تعتبر الصحراء الكبرى أكبر صحراء في العالم بعد صحراء القطب الشمالي والقطب الجنوبي، وهي واحدة من أقسى البيئات على هذا الكوكب من حيث الظروف المناخية ودرجات الحرارة المرتفعة، والتي لا تدعم سوى القليل من الحياة النباتية والحيوانية. وفيما يلي نتعرف أكثر عن جغرافية وديمغرافية الصحراء الكبرى والموقع أين تقع.
أين تقع الصحراء الكبرى
تقع الصحراء الكبرى في النصف الشمالي من الكرة شمال أفريقيا، على مساح تغطي 9.4 مليون كم مربع، تقريبا ثلث مساحة القارة، وحوالي 25 في المائة من هذه المساحة عبارة عن كثبان رملية يبلغ إرتفاعها أكثر من 152 مترًا.
تغطي الصحراء معظم شمال أفريقيا، باستثناء الشريط الضيق القريب من سواحل البحر الأبيض المتوسط، وهي تمتد عبر عشر دول ذات سيادة، منها سبع دول عربية، وهذه الدول هي:
- الجزائر
- تشاد
- مصر
- ليبيا
- مالي
- موريتانيا
- المغرب
- النيجر
- السودان
- تونس
تمتد الصحراء من البحر الأحمر في الشرق إلى المحيط الأطلسي في الغرب، ومن سواحل البحر الابيض المتوسط في الشمال إلى الساحل في الجنوب، والساحل هو إسم يطلق على المنطقة الواقعة بين الصحراء الكبرى وباقي جنوب افريقيا.
اقرأ أيضا: السياحة في الصحراء الغربية
الحياة في الصحراء الكبرى
تنقسم الصحراء إلى عدة مناطق جغرافية، وتعتبر المنطقة الواقعة في وسط الصحراء من أكثرها جفافًا وإقلها دعما للحياة، بينما الأجزاء الشمالية والجنوبية بها أراضي عشبية و شجيرات صحراوية ولها رطوبة أعلى.
توفر الصحراء بشكل عام موطنا لمجموعة متنوعة من النباتات والحيوانات بالرغم من ظروفها القاسية، ومنها 500 نوعا من النباتات، 80 نوعا من الثدييات، 90 نوعا من الطيور، و 100 نوعا من الزواحف.
الحيوانات الكبيرة التي تعيش في الصحراء هي الجمال والغزلان والفهود وثعالب الصحراء والكلاب البرية وضباء أبو عدس، والزواحف هي مثل الثعابين والسحالي وحتى التماسيح في بعض الأجزاء حيث تتواجد المياه.
النباتات التي تنمو في الصحراء لها طرق فريدة في الحصول على المياه، باستخدام جذور تصل إلى أعماق الأرض للعثور على المياه المدفونة، وإستخدام الأوراق للإحتفاظ بأكبر قدر ممكن من الرطوبة.
اقرأ أيضا: مدن شمال افريقيا
الجبال والمياه
قمة جبل كوسي تعتبر أعلى قمة في الصحراء، وهي قمة بركان خامد في تشاد يبلغ إرتفاعها 3415 مترًا فوق مستوى سطح البحر، بينما يعد منخفض القطارة في مصر أدنى نقطة، بارتفاع 133 مترًا تحت مستوى سطح البحر.
تضم الصحراء نهرين دائمين، بما في ذلك نهر النيل الذي يعتبر أطول نهر في العالم، وتضم أيضا حوالي عشرين بحيرة موسمية تمتلئ بعد التساقطات، وفيها بعض الخزانات الجوفية التي تغذي واحات الصحراء.
كان هناك تخوف سابق من نفاذ المياه من الطبقات الجوفية في الصحراء بسبب الإفراط في الإستهلاك، لكن الدراسات الحديثة تشير الى ان هذه الطبقات لا تزال تحصل على ما يكفي من المياه من الأمطار وجريان السطحي.
اقرأ أيضا: أين تقع الهملايا
المناخ والحياة البشرية
تتحول الصحراء من أرض قاحلة الى أرض خضراء كل 20 الف سنة تقريبا، ووفقا لبعض الدراسات التي أجريت على الصحراء الكبرى، فإن القاعدة نفسها حدثت مع هذه الأرض.
اكتشف العلماء مؤخرا بقايا بشرية في بعض الكهوف يعود تاريخها الى 7000 سنة، في وقت كان السكان يعيشون ويقومون بتربية الماشية ويحصدون النباتات التي كانت تنبت هناك.
يقدر ان عدد سكان الصحراء الكبرى اليوم يبلغ حوالي 4 ملايين نسمة، والغالبية منهم يعيشون في جنوب الجزائر وليبيا وموريتانيا والمغرب.
يعيش سكان الصحراء في مجتمعات صغيرة من البدو، وينتقلون من منطقة لاخرى في جميع أنحاء الصحراء. اللغة السائدة بين السكان هي اللغة العربية، ومعظمهم مسلمون.
تغير المناخ كثيرا في العقود الاخيرة عما كان عليه في السابق، ولم تعد المنطقة تستقبل سوى 3 بوصات من الأمطار سنويا، بينما لا تتساقط نهائيا في بعض الاجزاء الاخرى لسنوات متواصلة.
درجات الحرارة في الصيف غالبا ما تصل إلى 38 درجة مئوية، لكنها في الليل تنخفض إلى ما تحت الصفر، ومع استمرار التغيرات المناخية، من المحتمل أن ترتفع درجات الحرارة في النهار والليل بمستويات قياسية.
خلال الاشهر الاكثر سخونة، قد تتجاوز درجات الحرارة 50 درجة مئوية، في حين أن أعلى درجة سجلت في التاريخ الحديث كانت في مدينة العزيزية الليبية، وبلغت 58 درجة مئوية.