مقاصد سورة الملك

سورة الملك من السور التي نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في مكة، وسُمّيت بالملك لما تضمّنته من آيات تتحدث عن الملك بأنواعه لتقر لنا بأن حقيقة الملك المطلق هو لله وحده، كما سُمّيت بأسماء أخرى كثيرة منها المنجية لأنها تنجّي صاحبها من عذاب القبر، وتدور مقاصد سورة الملك حول إثبات عظمة الله وقدرته على الإحياء والإماتة، وإقامة الأدلة والبراهين على وحدانية رب العالمين، ثم بيان عاقبة المكذبين الجاحدين بالبعث والنشور.

مقاصد سورة الملك

مقاصد سورة الملك

تتمثل مقاصد سورة الملك الإجمالية في الخضوع لله لاتصافه بكمال الملك الدال عليه مثل تمام القدرة وتمام العلم؛ لينتج ذلك العلم بتحتم البعث لدينونة العباد على ما هم عليه من الصلاح والعناد كما هي عادة الملوك في دينونة رعاياهم لتكمل الحكمة وتتم النعمة.

جاءت مقاصد سورة الملك تفصيلًا كالتالي:

بيان تكاثر خير الله وبرُّه على جميع خلقه، بيده مُلك كل شيء، نافذ أمره وقضاؤه، وهو على كل شيء قدير. وأنه يريد أن يُعرف وتُعرف صفاته فخلق الخلق، وعرض عليهم طاعته طوعاً أو كرهاً. ومن بين جميع مخلوقاته اختار الإنسان أن يَعرف الله خالقه ويطيعه طائعاً بإرادته، فخلق الله لأجل اختبار صدق الإنسان الموت والحياة، وسخر له ما في السماوات والأرض، لأجل معيشته وعبادته.

لطف الله بالناس، بأن بين لهم ما هم مقبلون عليه وما ينتظرهم في عالم الغيب، نتيجة هذا الابتلاء الذي هم فيه (في الدنيا) واختاروه بمحض إرادتهم. وهو إما نعيم في الجنة أو عذاب في النار. ويُعلمهم لكي يكونوا على حذر بأنه عليم بمن آمن أو كفر، فهو حتى يعلم بما في صدر الإنسان ونيّته: ألا يعلم ربُّ العالمين خَلْقه وشؤونهم، وهو الذي خَلَقهم وأتقن خَلْقَهُمْ وأحسنه؟ وهو اللطيف بعباده، الخبير بهم وبأعمالهم.

اشتمال الآيات على الحجة والدليل على وجود الله وعظمته ومن ثم قدرته على الإحياء والبعث، ويتكرر هنا في هذه الآيات مقصد وجود الناس على الأرض، وأنهم في ابتلاء واختبار يتوقف عليه مصيرهم في الدنيا وفي الآخرة.

تعدد فضائل الله تعالى، فهو الذي أوجدهم من العدم، وجعل لهم السمع والأبصار والقلوب، ليعقلوا بها ويؤدوا شكر نعمة ربهم عليهم، وأنه سيجمعهم للحساب على أعمالهم. فإذا بهم يلغون عقولهم وكل ما سمعوه وأبصروه من البلاغ والآيات فيكذبون، وينشغلون بالآجل عن العاجل.

وجوب توكل المسلمين على الله تعالى وحده لا شريك له والابتعاد عن اللجوء لغيره من العبيد لأن الله وحده من يملك الضر والنفع، والتأكيد على أن الله وحده القادر على إنزال المطر بعد الجفاف ولا أحد غيره يستطيع أن يأتي بماء معينٍ لعباده المسلمين.

اقرأ أيضا: فضل سورة الملك

موضوعات ومضامين سورة الملك

سورة الملك

تدور موضوعات ومضامين سورة الملك حول محورين أساسين هما:

تعظيم قدرة الله

ابتُدأت السورة بآية: “تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ” صورة تعظم الله وتنزّهه عن كل نقص، فالله وحده الذي يملك كل شيء بيده الملك وحده وإليه يرجع الأمر هو الذي بيده كلّ شيء ولا يعجزه شيء، وجعل الموت والحياة فتنة وابتلاءً لعباده ليعلم المحسن من المسيء، وإن كان يبتلي الإنسان بها جميعاً فهو يقبل توبة العاصي وأوبته فيغفر ويصفح فالله هو العزيز ليس كمثله أحد، ثمّ يتحدّث لنا الصنعة المتقنة خلق السماوات السبع بلا خلل أو عيب وبلا ميزان فيرفعها، كما ورد في الأثر بأنّ موسى عليه السلام سأل الله: أتنام يا رب؟ فأجاب الله عزّ وجلّ: “لو نمت لسقطت السماء على الأرض”.

التوعد للكافرين

يرد في سورة الملك أيضاً الحديث عن الكافرين وما أعدّ الله لهم من عذاب أليم في الآخرة بعد ندمهم وحسرتهم على ما فات وإقرارهم بذلك، ويأسهم من أصنامهم من عدم قدرتها على نفعهم فيضرب الله لهم بذلك الطير في رزقها وتوكّلها على ربها، ومن مشاهد الحياة إلى مشاهد يوم القيامة حيث البعث بعد الموت الذي يقيمه على من أنكروا ذلك، وفي نهاية السورة يختم الله لنا ببيان موقف الكفار وما كانوا عليه من تمنٍ لموت النبيّ المصطفى وزوال دعوته، فيرد الله عليهم أنهم سيلاقون مصيرهم المحتوم وحينها سيعلمون أي جرم ذاك الذي فعلوه.

اقرأ أيضا: تفسير سورة الملك للأطفال

لطائف سورة الملك

فضل سورة الملك

اشتملت سورة الملك على بعض اللطائف البيانية ومن ذلك قوله: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ}، وقد يستطيع المسلم من التأمل في سبب تسبيق الموت على الحياة في الآية الكريمة، مع أنّ المتعارف دومًا بأن الموت هو نهاية الحياة، وبأن الحياة تسبق الموت، والسبب في ذلك:

  • لأن الآية الكريمة تتحدث عن الابتلاء عند الحساب، أي ما بعد الموت، ودلالة ذلك في ذكره عزّ وجل للغفران كصفة من صفاته، حيث إن الله عزّ وجل يغفر لعباده الذنوب عند الحساب.
  • لتسبيق كلمة الموت على الحياة، بأن الموت يرتبط بالدنيا، لأن الإنسان يموت في الحياة الدنيا، بينما في الحياة الآخرة فلا موت، وهي حياة مستمرة، وهنا يتضح بأن سبب تسبيق الموت على الحياة هو زمني، فالحياة الدنيا والتي يموت فيها الإنسان تسبق الحياة الآخرة الدائمة دون موت ولا زوال.

اقرأ أيضا: أحاديث عن سورة الملك

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *