حكم ترويع المسلم

جاءت الشريعة الإسلامية لتُنظم حياة الناس، وحرصت على أن تضع المنهاج ليحيا كل الناس في سلام وأمان؛ ويسأل الكثير من المسلمين عن حكم ترويع المسلم خصوصاً وأنه واحد من الأحكام الشرعيّة المُهمة التي يجب معرفتها حتى يدرك المسلم مراد الله منه، فيتقرب إليه بالصالحات، ويجتنب المنهيات.

حكم ترويع المسلم

حكم ترويع المسلم

حكم ترويع المسلم وإخافته مُحرم في الإسلام، بل إنه يأخذ حكم الكبائر؛ لوجود العديد من الأدلة التي تنهى عن ذلك مثل حديث: “لا يحلُّ لمسلمٍ أن يُروِّعَ مسلمًا“. [1]

وعند التأمل في هذا الحديث، نجده يُرشدنا إلى أن المسلم أخو المسلم، وله من الحقوق ما يجعل أخوة الدين أشد من أخوة النسب، ومن حقوق الأخوة ألا يصيب المسلم أخاه بالحزن والجزع أو بالخوف والذعر بأي شكل.

وفي هذا الحديث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يحل لمسلم أن يروع مسلما”، أي: يحرم على أي مسلم أن يفزع أو يخوف مسلما مثله، بأي شكل وفي أي حال ولو كان بالمزاح والمداعبة، وبالأحرى فإن تعمد تفزيع المسلمين وإخافتهم تكون أشد حرمة؛ فمن كان مسلما حقا فإنه لا يفعل ذلك.

وسبب هذا الحديث أن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يسيرون معه، أي: يسيرون ليلا، “فنام رجل منهم، فانطلق بعضهم إلى حبل معه فأخذه”، أي: فأخذ الحبل من الرجل النائم مازحا، أو ربط به النائم مازحا معه، ويحتمل أنه ربط بالحبل الرجل النائم، “ففزع”، أي: فزع الرجل الذي كان نائما لما استيقظ من فقده لحبله، أو خاف مما فعل به. فالمستفاد من الحديث النهي عن إخافة المسلمين، ولو بالمزاح.

ومن الأحاديث التي تدل على أن حكم ترويع المسلم ظلم عظيم ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما ذُكر له أخذ رجل نعل فغيّبها وهو يمزحُ: فقال: “لا تُرَوِّعُوا المسلمَ، فإنَّ روْعَةَ المسلمِ ظلمٌ عظيمٌ”. [2]

اقرأ أيضًا: أحاديث عن قتل المسلم

حكم ترويع غير المسلم

حكم ترويع غير المسلم

لا يجوز ترويع غير المسلم؛ لأن الرسول – صلى الله عليه وسلم – حذر من ترهيب المسلمين وغيرهم، ووردت بعض الروايات التي تدل بشكل قاطع على تحريم إرهاب الغير، لأن ديننا الصحيح دين أمن وسلام، وليس دين العنف، ونظراً لأن الإنسان ابن مجتمعه، فعليه أن ينفق ما في طاقته حتى ترفرف راية مجتمعه عالياً، والأمن هو الركن الأول لبناء المجتمعات؛ لأنه إذا فقد الشخص الأمن والأمان؛ فسيفقد حياته بالتبعية.

اقرأ أيضًا: أسئلة دينية متنوعة لزيادة الوعي الديني

أضرار ترويع المسلم

ترويع المسلم

خشيت الشريعة الإسلامية من أن يكون المسلم سبباً في إيذاء المسلم بأي شكل من الأشكال سواء كان لفظياً أو حقيقياً، وحذرت من أن المسلم سيرعب أخيه المسلم بأي شكل من الأشكال، ومما يدل على ذلك حديث: “مَن أشارَ إلى أخِيهِ بحَدِيدَةٍ، فإنَّ المَلائِكَةَ تَلْعَنُهُ، حتَّى يَدَعَهُ، وإنْ كانَ أخاهُ لأَبِيهِ وأُمِّهِ”. [3]

يدل هذا الحديث على أن المسلم مأمور بحسن الخلق مع الناس جميعا ومع إخوانه من المسلمين بصفة خاصة، وقد سد الشرع ذرائع الشيطان ومداخله التي يترصد منها للناس ليفسد بينهم ويوقع الشر فيهم، وفي هذا الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من أشار إلى أخيه بحديدة”، أي: من رفع في وجه أخيه المسلم حديدة أو سلاحا، أو أشار بها إليه ليروعه أو يخوفه ولو كان مازحا، “فإن الملائكة تلعنه”، أي: تدعو عليه بالطرد من رحمة الله، “حتى وإن كان أخاه لأبيه وأمه”، حتى وإن كان المشار إليه بالحديدة أخاه الشقيق من أبيه وأمه، وهذا مبالغة في إيضاح عموم النهي في كل أحد؛ سواء من يتهم فيه ومن لا يتهم.

لم يأتِ النهي عن ترويع الناس من فراغ، ولكن لأن الأزمات من الممكن أن تتفاقم، فالأمر يسبب مضاعفات صحية لبعض المرضى، قد يودي بحياتهم، فعندما يتعرض مرضى القلب وارتفاع ضغط الدم للترويع، فقد تسوء حالتهم الصحية بسبب التعرض للتوتر المفاجىء، والاضطراب بنبضات القلب وارتفاع ضغط الدم، وقد ينتج عن ذلك اختلال بوظائف القلب وقصور فى الشريان التاجى.

وقد تسبب المفاجأة ضعف الشرايين ففى هذه الحالة يزداد نشاط العصب الباراسمبثاوى، ويحدث انخفاض مفاجئ فى ضغط الدم وانخفاض فى ضربات القلب وقد ينتهى الأمر إلى الإصابة بجلطة فى القلب، والتى من أعراضها التعرق والإغماء وخفقان القلب، وغيرها من الأعراض التى تتطلب الرعاية الصحية.

وللخوف تأثيرات على الجميع، خاصة عندما يكون الشخص من مرضى الخوف من الموت، لأنه عندما يتعرض مرضى فوبيا الموت لعنصر مفاجأة سواء باستخدام الألعاب النارية أو الماسكات المخيفة، يشعر المريض بالقلق والتوتر وارتفاع ضغط الدم، والتعرق ومشاكل فى الجهاز الهضمى، إرتفاع ضربات القلب، الشعور بالغثيان والقىء.

اقرأ أيضًا: أحاديث عن ضرر الناس

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

المراجع
  1. الراوي : أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب، الصفحة أو الرقم: 2805 | خلاصة حكم المحدث : صحيح []
  2. الراوي : عامر بن ربيعة | المحدث : السيوطي | المصدر : الجامع الصغير، الصفحة أو الرقم: 9750 | خلاصة حكم المحدث : حسن []
  3. الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2616 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] []

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *