من هو ابن السبيل

شرع الله التكافل بين عباده رحمةً بهم، وتُعدّ الزكاة من أبرز مظاهر التكافل في الإسلام، وقد ورد في القرآن الكريم عدة مصارف للزكاة، ومن هذه المصارف ابن السبيل؛ لذلك يجب على كل مسلم ومسلمة التعرف على من هو ابن السبيل وما هي الأحكام المتعلقة به.

من هو ابن السبيل

من هو ابن السبيل

يُقصد بابن السبيل أنّه المسافر التارك لبلده المجتاز بلادٍ أخرى، وليس معه فيها ما يُعينه على سدّ حاجاته، فيُشرع إعطاؤه من مال الزكاة ما يكفيه لإيصاله إلى بلده وقضاء حاجته، وذلك مراعاةً لحالة الفقر التي طرأت عليها عارضًا أثناء سفره.

وقد أوجب الإسلام بحديثٍ عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- إكرام ابن السبيل في ليلةٍ يقضيها عند مضيفه، حيث قال فيه: (ليلةُ الضَّيْفِ حقٌّ على كلِّ مُسلِمٍ، فمَنْ أصْبَحَ الضيْفُ بِفنائِهِ، فهو لهُ عليه ديْنٌ، إنْ شاءَ اقْتَضَى، وإنْ شاءَ تَرَكَ). (( الراوي : المقدام بن معدي كرب | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع، الصفحة أو الرقم: 5470 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

اقرأ أيضًا: أحاديث عن الزكاة

هل يعطى سهم ابن السبيل لمن سافر في معصية

لا يُعطَى مِنَ الزَّكاةِ لِمَن انقطَعَ في سفَرِ المعصيةِ ما لم يتُبْ؛ نصَّ على هذا الجُمهورُ: المالكيَّة (( شرح الزرقاني على مختصر خليل، 2/ 319 )) والشافعيَّة (( المجموع للنووي، 6/214 )) والحَنابِلَة (( ((كشاف القناع للبهوتي، 2/284 )) والدليل على عدَمِ إعطائِه من الزَّكاة في سفرِ المَعصيةِ: قول اللهُ تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} وفي صَرفِ الزَّكاةِ إليه إعانةً على المَعصيةِ، بينما إذا تاب، فيجوز إعطائه مِن سهْم ابنِ السَّبيلِ لأنَّ التَّوبةَ تَجُبُّ ما قبلها، وربَّما كان رجوعُه إلى بَلَدِه تركًا للمَعصيةِ، وإقلاعًا عنها، كالعاقِّ يريدُ الرُّجوعَ إلى أبوَيه، والفارِّ مِن غَريمِه أو امرأتِه يُريدُ الرُّجوعَ إليهم

اقرأ أيضًا: ما هو مفهوم الزكاة

حكم الزكاة

الزكاة فريضةٌ عظيمة من فرائض الإسلام، وهي الركن الثالث من أركانه، فهي آكدُ الأركان عقب الشهادتين والصلاة، وقد تَظاهرتْ على وجوبها دلائلُ الكتاب والسُّنة والإجماع؛ ذكر تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}، وثبتَ في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما أنَّ النبي – صلى الله عليه وسلم – ذكر: (بُني الإسلام على خمس: درَجة أنْ لا إله إلا الله وأنَّ محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان). (( الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 8 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))

وأجمع المسلمون على رُكنيَّتها وفرضيَّتها، وصار أمرًا مقطوعًا به، معلومًا من الدِّين بالضرورة؛ حيث يُستغنَى عن الاحتجاج له، فمَن أنْكَر وجوبها مع عِلْمه بها، فهو كافر خارجٌ عن الإسلام، ومَن اعترفَّ بها ولكنْ بَخِل بها أو انتقصَ منها، فهو من الظالمين المستحقِّين للعقوبة والنَّكال بما يردعه ويزجر غيره عن البُخْل بها، وتُؤخذ منه قَهْرًا ولو بالمقاتَلة، وقد أكثَرَ تعالى من ذِكْر الزكاة في كتابه، وقَرَنها بالصلاة في حين لا ينخفضُّ عن ثمانين موضعًا، وكفَى بذلك تحذيرًا على عِظَم شأنها من الدِّين، وتأكيد اتِّصالها بالصلاة.

اقرأ أيضًا: هل تعلم عن الزكاة

مصارف الزكاة

فُتح باب منح الزكاة لعددٍ من الحالات، سُمّيت مصارف الزكاة، وهي:

  • الفقراء والمساكين: فهنالك مجموعاتٌ من الناس يندرجون تحت فئة الفقير والمسكين، فالفقير هو من لا يكتشفُ شيئًا، أو لا يكتشف كفايته أقلّ من نصفها، وأمّا المسكين فهو من يكتشفُ أزيد من نصف حاجته؛ لذلك شرع الله-تعالى- به في الآية بداعي أنّه أشدّ حاجة من المسكين.
  • العاملون على الزكاة: وهم كل من يعملون ويشتغلون في الزّكاة، ما إذًا حصّلها ،أو راعاها، أو كاتبها، أوغير هذا، فيعطون  أجرةٌ لأعمالهم فيها.
  • المؤلفة قلوبهم:  والمؤلّف قلبه هو من دخل إلى الإسلام، من غير أن يُؤكَد الإسلام في قلبه ونفسه، فكان إيمانه ضعيفًا وهشًا، وقيل هم مالكي قوة ومؤثرون في قومهم، فيُعطوا من المال حتى لاستمالتهم وتثبيتهم على الدّين.
  • الرّقاب: هم العبيد الذين كانت رِقابهم تحت ملوكٍ اشتروهم، فيحصلون على الزّكاة لفكّ رقابهم.
  • ابن السبيل
  • الغارمين: الغارم هو الشّخص الذي عليه دينٌ ولا يتمكن من أن يُؤدّيه، فهذا يُعطى من الزّكاة حتى يسدَّ ديَنه.
  • المجاهد في سبيل اللّه: فيُعطى المجاهدون في سبيل الله حتى يعينوهم على القتال، بتوفير السّلاح، والمونة لهم ولعيالهم.

اقرأ أيضًا: الاثار السيئة التي تحصل من منع الزكاة

الأموال التي تجب فيها الزكاة

المال هو كلّ ما يملكه الإنسان من متاعٍ يرغب باقتنائه، فالأموال التي تجب فيها الزّكاة، هي:

  • الذّهب والفضّة: حيث ذكر الله تعالى:{وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}.
  • الزروع والثمار: وقد أفاد الله -تعالى- في كتابه حيث ذكر: {كلُوا مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ}.
  • عروض التّجارة: وهي أي مبالغ ماليةٍ جاهزة للتّجارة والكسب.
  • الأنعام: وهي الإبل والبقر والغنم.

اقرأ أيضًا: ما هو الخمس

الحكمة من الزكاة

شرع الله -تعالى- الزكاة لحكمٍ عديدةٍ، يُذكر منها:

  • إتمام إسلام العبد المؤدّي للزكاة، فهي من أركان الإسلام الخمسة.
  • إطفاء حرارة الفقر وشدّته عند الفقير، فلا يكون في نفسه حقدٌ ولا حسدٌ على الغنيّ المتمتّع بماله وحده.
  • جعْل المجتمع كأنّه أسرةٌ واحدةٌ متآلفةٌ متعاونةٌ، يعطف فيها صاحب القدرة على الفقير المحتاج.
  • جعْل الزكاة معيارًا للإيمان في القلب، ذلك أنّ المال من مرغوبات النفس ومحبوباتها، فكان منحها وبذلها في سبيل الله دليلاً على إيمانٍ وقَر في القلب.

اقرأ أيضًا: من هم الثمانية الذين يستحقون الزكاة ؟

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *