها من السباع والضباع والذئاب.
  • كلب الزرع من المواشي والأغنام وغيرها.
  • كلب الصيد الذي ينتفع به الصائد في صيده.

الدليل على ما سبق ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَنِ اتَّخَذ كلبًا، إلا كلبَ ماشيةٍ أو صيدٍ أو زرعٍ، انتَقَص من أجرِه كلَّ يومٍ قِيراطٌ، قال الزُّهرِيُّ: فذُكِر لابنِ عُمَرَ قولُ أبي هُرَيرَةَ، فقال: يَرحَمُ اللهُ أبا هُرَيرَةَ، كان صاحبَ زرعٍ). [1]

وأمّا بالنسبة لتربية الكلاب لحفظ البيوت ذهب ابن قدامة إلى أنّه لا يجوز مع احتمال الإباحة، وقد ذهب فقهاء الشافعية إلى أنّه إذا زالت الحاجة التي لأجلها تمت تربية الكلب واقتناؤه فإنّه يجب الاستغناء عنه.

اقرأ أيضا: مقال عن الكلاب

نجاسة الكلاب

اختلف الفُقهاء في حُكم نجاسة الكلب على ثلاثة أقوال، منها:

  • ذهب فقهاء الحنفية إلى أنّ الكلب ليس نجس العين، ولكنّ سؤره ورطوبته هي النجسة.
  • يرى فقهاء المالكية إلى أنّ الكلب طاهر العين مستدلين إلى أنّ الأصل في الأشياء الطهارة، وعلى هذا يكون سؤره ورطوبته طاهرة، أمّا الحيوان الذي لم يُذبح بطريقةٍ شرعيّة فهو الذي يكون ما يخرُجُ منه نجساً.
  • قال فقهاء الشافعية والحنابلة أنّ الكلب نجس العين.

حكم بيع الكلاب

اختلف الفقهاء في حكم بيع الكلاب على عدّة أقوال، منها:

  • ذهب فقهاء الشافعية والحنابلة إلى عدم جواز بيع الكلاب مطلقاً؛ مستدلين على ذلك بما رواه عقبة بن عمرو بن ثعلبة أبو مسعود أنّ النبي صلى الله عليه وسلم (نَهَى عَن ثمنِ الكَلبِ، ومَهْرِ البغيِّ، وحُلوانِ الكاهنِ). [2]
  • يرى فقهاء الحنفية وسحنون من المالكية إلى جواز بيع الكلاب مُطلقاً ومستدلّين على ذلك بأنّ الكلب يعتبر مالاً ينتفع به في الحقيقة.
  • يميل فقهاء المالكية إلى التفريق بين الكلب المأذون فيه عن غيره من الكلاب؛ فمنعوا بيع الكلب غير المأذون فيه، أمّا الكلب المأذون فيه فعندهم في أمره ثلاثة أقوال؛ بالمنع والكراهة والجواز، والمشهور عندهم هو المنع.

اقرأ أيضا: متى يكون الصيد في حكم الميتة المحرمة

تطهير الإناء من ولوغ الكلب فيه

للفقهاء في مسألة ولوغ الكلب في الإناء عدة أقوال، منها:

  • ذهب فقهاء الشافعية والحنابلة إلى أنّه يجب غسل الإناء الذي ولغ فيه الكلب سبع مرات إحداهنّ بالتراب، وذلك لما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا ولغَ الكلبُ في إناءِ أحدِكُم فليَغسِلهُ سبعَ مرَّاتٍ، أولاهُنَّ أو إِحداهنَّ بالتُّرابِ). [3]
  • قال فقهاء المالكية أنّه يُندب غسل الإناء إذا ولغ فيه الكلب سبع مرات، ولا ترتيب مع الغسل.
  • يرى فقهاء الحنفية وجوب غسل الإناء ثلاث مرات، وعندهم قول بغسل الإناء ثلاث أو خمس أو سبع مرّات.

اقرأ أيضا: قصص عن الرفق بالحيوان للأطفال

حكم اقتناء الكلاب دار الإفتاء

أفتت دار الإفتاء بجمهورية مصر العربية بجواز اقتناء الكلب بغرض المنفعة أيا كان نوعها، بشرط ألا يكون بغرض التفاخر أو إرضاء الأطفال، كما أوصت بأن يكون هناك مكان مخصص للصلاة بعيد عن دخول الكلاب في حالة تربيتها في المنزل.

وتقول دار الإفتاء أيضاً بأن الكلب غير نجس ولكنه من الأفضل تخصيص مكان للكلاب في الحديقة، وفي حالة ملامسة لعاب الكلب للثياب، فيجب غسلها، وغسل الإناء المخصص لأكلها 7 من المرات كما جاء عن الرسول الكريم، وأن ما يُقال عند عدم دخول الملائكة للبيت المتواجد به الكلاب غير صحيح عملًا برأي المذهب المالكي.

اقرأ أيضا: أحاديث عن الرفق بالحيوانات

تربية الحيوانات من الناحية الصحية

ذكر عدد من الأطبّاء أنّه يوجد أكثر من مئتي نوعٍ من الأمراض المشتركة التي يتم نقلها من الحيوان إلى الإنسان، ومن تلك الأمراض؛ مرض السل، والديدان الشريطية، والديدان الكبدية وغيرها الكثير.

أمّا بالنسبة للكلاب بشكل خاص فقد ذكر الأطباء أنّها تسبب مرض داء الكلب الذي يحدث عن طريق عض الكلب للإنسان، هذا ويَنصح الأطباء الشخص في حالة اقتنائه لأيٍّ من الحيوانات في منزله أن يراعي عدداً من الأمور، أهمها:

  • على الشخص الانتباه من العدوى التي تكون من الحيوانات الأليفة؛ حيث تشكّل خطراً كبيراًعلى كل من الأطفال والنساء الحوامل وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من بعض أمراض الحساسية والربو، فإذا كان يوجد في الأسرة شخص يعاني مما ذُكر فلا يُنصح باقتناء الحيوانات في المنزل.
  • يفضل أن يكون الحيوان المُراد تربيته تم الحصول عليه من مصدر موثوق به وليس من أماكن عامّة كالشارع أو الحدائق والغابات، وغيرها.
  • يجب إعطاء الحيوان المُراد تربيته اللقاحات اللازمة، وذلك لوقايته من الأمراض كمرض السعار، وبالتالي وقاية الأشخاص في المَنزل وتجنب نقل الأمراض المعدية لهم.
  • المُحافظة على النظافة العامّة للأولاد؛ وذلك بغسل أيديهم جيداً بعد اللعب مع الحيوان وقبل الأكل لتجنّب إصابتهم بالأمراض.
  • عدم غسل الحيوان في حمّام العائلة، لأنّه قد يتسبّب بنقل الجراثيم والميكروبات للإنسان.
  • الرّعاية الصحيّة الجيّدة للحيوان ومتابعتها عند الأطباء المتخصّصين بذلك.

اقرأ أيضا: فن التعامل مع الكلاب

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3
مصدر 4

المراجع
  1. الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 1575 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] []
  2. الراوي : أبو مسعود عقبة بن عمرو | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 2282 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] []
  3. الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 279 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] []

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *