توفي عمر بن أبي سلمة المخزومي سنة
إن لأصحاب النبي عليه الصلاة والسلام مكانة عظيمة في قلوب المسلمين، فهم أفضل البشر بعد الأنبياء والمرسلين، حيث إن حب الصحابة رضي الله عنهم من حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولذلك فإن حبهم جزء لا يتجزأ من عقيدة أهل السنة والجماعة، وقد أخبر الرسول الصادق -عليه الصلاة والسلام- بأنهم خير القرون؛ لذلك يجب على كل مسلم التعرف على سيرتهم وتفاصيل حياتهم، ومن الأسئلة التي يسألها البعض: توفي عمر بن أبي سلمة المخزومي سنة ؟ وما هي سيرته ؟
توفي عمر بن أبي سلمة المخزومي سنة
توفي عمر بن أبي سلمة المخزومي سنة 83 من الهجرة في خلافةِ عبد الملك بن مروان وذلك في المدينة المنورة، وكان عمره وقتها خمسة وثمانين عامًا.
اقرأ أيضا: الصحابي الجليل الذي أشار إلى النبي بحفر الخندق
نسب عمر بن أبي سلمة المخزومي
هو عمر بن أبي سلمة بن عبد الأسود بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشيّ المخزوميّ، يُكْنَى أبا حفص، ولد بالحبشة في السنة الثانية قبل الهجرة، وأخطأ ابن عبد البر وقال في 2 من الهجرة، وكان النبي عمه من الرضاع، حيث أن النبي وأبو سلمة أخوة من الرضاعة، كان عمر أصغر سنًّا من أخيه سلمة بن أبي سلمة، مات أبوه سنة 3 من الهجرة، تزوج وقد احتلم وكبر في حياة النبي، شارك هو وعبد الله بن الزبير في حفر الخندق في أطُم حسان بن ثابت.
اقرأ أيضا: اول من لقب بأمير المؤمنين
سيرة عمر بن أبي سلمة المخزومي
حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تربية عمر بن أبي سلمة وتهذيبه، يروى عُمر: “كُنْتُ غُلَامًا في حَجْرِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ في الصَّحْفَةِ، فَقالَ لي رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا غُلَامُ، سَمِّ اللَّهَ، وكُلْ بيَمِينِكَ، وكُلْ ممَّا يَلِيكَ فَما زَالَتْ تِلكَ طِعْمَتي بَعْدُ”. (( الراوي : عمر بن أبي سلمة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 5376 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
اختار النبي صلى الله عليه وسلم عمر بن أبي سلمة وهو غلام صغير السن إماماً على قومه، وقد كان أصغرهم سناً، ولكنه أكثرهم قرآناً، يقول: كان الركبان، يمرون بنا راجعين من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأدنو منهم فأسمع، حتى حفظت قرآناً، وكان الناس ينتظرون بإسلامهم فتح مكة، فلما فُتحت جعل الرجل يأتيه، فيقول: يا رسول الله، أنا وافد بني فلان، وجئتك بإسلامهم، فانطلق أبي بإسلام قومه فرجع إليهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “قدموا أكثركم قرآناً، فنظروا، فما وجدوا فيهم أحداً أكثر قرآنا مني، فقدموني وأنا غلام، فصليت بهم”. (( الراوي : عمر بن أبي سلمة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح النسائي، الصفحة أو الرقم: 635 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
رغم صغر سنه، حرص عمر بن أبي سلمة على ملازمة النبي صلى الله عليه وسلم، ورواية الأحاديث عنه، ومراقبة أحواله، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في بيت أم سلمة في ثوب واحد متوشحاً به، واضعا طرفيه على عاتقه، وروى عن النبي صلّى الله عليه وسلم أحاديث في الصحيحين وغيرهما، وعن أبيه.
روى عنه ابنه محمد، وسعيد بن المسيّب، وعروة، وأبو أمامة بن سهل، ووهب بن كيسان، وغيرهم، ومن حديثه ما رواه عمرو بن الحارث، عن عبد ربه بن سعيد، عن عبد الله بن كعب الحميري، عن عمر بن أبي سلمة؛ قال: سألْتُ النبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم عن قُبْلةِ الصائم، قال: “سَلْ هَذِهِ لأمِّ سَلَمَةَ”. فقلت: “غَفَرَ الله لَكَ”. قَالَ: “إِنِّي أخْشَاكُم لله وأتْقَاكُمْ”.
في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه فرض الفاروق لابنه عبد الله بن عمر في ثلاثة آلاف، ولعمر بن أبي سلمة في أربعة آلاف، فكلمه عبدالله بن عمر في ذلك، فقال عمر: هات أَمًا مثل أم سلمة.
وفي خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، بعث علي بن أبي طالب إلى أم سلمة، أن تخرج معه إلى البصرة فأبت، وقالت: “أبعث معك أحب الناس إليّ”، فبعثت معه عمر بن أبي سلمة، فشهد مع علي موقعة الجمل، ولاه علي بن أبي طالب على ولاية البحرين، حيث خرج مع علي من المدينة أثناء سفره إلى العراق، ثم بعثه علي واليًا على البحرين، لفترة من الوقت، ثم استدعاه علي لمصاحبته في العراق بعد ذلك، كما استعمله على فارس.
اقرأ أيضا: من هو الصحابي الذي دعا له النبي بكثرة المال والولد