مقاصد سورة القدر

سورة القدر سورة مكية تتألف من خمس آيات فقط، وهي السورة السابعة والتسعون في ترتيب المصحف الشريف، ولا يصعب على قارئ القرآن الكريم الوقوف على مقاصد سورة القدر، فهي جلية واضحة لا تعقيد فيها، فسورة القدر واحدة من السور القصيرة والتي تدور جميع آياتها حول بيان عظمة ليلة القدر وخواصها.

مقاصد سورة القدر

مقاصد سورة القدر

يمكن تفصيل مقاصد سورة القدر بالحديث عن بداية تنزيل القرآن الكريم، حيث اختار الله تعالى أن يُنزّل القرآن الكريم على نبيه محمد في ليلة مباركة تليق بقدر القرآن الكريم الذي هو هدى للناس، فكانت ليلة القدر التي تتميز عن غيرها من الأيام والشهور بفضلها العظيم، فهي تشتمل على النفحات الفياضة التي يفيض به خالق البرية على عباده، كما تتنزل الملائكة الأبرار على الأرض في هذه الليلة المباركة.

تدل سورة القدر على اختصاص الله بالأمر وحده، فهو الذي فضّل ليلة القدر على ألف شهر، كما فضّل بعض النبيين على بعض وبعض الأوقات على بعض، بل ويُفضل أيضًا بعض الأكل على البعض الآخر، وفي هذا الأمر آيات لقوم يعقلون، وتُعد ليلة القدر فرصة جيدة من أجل إطالة العمر، فهي وحدها تزيد في الفضل والأجر عن ألف شهر أي حوالي اثنين وثمانين عامًا، فإذا استغلها المسلم في العبادة فإنه يُضاعف عمره أضعافًا كثيرًا، وليس هناك نعمة أكبر من ذلك.

هناك ارتباط بين تنزيل القرآن الكريم وبين ليلة القدر التي وصفها الله بالسلام وذلك لأن الله هو السلام ويريد أن تجمعه بعباده علاقة قائمة على السلام والأمان وذلك من خلال سلامة المجتمعات من الرذيلة وسلامة العلاقة بين الأفراد من الانحرافات وكان ذلك ببعث رسالة الإسلام في هذه الليلة الخالية من الشرور.

اقرأ أيضا: لماذا سميت ليلة القدر بهذا الاسم

مضمون سورة القدر

سورة القدر

بدأ الله سبحانه وتعالى الحديث عن تنزيل القرآن في ليلة القدر، والتي كانت من ليالي رمضان، كما قال سبحانه وتعالى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) (( سورة البقرة – 185 ))، حيث كانت ليلة مباركة، وبعدها يسأل الله سبحانه وتعالى عن معرفتهم بهذه الليلة، وعن قيمتها وأهميتها، ومدى إدراك البشر لها؛ ليجيب قائلا بأنها خير من ألف شهر، أي إن العمل فيها والعبادة والقيام خير من عمل وعبادة وقيام ألف شهر، وما يدل على بركتها كذلك ذكر الله سبحانه وتعالى بأن الملائكة تتنزل فيها، حيث لا تنزل الملائكة إلا مع تنزل البركة والرحمة.

الروح الذي يتنزل مع الملائكة حسب قول الله سبحانه وتعالى هو جبريل عليه السلام، أو ضرب من الملائكة، حيث اختلف المفسرون في تفسيرها، واختتم الله سبحانه وتعالى بقوله إن هذه الليلة سلام حتى يطلع فجرها، أي إن الملائكة يسلمون للمصلين ولقارئي القرآن حتى بزوغ الفجر.

اقرأ أيضا: الاستعداد لليلة القدر .. نصائح وأفكار

لطائف سورة القدر

تتسم سورة العلق بأنها متصلة بالسورة التي تسبقها وهي سورة العلق، حيث يذكر الإمام الخطابي أنه لما اجتمع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على القرآن ووضعوا سورة القدر عقب العلق استدلوا بذلك على أن المراد بهاء الكناية في قوله: {إِنّا أَنزلناهُ في ليلةِ القدر} الإشارة إلى قوله {اقرأ}‏.

ولما قدمت الإشارة في سورق العلق إلى عظيم أمر الكتب، وأن السلوك إليه سبحانه إنما هو من ذلك الباب، أعلم سبحانه وتعالى بليلة إنزاله وعرفنا بقدرها لنعتمدها في مظان دعائنا وتعلق رجائنا ونبحث في الاجتهاد في العمل لعلنا نوافقها وهي كالساعة في يوم الجمعة في إبهام أمرها مع جليل قدرها ومن قبيل الصلاة الوسطى، ولله سبحانه في إخفاء ذلك أعظم رحمة، وكان في التعريف بعظيم قدر هذه الليلة التعريف بجلالة المنزل فيها، فصارت سورة القدر من تمام ما تقدم ووضح اتصالها.

من لطائف سورة القدر أنها تتكون من خمس آيات وهو عدد الليالي التي ترجى فيها ليلة القدر، وهي ليالي الوتر في العشر الأواخر من رمضان بحسب ما أخبرنا به النبي –صلى الله عليه وسلم- وهي الحادي والعشرون والثالث والعشرون والخامس والعشرون والسابع والعشرون والتاسع والعشرون.

قال بعض العلماء: “ليلة القدر” مؤلفة من تسعة أحرف، وقد كررت في السورة ثلاث مرات، فيكون مجموع حروفها سبعة وعشرين حرفا، وهذا يتوافق مع ليلة السابع والعشرين ولذلك فقد تكون أرجى من غيرها بأن تكون هي ليلة القدر، وكذلك عدد كلمات سورة القدر ثلاثون كلمة، وكلمة “هي” ترتيبها في السورة السابعة والعشرون، فقالوا: وقد تكون هذه إشارة ثانية لتكون ليلة السابع والعشرين ليلة القدر، وكل ما سبق هو علم ظني لا يلزم به ولكن هذا إشارة إلى الإعجاز البلاغي والبياني في القران الكريم.

اقرأ أيضا: أسباب نزول سورة القدر

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *