موضوعات ومضامين سورة النساء

سورة النساء من السور المدنية التي نزلت بعد سورة الممتحنة، ويبلغ عدد آيات سورة النساء مئة وست وسبعين آية، ويُطلق عليها اسم سورة النساء الكبرى تمييزاً لها عن سورة الطلاق التي يُسميها البعض بسورة النساء الصغرى، وتكثر موضوعات ومضامين سورة النساء كما تشتمل على العديد من الأحكام التشريعية.

موضوعات ومضامين سورة النساء

موضوعات ومضامين سورة النساء

سورة النساء هي سورة مليئة بالأحكام الشرعية التي تنظم الشئون الداخلية والخارجية للمسلمين، وقد جاءت سورة النساء لتتحدث عن نماذج للمستضعفين في المجتمع، ولتتحدث عن أمور هامة تخص المرأة والبيت والأسرة والدولة والمجتمع بأسره، وتتمثل موضوعات ومضامين سورة النساء في:

أصل البشرية وخالقها واحد فلا عدوان على المال والنسل

افتتح الله تعالى سورة النساء بخطاب الناس جميعا ودعوتهم للإيمان بالله وحده، ثم انتقلت الآيات لتوصي بالأيتام والنساء خيراً، وذكرت حق الأقارب وأحكام المواريث، من قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا.. {1}) إلى قوله تعالى : (وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ {14}).

تكريم المرأة وحقوقها في الإسلام

بيّنت الحدود المتوجب إقامتها على كل من الرجال والنساء إن ارتكبوا الفاحشة، وحذرت من عادات الجاهلية في ظلم النساء، وأكل مهورهن، وعدم معاملتهن المعاملة الحسنة، وأعقبت ذلك بذكر المحرمات من النساء اللواتي لا يجوز الزواج بهن، من قوله تعالى : (وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نسائكم فَاسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ أَرْبَعةً مِّنكُمْ {15}) إلى قوله تعالى: (إِن تَجْتَنِبُواْ كبائر مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيماً {31}).

حرمة الأموال والقوامة المالية في الأسرة

تضمنت آيات سورة النساء بيان حرمة الأموال مع النهي تمني ما خصّ الله به كلا من الجنسين على الآخر لأنه ذلك سبب للحسد والبغضاء، وذكرت الآيات حقوق كل من الزوجين على الآخر، وأرشدت إلى الخطوات التي ينبغي التدرج بها في حالة النشوز والعصيان، كما حثت بعدها على الإنفاق في سبيل الله، من قوله تعالى: (وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ… {32}) ، إلى قوله تعالى : (يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلاَ يَكْتُمُونَ اللّهَ حَدِيثاً {42}).

بيان الأحكام الشرعية ودور اليهود التخريبي

تتابعت آيات سورة النساء لتُشير إلى النهي عن الصلاة بعد شرب الخمر، وبينت نواقض الوضوء، وضرورة التيمم في حالة عدم وجود الماء، ثم تحدثت عن تحريف اليهود للكتب السماوية، ودعت للإيمان بالله من قبل أن يحل العذاب على الكافرين كما حل بالأمم السابقة كما بينت أحوال الكفار في الآخرة وتمنيهم لو تسوى بهم الأرض فضلاً عن توضيح عقائد أهل الكتاب الزائغة، من قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى {43}) ، إلى قوله تعالى : (لَّهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِـلاًّ ظَلِيلاً {57})

أساس الدين وطاعة الله ورسوله

وجّهت الآيات المؤمنين لطريق السعادة بطاعة الله ورسوله، وأداء الأمانة والحكم بالعدل ثم ذكرت صفات المنافقين التي ينبغي الحذر منها، من قوله تعالى : (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا.. {58}) إلى قوله تعالى : (ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ عَلِيماً {70}).

قتال أعداء الحق لحماية الحق

انتقلت آيات سورة النساء من الحديث عن الإصلاح الداخلي إلى الاستعداد للأمن الخارجي الذي يحفظ على الأمة استقرارها وهدوءها، فأمرت بأخذ العدة لمكافحة الأعداء، وبينت حال المتخلفين عن الجهاد المثبطين للعزائم من المنافقين محذرة المؤمنين من شرهم، من قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعاً {71})، إلى قوله تعالى : (اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثاً {87}).

علاقة الهجرة بالتحرير والقتال

أعقبت الآيات الحديث بذكر نوع آخر من المنافقين وهم: المظهرون إسلامهم ولم يهاجروا مع كفرهم، حيث وقع بين الصحابة رضوان الله عليهم في قتالهم اشتباه فجاءت الآيات لتدفع ذلك الاشتباه وتحذر منهم، ثم ذكرت حكم القتل الخطأ والقتل العمد وذكرت مراتب المجاهدين ومنازلهم الرفيعة في الآخرة، إضافةً إلى ذلك تحدثت الآيات عن عقاب القاعدين عن الجهاد الذين سكنوا في بلاد الكفر، ثم رغبت في الهجرة من دار الكفر إلى دار الإيمان، وما يترتب عليها من سعة وأجر، من قوله تعالى : (فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُواْ… {88}) إلى قوله تعالى : (إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا {104}).

حكم الله عدل مطلق وجزاؤه حق وعدل

أمر الله تعالى في الآيات بالعدل التام في جميع الأحكام، فقد تضمنت الآيات مثالاً رائع للعدالة بإنصاف يهودي اتهم ظلماً بالسرقة وإدانة من تآمروا عليه، وتطرقت الآيات لموضوع النجوى وأنها لا تخفى على الله تعالى، وأن مخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم جرم عظيم، ثم حذرت ثانية من ظلم النساء في ميراثهن ومهورهن، وذكرت النشوز وطرق الإصلاح بين الزوجين، وذلك من قوله تعالى : ({إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا {105}) إلى قوله تعالى : (مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعاً بَصِيراً {134}). كما دعت الآيات لأداء الشهادة على الوجه الأكمل وأعقبت ذلك ذكر أوصاف المنافقين المخزية ومالهم من عقاب وعذاب أليم، من قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ… {135}) إلى قوله تعالى : (مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِراً عَلِيماً {147}‏).

انحرافات أهل الكتاب الاعتقادية والسلوكية

أكدت الآيات على مدى انحرافات أهل الكتاب سواء من الناحية العقدية أو السلوكية ودللت على ذلك بالحديث عن اليهود وموقفهم من رسل الله الكرام وعدّد جرائمهم الشنيعة، من قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا {150}) إلى قوله تعالى : ( … وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُوْلَـئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً {162}).

وجوب الإيمان بجميع الرسالات

اختتمت سورة النساء بوجوب الإيمان بجميع الرسل، حيث يعتبر ذلك شرطاً لصحة الإيمان وأنه تعالى أرسل سائر الرسل مبشرين ومنذرين، ثم دعت النصارى إلى عدم الغلو في شأن المسيح باعتقادهم فيه فهو ليس ابن الله كما يزعمون، كما تضمنت الخاتمة رسالة مُشددة على أن القرآن دليل قاطع وحجة واضحة لجميع العصور، من قوله تعالى : (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ… {163} ) إلى قوله تعالى : (يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {176}.

اقرأ أيضاً: فوائد من سورة النساء

الأحكام التشريعية في سورة النساء

سورة النساء

تضمنت سورة النساء أكثر جوانب المجتمع تعقيداً فهي بالنسبة للمسلمين بمثابة دستورٍ يرجعون إليه في بيان الأحكام، ومن الأحكام التشريعية التي تحدثت عنها سورة النساء ما يأتي:

  • جعل الرجال قوامين على النساء.
  • توضيح كيفية حفظ مال اليتيم.
  • بيان كافة الأمور المتعلقة بالمهر.
  • تقسيم الميراث تقسيمًا شرعياً صحيحاً بين المستحقين للإرث.
  • استعراض جميع المحرمات من النساء.
  • تناول أحكام الزواج والحديث عن حقوق الزوجة.
  • معالجة كيفية فض الخلاف والصلح بين الرجل وزوجته.

اقرأ أيضاً: أسباب نزول سورة النساء

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *