وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: القطرة الأنفية إذا استخدمها الصائم ووصلت إلى المعدة، فإنها تفطره، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حديث لقيط بن صبرة: “بالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً”، مما يعني أنه لا يجوز للصائم أن يقطر في أنفه ما يدخل في جوفه ووصولًا إلى معدته، وأما ما لا يصل إلى ذلك من قطرة الأنف، فإنها لا تفطر، ويستطيع الصائم أن يميز ذلك باستطعام السائل أو الرذاذ.
اقرأ أيضًا: هل الدخان يفطر
حكم استعمال بخاخ الأنف وقت الصيام
إن الذي عليه جمهور الفقهاء أن التقطير بواسطة البخاخ في الأنف في نهار رمضان فإنه مفطر، كما أن استخدام البخاخات لعلاج الأذن أيضًا من المفطرات، وعلى ذلك على الصائم أن يجتنب استعمال القطرات الموصلة إلى الجوف ثم المعدة في نهار رمضان بناء على القول بفساد الصيام بكل ما يصل إلى الجوف من أي منفذ.
ولهذا لا بد للعبد أن يؤخر استعمال هذه العلاجات خلال النهار إن لم يترتب على تأخيرها إلى الليل ضرر كمرض جديد أو زيادة المرض القديم أو تأخر برء، وإلا جاز استعمالها استثناءًا في نهار رمضان ويكون مفطرا بسبب المرض مما يعني عليه قضاء هذا اليوم بعد الانتهاء من الشهر الفضيل، وقد ورد في المذهب الشافعي وفي أغلب كتبهم: والتقطير في باطن الأذن مفطر.
اقرأ أيضًا: هل تحليل الدم يفطر
حكم استعمال بخاخ الأنف للزكام
بخاخ الأنف يفطر الصيام لأنه يصل إلى آخر منافذ الأنف والتجويف، قال صلى الله عليه وسلم: “بالغوا في الاستنشاق إلا وأنتم صائمون”، بمعنى آخر: إذا صمت فلا تفرط فيه خوفًا، فالصوم بخلاف ما يصل إلى الجوف من غير فتحة مثل العين لا يفطر على القول الراجح، على عكس فقهاء المالكية؛ فعندهم يفطر.
اقرأ أيضًا: هل البلغم يفطر
حكم صيام من استعمل قطر الأنف ووجد طعمها في حلقه
من أخذ القطرة حتى وصلت إلى حلقه فعليه أن يقضي هذا اليوم، لأن كثيرًا من أهل العلم يرون أن صومه يبطل بهذا، وإذا وصل الطعم إلى حلقه، فالأولى والأسلم له أن يقضي وذلك في خلاف بين العلماء، والأحوط أن يؤجل الصائم المواد العلاجية بواسطة الأنف أو الأذن حتى الليل إذا أمكن تأجيل ذلك فهو أفضل وأحذر، وإذا استعمله نهارا لحاجة شديدة فلا حرج فيه، وأما إذا وصل الطعم إلى الحلق فذلك يفطر ووجب القضاء وإلا فلا.
اقرأ أيضًا: أين تقع الجيوب الأنفية
هل غسول الأنف يفطر
إذا كان هذا الغسول لا يتعدى الخياشيم، وكان ضروريًا عند انسداد الأنف واستحالة التنفس، فيجوز استعماله عند الحاجة؛ لأن الأنف عبارة عن مخرج محسوس يصل إلى الأمعاء والمعدة، ويمكن إطعامه بالطعام أو الشراب من خلال الممر الأنفي، لذلك من وضع شيئاً في أنفه أفطر، حيث يكون قد وصل إلى حلقه، وشعر بطعمه.