في اي سنة شرع شهر رمضان المبارك

هناك عدة أسئلة تتعلَّق بالأحكام الإسلامية وبالفترة التي فُرض فيها ركن رئيس من الأركان الخمسة التي قام عليها الدين الإسلامي وهو الصيام، ومن هذه الأسئلة في اي سنة شرع شهر رمضان المبارك وهو سؤال يُجاب عنه من السيرة النبوية العطرة ومن تاريخ عهد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم.

في اي سنة شرع شهر رمضان المبارك

في اي سنة شرع شهر رمضان المبارك

فُرِضَ صيام شهر رمضان في شهر شعبان من السنة الثانية للهجرة وهو ما يوافق سنة 624 وفقًا للتقويم الميلادي، وذلك بعد تحويل القِبلة إلى الكعبة المُشرَّفة بشهرٍ تقريباً، وقِيل إنّ فَرْض الصيام كان لليلتين من شهر شعبان من السنة الثانية، وبذلك وجب صيام شهر رمضان المبارك على كلّ مسلمٍ امتلك القدرة عليه، وكان بالغاً، عاقلاً، مُقيماً، خالياً من أيّ مانعٍ من موانع الصوم، وقد ثبت ذلك الوجوب في القرآن الكريم، والسنّة النبويّة، وإجماع العلماء، وبيان تلك الأدلّة فيما يأتي:

اقرأ أيضًا: دعاء رؤية هلال رمضان

مراحل فرض صيام شهر رمضان المبارك

اختصّت الشريعة الإسلاميّة بعدّة مبادئ، منها: التدرُّج في إقرار الأحكام؛ رعايةً للظروف، وطبيعة النفوس، وما جُبِلت عليه من عاداتٍ ومبادئ، ويستند مبدأ التدرُّج إلى تشريع الأحكام الشرعيّة التي تتناسب مع طبيعة الظروف، والأشخاص، والنفوس، مع الحرص على رفع الحرج، وعدم إلحاق أيّ بأسٍ أو ضررٍ، ثمّ إقرار الأحكام التي لا تتغيّر ولا تتبدّل بتغيُّر المكان أو الزمان، ومن الأحكام التي تدرّج إقرارها الصيام،

وفيما يأتي بيان كلّ مرحلةٍ من المراحل التي مرّ فيها:

المرحلة الأولى

فُرِض صيام العاشر من شهر مُحرّم؛ وهو يوم عاشوراء، في المرحلة الأولى من الصيام، وكانت قريش تصومه في الجاهليّة، كما كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يصومه في مكّة قبل الهجرة، وبعد الهجرة إلى المدينة المُنوّرة صامه أيضاً، وأمر المسلمين بصيامه، ثمّ خيَّرهم بين صيامه وإفطاره حين فُرِض صيام رمضان.

أخرج الإمام البخاريّ في صحيحه عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (مَن شَاءَ صَامَهُ، ومَن شَاءَ تَرَكَهُ) (( الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 2002 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] )) وفُرِض صيام عاشوراء في السنة الأولى من الهجرة، ثمّ نُسِخ فَرضه بِفْرض صيام رمضان في السنة الثانية.

المرحلة الثانية

نسخ الله -تعالى- وجوب صيام يوم عاشوراء بفرضيّة صيام رمضان على التخيير بين أداء الفِدية والصيام، كما ورد في قوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ*أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ).

المرحلة الثالثة

نُسِخت المرحلة الثانية من صيام شهر رمضان بفَرْضه على كلّ مسلمٍ دون تخييرٍ، ونُسِخت الآيات السابقة بقول الله -تعالى-: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّـهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّـهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)، وعلى ذلك استقرّ الصيام؛ بالامتناع عن أيّ مُفطِرٍ من المُفطِرات، منذ طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس، وطيلة شهر رمضان.

اقرأ أيضًا: خطبة استقبال شهر رمضان 

كم رمضان صام الرسول

لقد فُرض الصيام على المسلمين في السنة الثانية للهجرة، وقد توفي رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في السنة الحادية عشرة للهجرة، أي أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- صام تسع رمضانات في تسع سنوات عاشها بعد فرض الصيام على المسلمين، قال الإمام النووي -رحمه الله- في هذه المسألة: “صام رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- رمضان تسع سنين، لأنَّه فرض في شعبان في السنة الثانية من الهجرة وتوفي النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- في شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة من الهجرة”، والله تعالى أعلم.

اقرأ أيضًا: أسئلة دينية متنوعة لزيادة الوعي الديني

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3
مصدر 4
مصدر 5
مصدر 6
مصدر 7

Exit mobile version