تفسير سورة المدثر للأطفال
يجب أن يكون تفسير سورة المدثر للأطفال من الأولويات نظرًا لأهميتها فهي من أولى السور التي نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم. وقد أنزلها الله على رسوله بعد فترة توقف الوحي التي شعر فيها النبي بحزنٍ شديد. لذلك أنزل الله عليه أول سبع آيات من سورة المدثر وكان بها مجموعة وصايا للرسول أن يعظّم الله ويطهر ملابسه ويبتعد عن الأصنام وأن يتحلى بالصبر في انتظاره للوحي.
تفسير سورة المدثر للأطفال
دعوة موجهة للرسول
قد يهمك أيضًا: أسباب نزول سورة المدثر
في البداية يخاطب الله النبي فيناديه بالمدثر وتعني الرجل الملفوف بثوبه. وذلك لأن الرسول عندما نزل عليه الوحي ذهب إلى أهله وقال لهم زملوني دثروني. لذلك فإن المدثر والمزمل هي من بين أسماء النبي الكريم، وهو ما يدل على بلاغة القرآن. فيقول له الله أن ينهض وينذر الناس ويدعوهم لربهم ويحذرهم من عقاب الله. كما تأتي الوصية الثانية للرسول أن يكبر الله ويعلن عظمته جهرًا. كذلك يأمره الله بالتطهر فالطهارة من آداب الدعوة، وتشمل طهارة البدن والثياب، إضافة إلى طهارة القلب والروح. وهو ما يجب أن نوضحه أثناء تفسير سورة المدثر للأطفال فعلى المسلم أن يكون نظيفًا في جميع الظروف. كذلك يوصيه الله أن يبتعد عن الأصنام في المستقبل كما ابتعد عنها في الماضي وأن ينقل هذه الرسالة للمشركين. ثم يوصيه أن أن يكون مخلصًا في دعوته لله بلا أي دوافع ورغبات دنيوية. في النهاية يأمره بالصبر على اضطهاد الكفار والصبر على نفسه أي الالتزام بشرع الله والابتعاد عما حرمه.
التذكير بيوم القيامة
بعد الأوامر القليلة التي أعطيت للنبي صلى الله عليه وسلم؛ انتقلت الآيات إلى الآخرة وأهوالها. فيخبرنا الله أنه يوم ينفخ في البوق الذي يصدر صوتًا مهيبًا فإن ذلك إشارة على بدء القيامة وهو ما سيكون يومًا صعبًا شديدًا على الجميع، مؤمنين وكفار. أما على الكفار فإنه لن يكون من السهل عليهم تحمله.
قد يهمك أيضًا: فضل سورة المدثر
تهديد لمن يكذّب القرآن
بعد التحذير من يوم القيامة يبدأ الله بالحديث عن كافر مغرور ذا أذى عظيم وخطورة كبيرة على الإسلام. لذلك فإن عقوبته في الآخرة ستكون ملائمة تمامًا لذنوبه وخطاياه، هذا الكافر هو وليد بن مغيرة الذي ميزه الله بغناه من حيث الثروة والأولاد. فيقول الله دعوني أتعامل مع هذا الكافر الذي خلقته وحيدًا بلا ثروة، ثم رزقته مالًا وفيرًا وأعطيته أولادًا ونسبًا كبيرًا وجعلت حياته سلسة ومريحة ويطمع أن أزيده على ذلك، ولكن لا فقد كفر بآياتي رغم هذه النعم التي أنعمتها عليه فقد وصف الرسول صلى الله عليه وسلم بالساحر. لذلك يهدده الله بعذابٍ آليم لا راحة فيه لأنه يفكر ويتآمر على أذية الرسول ونكران القرآن بكل غرور ووصفه بأنه ليس كلام الله بل كلام ساحر. لذلك سيغمره الله في نار جهنم من جميع جوانبه حيث سيُحرق ويذوب لحمه وجلده وأعصابه وعروقه في نار جهنم ويتحول إلى شيء آخر ويبقى على هذا الشكل إلى الأبد لا يحيى ولا يموت.
قد يهمك أيضًا: فوائد من سورة المدثر
وصف نار جهنم
يصف الله النار التي سيدخل بها الكفار والمشركين الذيم لم يؤمنوا بالله وبالقرآن فيقول أنه يحرسها تسعة عشر من الملائكة. كما يقول الله سبحانه وتعالى أن ذلك العدد ليس سوى فتنة للكفار واختبار لهم. فعند سماع عددهم سيستهينون بالعدد ولكن ليس لديهم أدنى فكرة عن مدى عظمة وحجم هؤلاء الملائكة. والمؤمنون الذين لديهم إيمان حقيقي بقلبهم سوف يؤمنون بكلام الله كما أنزله، لكن الذين كفروا سيتسائلون ما الذي يريده الله بذلك ! وهذا ما يجب أن نوضحه أثناء تفسير سورة المدثر للأطفال فلا أحد يعلم العدد الحقيقي للملائكة وحجمهم إلا الله سبحانه وتعالى. لذلك لا يجب أن نتحدث عن أشياء ليس لنا علم بها. فالله لم يخبرنا بالعدد إلا لتحذير البشرية فالملائكة هم جنود الله.
قد يهمك أيضًا: تفسير سورة الجن للأطفال
حديث أهل الجنة وأهل النار .. شرح و تفسير سورة المدثر للأطفال
قد يهمك أيضًا: تفسير سورة نوح للأطفال
يحذر الله الكفار في الآيات بأن هذا التذكير لا يمكن الاستهزاء به ويقسم بالقمر والليل والنهار فهم من العلامات العظيمة على قوى الله. كذلك الجحيم واليوم الآخر من العلامات العظيمة على قواه. لذلك فإن الله يحذر البشر جميعًا فمن يريد أن يتقبل التحذير ويهتدي إلى الحقيقة فإنه يمضي نحو الخير. أما من يرفض قبول الحقيقة فإن جزاءه سيكون أليمًا. ثم يخبرنا الله أن كل شخص رهينة أعماله فأهل الحق هم أولئك الذين يسددون ديونهم بأعمالهم تجاه الله. ثم يدور حديث بين أهل الجنة وأهل النار، فيخبرنا الله أنه بينما أهل الجنة في بيوتهم العظيمة فإنهم سيسألون أهل النار عن سبب دخولهم جهنم. فيردون عليهم بأنهم لم يكونوا يؤدون صلواتهم ولا يتصدقون على الفقراء والمساكين. كما كانوا يتحدثون بالباطل، إضافة إلى تكذيبهم وكفرهم باليوم الآخر حتى جائهم الموت ليؤكد لهم ما كانوا يكفرون به. ثم تخبرنا الآيات أن بعد ذلك لن تنفعهم شفاعة النبي في الآخرة وإنما سيجدون نتيجة أعمالهم فقط.