الربو مرض رئويّ مُزمن يُسبّب تضيقًا والتهابًا في الشُّعَب الهوائيّة، وعادة ما تُصاحبه زيادة في إفراز المُخاط، ممّا يجعل التنفُّس صعباً، ليُحفّز بذلك السُّعال، والصفير، وضيق النفس، ويسأل الكثير من المسلمين هل بخاخ الربو يفطر في حال استخدامه في شهر رمضان أم لا؟
هل بخاخ الربو يفطر
تُعد مسألة هل بخاخ الربو يفطر في رمضان أم لا من المسائل التي يكثر التساؤل عنها، وقد بيّن الفقهاء الحكم الشرعي لاستعمال بخاخ الربو في رمضان وقاموا من خلال النظر في هذه المسألة من الناحية الطبية بتكييفها فقهيًّا على ثلاثة صور:
- اتفق أصحاب المذاهب الفقهية الأربعة؛ الحنفية والشافعية والمالكية والحنابلة على أنّ الصائم إذا استخدمها في نهار رمضان يفسد صيامه بها ويبطل، وهي: مسألة دخول بخاخ الربو في عموم الأكل أو الشرب؛ أيّ يتم تناوله من طريق الفم لاحتوائه على مواد دوائية وعلاجية.
- أما المسألة الثانية وهي: المتبقي من الماء بعد المضمضة في حال الصيام، وهذه المسألة اتفق أصحاب المذاهب الفقهية على أنها لا تفطّر الصائم ولا تُبطل صيامه، بل هي من الأمور المعفو عنها، وفي هذه المسألة يدخل ما تبقى من بخاخ الربو في الفم.
- بينما المسألة الثالثة فللفقهاء فيها قولان؛ قولٌ بجواز استعمال بخاخ الربو في رمضان قياسًا عليها، وآخرون يقولون بعدم استعماله بناءً عليها أيضًا، وهذه المسألة هي: استنشاق بخار الأطعمة والبخور والتداوي به، وفيما يأتي بيانٌ لأقوال العلماء فيها:
المانعون
ذهب كلّ من فقهاء الحنفية والمالكية والحنابلة، إلى أنّ استعمال بخاخ الربو في رمضان يُفطر الصائم ويفسد صيامه باستعماله، أما دليلهم على قولهم فهو دخول مسألة استعمال بخاخ الربو في مسألة استنشاق بخار الأطعمة والبخور والتداوي بها، ولأنّ الدواء في هذه البخاخات الهدف منه أن يصل إلى الرئتين اللتين هما من الجوف، فالصائم إذا كان يستعمل هذه البخاخات في بعض الايام دون بعض عليه أن يُمسك بقية اليوم الذي استعمله فيه، ويقضي هذا اليوم فيما بعد، أما إذا كان يستعمله يوميًا، فإنه يُمسك بقية يومه ، ويُطعم عن كل يوم مسكينًا، ولا قضاء عليه.
المجيزون
ذهب فقهاء الشافعية إلى أنّ استعمال بخاخ الربو في رمضان لا يُفطر الصائم ولا يفسُد صيامه باستعماله، أما دليلهم على ذلك؛ لدخوله تحت مسألة استنشاق بخار الأطعمة و البخور والتداوي فهي عندهم لا تُفطر الصائم، ولأنّ بخاخ الربو لا يتعلق بالتغذية إنما يتعلق بالقصبات الهوائية ومهمته فتح المسام فقط.
ومن الأدلة التي استندوا عليها أيضًا؛ أنّ الرذاذ الخارج من بخاخ الربو عبارة عن هواء، مهمته توسيع شرايين الرئتين وشعبها الهوائية، وهو لا يصل إلى المعدة كالأكل والشرب، ولأنّه إن كان دخل شيء من هذا البخاخ ووصل إلى المعدة فهو كمية قليلة جدًا، بل ووصوله إلى المعدة أمر مشكوك فيه وليس قطعيًا، فالأصل صحة الصيام واليقين لا يزول بالشك.
ومن جهة أخرى يُقاس بخاخ الربو على ما يتبقى من المضمضة عند الوضوء في نهار رمضان، ويدخل إلى المعدة، وعلى استعمال السواك في نهار رمضان مع أنه يحتوي على مواد كيميائية تنحل باللعاب وتدخل إلى البلعوم، ومع هذا هو لا يٌفطر، فهذه أمور معفوٌّ عنها، وإلى هذا القول ذهب من العلماء المعاصرين الإمام ابن باز والإمام ابن عثيمين.
اقرأ أيضا: مبطلات الصيام .. تعرف عليها
بخاخ الربو
بخاخات الربو هي أداة محمولة في اليد تساعد على إيصال العلاج إلى الرئتَين مباشرة، ممّا يُسهم في سرعة فعاليّة الدواء، والحَدّ من الآثار الجانبيّة التي قد تحدث في حال أخذ الدواء وريديًا، أو عن طريق الفم، ومن الجدير بالذكر أنّ العثور على النوع المناسب، واستخدامه بالشكل الصحيح وِفقاً لتعليمات مُقدِّم الرعاية الصحّية يُعَدّ أساسيًا في نجاح علاج الرَّبو؛ في السيطرة على أعراض المرض، والوقاية منها، وعادة ما تتوفّر بخّاخات الرَّبو على شكل نوعَين، هما:
- بخّاخات الرَّبو مُحدَّدة الجُرعة: وهي أكثر أنواع بخّاخات الرَّبو شُيوعًا، وتتكوّن من أسطوانة مضغوطة يخرج منها الدواء عند دَفعها إلى أعلى على شكل رذاذ.
- بخّاخات الرَّبو بالمسحوق الجافّ: إذ يستنشق المريض الدواء بشكل سريع وقويّ من داخل البخّاخة عِوضًا عن رَشّه.
اقرأ أيضا: نصائح لمرضى الربو