ما حكم التسمية باسم عبد الرسول وعبد الكعبة

يسأل الكثير من الناس ” ما حكم التسمية باسم عبد الرسول وعبد الكعبة ” خصوصًا وأن هذا الحكم من أهم الأحكام التي ينبغي على المسلم معرفتها؛ لأنها قد تصل به إلى الشرك بالله إضافةً إلى ضرورة التعرف على سنن تسمية المولود.

ما حكم التسمية باسم عبد الرسول وعبد الكعبة

ما حكم التسمية باسم عبد الرسول وعبد الكعبة

يرى الكثير من العلماء أنه لا يجوز أن يسمي المسلم أبناءه بأسماء تعبد غير الله تعالى كاسم عبد الرسول أو عبد الكعبة، وقد جاء في قول الإمام المعروف أبو محمد بن حرن أنه قال في ذلك: كل اسم معبد لغير الله كعبد عمرو وعبد الكعبة وما أشبه ذلك محرم، حاشا عبد المطلب”، كما أنه لا يجوز التسمية بعبد النبي أو عبد علي أو عبد الحسن أو عبد الحسين، فكلها أسماء محرمة شرعا، أما اسم عبد المحسن فلا سيء فيه لأن اسم المحسن من أسماء الله عز وجل، وأحب الأسماء إلى الله هي عبد الله وعبد الرحمن.

بينما قالت دار الإفتاء المصرية، أنه يجوز التسمية بعبد الرسول وعبد النبى، لما دل عليه الكتاب والسنة، وجرى عليه العمل سلفا وخلفا، ولا بد من الانتباه إلى أن هناك فارقا فى الوضع والاستعمال بين العبادة التى لا يجوز صرفها إلا لله تعالى، وبين العبودية التى لها فى اللغة معان متعددة.

واعتمدت دار الإفتاء فى فتواها، بأن اسم عبد الرسول أو عبد النبى يعنى الطاعة والموالاة للرسول صلى الله عليه، وليس المقصد منه التعبد له، ولا يعنى الشرك بالله عز وجل، فيما انتقد دعاة سلفيون هذه الفتوى، مؤكدين أنها غير صحيحة، حيث جاء فى نص فتوى الدار بأن كلمة “عبد” منها: الطاعة، والخدمة، والرق، والولاء، وهذه تسمى عبودية أو عبدية ولا تسمى عبادة؛ فإذا أضيفت كلمة “عبد” إلى الله تعالى كان معناها غاية التذلل والخضوع، كعبد الله وعبد الرحمن، وإذا أضيفت إلى غيره أمكن حملها على معنى: رقيق فلان أو خادمه أو مولاه أو مطيعه، وذلك تبعا للسياق والقرينة التى تحدد المعنى اللغوى، وهذا هو ما نص عليه أئمة اللغة وأهلها كما فى معجم مقاييس اللغة” لابن فارس.

ورد استعمال العبودية وإضافتها إلى المخلوق بالمعنى الأخير فى نص الكتاب الكريم، وفى السنة النبوية المطهرة، وفى استعمال العرب والصحابة وأهل العلم من بعدهم فمن الكتاب الكريم: قوله تعالى: ﴿وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم﴾

ومن السنة النبوية الشريفة: ما رواه الشيخان وغيرهما من حديث البراء بن عازب -رضى الله عنه- عن النبى -صلى الله عليه وآله وسلم- أنه قال يوم حنين: “أنا النبى لا كذب، أنا ابن عبد المطلب” (( الراوي : البراء بن عازب | المحدث : الألباني | المصدر : مختصر الشمائل، الصفحة أو الرقم: 209 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

ولا ينطق صلى الله عليه وآله وسلم إلا حقا، ولو كان فى هذا الاسم إشارة إلى شىء من المحظور أو الشرك لاستبدل به غيره، خاصة وأنه فى مقام قتال الشرك وأهله؛ فيقول: أنا ابن شيبة، أو ابن أبى الحارث، أو أنا رسول الله، أو نحو ذلك، والسكوت فى معرض الحاجة إلى البيان بيان.

اقرأ أيضًا: أحاديث عن الكعبة

سنن تسمية المولود

سنن تسمية المولود

يرى المالكية أن تسمية المولود تكون في اليوم السابع، فيعق الوالد عنه ويسميه، فإن لم يملك المال للعقيقة يسميه متى شاء، ويرى الشافعية أن التسمية في اليوم السابع على الاستحباب، ولا بأس أن يسمى المولود قبله، وأما الحنابلة فلهم في وقت التسمية رأيان؛ فأما الرأي الأول أن يسمى المولود في اليوم السابع، والرأي الثاني أن يسمى يوم ولادته؛ وذلك لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- حينما ولد له إبراهيم سماه يوم ولادته، وفي الحديث أيضا الذي رواه سمرة عن النبي – صلى الله عليه وسلم-: (كل غلام رهينة بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ويحلق ويسمى). (( الراوي : سمرة بن جندب | المحدث : أبو داود | المصدر : سنن أبي داود، الصفحة أو الرقم: 2838 | خلاصة حكم المحدث : سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح] ))

ويسن أن يسمى المولود بأحب الأسماء إلى الله -تعالى-؛ مثل عبد الله وعبد الرحمن، وما شابههما مما يضاف إلى أسماء الله -تعالى-، وأقبح الأسماء حرب ومرة، فيكره التسمي بها، ويسن التسمي باسم رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم-، ويقاس عليه أسماء الأنبياء -عليهم السلام-، وتكره الأسماء القبيحة؛ كشيطان، وكليب، وظالم، وشهاب، وحمار، وحث النبي على عد تسمية المولود بأفلح ونجيح، ولا يسار ولا رباح، فقد يتشاءم من نفيه عادة، لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تسمين غلامك يسارا ولا رباحا ولا نجيحا ولا أفلح، فإنك تقول: أثم هو؟ فيقول: لا). (( الراوي : سمرة بن جندب | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود، الصفحة أو الرقم: 4958 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

وقد غير النبي -صلى الله عليه وسلم- اسم عاصية إلى جميلة، وبرة إلى زينب، فيسن تغيير الأسماء غير الحسنة، ولا يجوز أن يسمى المولود بعبد الكعبة أو عبد النبي ونحوه، أو ملك الملوك أو شاهان -أي ملك الأملاك-، ويجوز التسمية بأكثر من اسم، والاقتصار على اسم واحد أولى؛ لأن ذلك فعل النبي -صلى الله عليه وسلم-.

اقرأ أيضًا: عبارات التهنئة عند المولود الجديد

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3
مصدر 4
مصدر 5

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *