إذا مات بني آدم انقطع عمله إلا من ثلاث ومنها

إذا مات بني آدم انقطع عمله إلا من ثلاث ومنها

by محمود عاطف
إذا مات بني آدم أنقطع عمله إلا من ثلاث ومنها

يجب على المسلم أن يتعرف على معاني الأحاديث النبوية الشريفة، لكي تكون التوجيهات النبوية حاضرة في كل تفاصيل حياته، ومن ضمن هذه الأحاديث الحديث الذي يُوضح أنه إذا مات بني آدم انقطع عمله إلا من ثلاث ومنها أعمال يتجدد له الثواب ببقائها، وذلك حتى يكون المسلم حريصًا على عقد التجارة مع الله تعالى؛ فيفوز برضوانه وإحسانه في الدنيا والآخرة.

إذا مات بني آدم انقطع عمله إلا من ثلاث ومنها

إذا مات بني آدم أنقطع عمله إلا من ثلاث ومنها

إذا مات العبد وانتقل إلى الآخرة، انقطعت جميع أعماله إلا من ثلاث أمور: الصدقة الجارية التي يعود ثوابها عليه في قبره، والعلم الذي ينتفع به بعد مماته، والولد الصالح الذي يدعو لأبيه، وهذا ما دل عليه حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال:” إِذَا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ”. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 1631 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))

اقرأ أيضا: اغتنم خمسا قبل خمس

شرح حديث إذا مات بني آدم انقطع عمله إلا من ثلاث

شرح حديث إذا مات بني آدم أنقطع عمله إلا من ثلاث

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا مات الإنسان انقطع عمله)، وبهذا يدرك الإنسان شرف الوقت، وأنه ينبغي ألا يُضيَّع، وألا يُصرَف إلا في الخير؛ لأنه حينئذٍ سوف يحال بينه وبين الأعمال الصالحة، والمقصود أن فترة بقائك في الحياة الدنيا – يا عبد الله – أنها فترة ينبغي أن تكون مُسخرة للأعمال الصالحة؛ لأنك إذا حضر أجلك انقطع عملك، وطُويت صحائفك، وحينئذٍ يكون الجزاء بعدها، وحينئذٍ أيضًا في تلك اللحظات – لحظات حضور ملك الموت – تحضر الأُمنيات على نحو ما أخبر الله ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ﴾. (( المؤمنون: 99، 100 ))

يُخبرنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الحديث أن ثمت أعمالًا هي على خارج هذا السنن والقانون، وهو أنه يستمر ثوابها، تأملوا: طويت الصحائف بموت الإنسان، لكن تبقى الملائكة تكتب استثناءً أعمالًا محددة، والسبب في هذا والجامع في هذه الأعمال أنها امتدادٌ للعمل الصالح الذي ابتدأه الإنسان إبَّان حياته، والله جل وعلا لا يضيع عمل عامل، ﴿ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى ﴾ (( آل عمران: 195 )) والله جل وعلا هو القائل: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ﴾. (( البقرة: 143] ))

إنّ المؤمن الذي خطَّط وفكَّر وتأمَّل، وأراد الأعمال الدائمة، يقبل الله صفقته هذه وتجارته، ويُبقي له هذا العمل يُكتب طالَما بَقِي هذا العمل واستمر، وهذا من فضل الله ومن رحمته، ومن عدله وإحسانه، ولذلك كان خير العباد الذين إذا ماتوا لم تَزَل حسناتهم تَتْرَى، وتتتابع وهم في قبورهم، فالمتاجر حق المتاجرة مَن يحرص أن يُبقي أعمالًا صالحة مستمرة له بعد موته، وهنا نبَّه النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى أصول هذه الأعمال:

الصدقة الجارية

الصدقة الجارية

المقصود بالصدقة الجارية أن يبقي الإنسان أصلًا وأن يُثبته، وأن تكون منفعته حاضرة مستمرة يتناولها الناس، وهذا ما يعبر عنه بعض العلماء بالوقف، فإن الوقف هو تحبيس الأصل وتسبيل المنفعة، والمعنى أن الإنسان يُبقي شيئًا يستمر أثره في الناس بالخير بالإحسان إليهم في أمور دنياهم ومعاشهم، أو أمور تعبُّدهم وطاعتهم، ومن مجالات الصدقات الجارية:

  • تقديم الطعام للمحتاجين.
  • بناء بيوت الله.
  • توزيع كتاب الله؛ القرآن الكريم.
  • بذل المال في سبيل نَشر العلم.
  • حفر الآبار، وسقي الماء في أماكن مرور الناس ليشربوا منها.
  • إنشاء الطُّرق.
  • تشييد المكتبات التي ينتفع بها الناس.
  • تشييد السجون التي يُعاقب فيها الظالمون والمجرمون.
  • تشييد المدارس والمستشفيات.
  • وَقف البيوت في مكة المكرمة لنزول الحجاج.
  • إنشاء الفنادق التي تُخصَّص لنزول من انقطعت بهم السُّبل أثناء سفرهم، أو من لا يجدون مالاً لاستئجار المَسكن، مثل: اليتامى، والأرامل.
  • إنشاء المطاعم الشعبية التي تُوزّع الطعام على الفقراء، والمُحتاجين.
  • وقف الأرض لتكون مقبرة يُدفَن فيها موتى المسلمين، وتجهيز وسائل التكفين، وأماكن غسل الموتى.
  • إنشاء المُؤسسات التي تهتمّ بتزويج الشباب المسلم الذي لا يجد مؤونة النكاح.
  • رعاية الأمهات المُرضِعات، وتزويدهنّ بما يحتاجه أطفالهنّ من موادّ، كالحليب، والسكّر.
  • رعاية الحيوانات المريضة، والضعيفة.

اقرأ أيضا: الصدقة الجارية

العلم النافع

العلم النافع هو العلم الذي ينفع صاحبه في الدنيا والأخرة، فيدخل فيه علم الشريعة والعلوم التي يحتاجها الناس في أمور حياتهم ومعاشهم، فإن الإنسان الذي يُبقي من العلوم الحياتية المعاشية ما ينتفعون به في الطب والتجارة والصناعة والعمارة وغيرها، فإنه إذا علَّمها محتسبًا الإحسان إلى الناس، فإنه يكتب له من الأجر في ذلك بأمر الله وفضله وإحسانه، أما العلم الذي يكون نتاجه مجرد شهادة مُعلّقة على الحائط، ولا يعمل بها صاحبها أو يستفاد من ما تعلم فهو علم غير نافع.

يهدف العلم النافع إلى التقرب من الله عز وجل، فكلما زادت معرفة الإنسان وعلمه، فسوف يزيد قربه من الله خالق هذا الكون ومسيره.

اقرأ أيضا: حديث عن العلم

الولد الصالح

الولد من كسب الإنسان وهو سببٌ، والإنسان سببٌ في وجود هذا الولد ذكرًا كان أو أنثى، فإذا علمه ورباه، فإنه يحصل له من الأجر أنه يناله من دعاء هذا الولد حتى ولو بعد موته، ومن فضل الله أنه يجمع الأولاد بآبائهم وأمهاتهم يوم القيامة في المنزلة الأعلى في الجنة، فلو أن أحدًا من الأولاد أو الآباء، كان في منزلة أقل، فإن الله تعالى يتبع بعضهم بعضًا إلى الدرجة الأعلى فضلًا منه وإحسانًا.

اقرأ أيضا: شاب نشأ في طاعة الله

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

You may also like

Leave a Comment