الصلاة هي العبادة التي تُمثّل الصلة بين العبد وربّه؛ لأنّها عبادة يومية يُؤدّيها المسلم خمس مراتٍ في اليوم والليلة، وهي ليست مجرّد حركاتٍ يُؤدّيها المسلم، بل هي عبادة تستوجب الخشوع واستحضار القلب والتركيز؛ لأن العبد الذي يُصلّي يكون بين يدي الله -تعالى-، ولا يليق بهذا اللقاء المَهيب إلا أن يكون العبد بكامل قلبه وروحه ليُناجي الله بصدقٍ وإخلاص؛ ومن الأسئلة التي يجب معرفة إجابتها اين فرضت الصلاة ومتى كان ذلك؟
اين فرضت الصلاة
الإجابة عن سؤال اين فرضت الصلاة هو: فُرضت الصّلاة في مكّة المكرمة، وذلك في السّماء السابعة ليلة الإسراء والمعراج، والمتأمّلُ في مكان فرض الصّلاة يجد أنّ فرضها في السماء بهذه الطّريقة وفي هذا المكان -على خلاف العبادات الأخرى- ما هو إلا تشريفٌ لنبيّ الله -عليه الصلاة السلام- ورفعةٌ للمسلمين، وتأكيدٌ على عظمة هذه الفريضة. وكانت أوّل صلاةٍ يصلّيها رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- صلاة الظّهر، فقد عاد من ليلة المعراج مستقبلاً وقت الظّهر، وكانت أوّل صلواته.
اقرأ أيضا: من هو النبي الذي قدر الساعات ليعرف مواقيت الصلاة
متى فرضت الصلاة
فُرضت الصّلاة في بداية الإسلام قبل هجرة النّبيّ -صلّى الله عليه وسلم- إلى المدينة المنورة بما يقارب خمس سنواتٍ، وقيل قبل الهجرة بثلاث سنواتٍ، وقيل قبل الهجرة بسنةٍ ونصف، وكان ذلك في يوم الاثنين في السابع والعشرين من شهر رجب، ليلة 19-20 عام 619/637 ميلاديّ.
قال أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (فُرِضَتْ عَلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ليلةَ أُسرِيَ بِه الصَّلواتُ خَمسينَ، ثُمَّ نَقصَتْ حتَّى جُعِلَتْ خَمسًا). (( الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي، الصفحة أو الرقم: 3131 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح ))
اقرأ أيضا: ما هو مفهوم الصلاة
مكانة الصلاة في الإسلام
إنّ للصّلاة مكانةً عظيمةً لا تصل إليها عبادةٌ أخرى، وتتجلّى أهمّيتها في كونها:
- عمود الدّين الذي لا يتمّ ولا يكتمل الدّين إلا به، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-:(رأسُ الأمرِ الإسلامُ، وعمودُه الصلاةُ، وذروةُ سَنامِه الجهادُ في سبيلِ اللهِ). (( الراوي : معاذ بن جبل | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب، الصفحة أو الرقم: 2866 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
- ثاني أركان الإسلام وأعظمها بعد الشّهادتين، ومجيء الصّلاة بعد الشّهادتين تأكيدٌ على صحّة هذا الاعتقاد، ودليلٌ على تصديق المسلم لما وقر في قلبه.
- أول ما يُسأل عنه المرء يوم القيامة، فإن صحّت صلاته فاز، وإلا فقد خسر خسراناً مُبيناً، وهي آخر ما يُفقد من الدّين، فإن ضاعت ضاع الدّين، كما أنّ رسول الله -عليه الصّلاة والسلام- والصّحابة اعتبروا ترك الصّلاة كفراً وخروجاً من ملّة الإسلام.
- آخر ما أوصى به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل موته.
- العبادة الوحيدة التي لا تسقط عن المكلّفين مهما تغيّرت أحوالهم، فهي تجب على كلّ مسلمٍ بالغٍ عاقلٍ، ذكراً كان أو أنثى.
- الشعيرة التي اشتركت بها الديانات السابقة، ففي القرآن الكريم أمثلةٌ كثيرةٌ على اهتمام الأنبياء السابقين بشأن الصّلاة، ومن ذلك ما ورد في وصف سيدنا إسماعيل، قال الله -تعالى-: (وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا)، واهتمامهم ببناء المساجد دليلٌ على تعظيمهم لأمر الصّلاة، فقد بنى سيّدنا إبراهيم وابنه إسماعيل -عليهما السلام- الكعبة الشريفة، وبنى سيّدنا سليمان المسجد الأقصى، أما المسجد النبويّ فقد بناه محمّدٌ -صلّى الله عليه وسلّم-.
اقرأ أيضا: أحاديث عن فضل الصلاة
صفة الصلاة
إنّ على المصلّي أن يُطهّرَ نفسه ومكانه، ويتوضّأَ استعداداً لأداء فريضة الصلاة، ثمّ يستقبل القبلة -باتّجاه مكة المكرمة-، ويستحضرُ بقلبه نيّة الصّلاة التي يريدُ أداءها فريضةً كانت أو نافلة، ثمّ يفعل الآتي:
- يكبّر تكبيرة الإحرام رافعاً يديه، ثمّ يضع يده اليُمنى فوق يده اليُسرى، ثمّ يدعو دعاء الاستفتاح.
- يقرأ سورة الفاتحة، وهي ركنٌ لا تصحّ الصّلاة دون قراءتها، قال رسول الله – صلّى الله عليه وسلم-:(لَا صَلَاةَ لِمَن لَمْ يَقْرَأْ بفَاتِحَةِ الكِتَابِ) (( الراوي : عبادة بن الصامت | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 756 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] )) ثمّ يقرأ ما يتيسّر له من القرآن في الركعة الأولى و الثانية فقط، ويكفتي بالركعتين الثالثة والرابعة بقراءة الفاتحة فقط.
- يركع ركوعاً واحداً يطمئنّ فيه، واضعاً كفيّه على ركبتيه، وباسطاً ظهره، يقول فيه: “سبحان ربّي العظيم” ثلاث مرات.
- يعتدل من ركوعه قائلاً: “سمع الله لمن حمده، ربّنا ولك الحمد”، ويسنّ للمصلّي أن يزيد في قوله: “حمداً طيّباً كثيراً مُباركاً فيه”.
- يسجد المصلّي سجدتين مُطمئنّاً بهما، ويكون السجود على أعضائه السبعة، ويردّد “سبحان ربّي الأعلى” ثلاث مراتٍ في كلّ سجدة، ويجلس بين السجدتين ويدعو بالرحمة والمغفرة له ولوالديه، ويسنّ للمسلم أن يُطيل في سجوده وأن يُكثر من الدعاء فيه، فهو موضع استجابة للدعوات.
- يصلّي المسلم الركعة الثانية كما صلّى الركعة الأولى، ثمّ يقرأ التشهّد: (التحياتُ للهِ، والصلواتُ والطيباتُ، السلامُ عليك أيها النبيُّ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه، السلامُ علينا وعلى عبادِ اللهِ الصالحين، أشهدُ أن لا إله إلا اللهُ، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه)، ويُكمل صلاته إن كانت ثلاث أو أربع ركعات.
- يقرأ الصلاة الإبراهيمية بعد التشهّد الأخير، وهي أن يقول: (اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ)، ويسنّ للمسلم أن يدعوَ بعد الصّلاة الإبراهيمية أدعية كما ورد عن الرّسول -عليه السلام- بالعتق من النار والنّجاة من عذاب القبر.
- يُسلّم عن يمينه وشماله عند انتهاء صلاته.
اقرأ أيضا: تعليم الأطفال الصلاة