أحاديث عن تمني الموت

الموت هو مفارقة الشخص للحياة، وبحسب جميع الديانات السماوية يُعد الموت مرحلة انتقالية بين الحياة الدنيا والحياة الآخرة، والموت للمؤمن ليس شرًا بحال من الأحوال، فإنما هو محطة بين حياتين، ولئن صدق المرء مع ربه فإنه لينتظر حياة هي أرجى بكثير من حياته على الأرض، ولكن ليس معنى هذا أن يمتنى الموت، فقد وردت عدة أحاديث عن تمني الموت والنهي عن ذلك في السنة النبوية.

أحاديث عن تمني الموت

أحاديث عن تمني الموت

إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دخل على العبَّاسِ وهو يشتكي فتمنَّى الموتَ فقال: يا عبَّاسُ عمَّ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لا تتمنَّ الموتَ، إن كنتَ مُحسنًا تزدادُ إحسانًا إلى إحسانِك خيرٌ لك، وإن كنتَ مُسيئًا، فإن تُؤخِّرْ تستعتِبْ من إساءتِك خيرٌ لك، لا تتمنَّ الموتَ. [1]

قالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: وارَأْسَاهْ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ذَاكِ لو كانَ وأَنَا حَيٌّ فأسْتَغْفِرُ لَكِ وأَدْعُو لَكِ، فَقالَتْ عَائِشَةُ: وا ثُكْلِيَاهْ، واللَّهِ إنِّي لَأَظُنُّكَ تُحِبُّ مَوْتِي، ولو كانَ ذَاكَ، لَظَلَلْتَ آخِرَ يَومِكَ مُعَرِّسًا ببَعْضِ أزْوَاجِكَ، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: بَلْ أنَا وارَأْسَاهْ، لقَدْ هَمَمْتُ – أوْ أرَدْتُ – أنْ أُرْسِلَ إلى أبِي بَكْرٍ وابْنِهِ فأعْهَدَ، أنْ يَقُولَ: القَائِلُونَ أوْ يَتَمَنَّى المُتَمَنُّونَ، ثُمَّ قُلتُ: يَأْبَى اللَّهُ ويَدْفَعُ المُؤْمِنُونَ، – أوْ يَدْفَعُ اللَّهُ ويَأْبَى المُؤْمِنُونَ -. [2]

لا يَتمَنَّيَنَ أحَدُكمُ المَوتَ مِن ضُرٍّ أصابَه، ولكنْ لِيَقُلْ: اللَّهمَّ أَحْيني ما كانت الحياةُ خَيرًا لي، وتَوَفَّني إذا كانت الوَفاةُ خَيرًا لي. [3]

مَن أحَبَّ لِقاءَ اللَّهِ أحَبَّ اللَّهُ لِقاءَهُ، ومَن كَرِهَ لِقاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقاءَهُ قالَتْ عائِشَةُ أوْ بَعْضُ أزْواجِهِ: إنَّا لَنَكْرَهُ المَوْتَ، قالَ: ليسَ ذاكِ، ولَكِنَّ المُؤْمِنَ إذا حَضَرَهُ المَوْتُ بُشِّرَ برِضْوانِ اللَّهِ وكَرامَتِهِ، فليسَ شيءٌ أحَبَّ إلَيْهِ ممَّا أمامَهُ، فأحَبَّ لِقاءَ اللَّهِ وأَحَبَّ اللَّهُ لِقاءَهُ، وإنَّ الكافِرَ إذا حُضِرَ بُشِّرَ بعَذابِ اللَّهِ وعُقُوبَتِهِ، فليسَ شيءٌ أكْرَهَ إلَيْهِ ممَّا أمامَهُ، كَرِهَ لِقاءَ اللَّهِ وكَرِهَ اللَّهُ لِقاءَهُ. [4]

عن أبي قتادة أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُرَّ عليه بجنازةٍ فقال: مستريحٌ ومستراحٌ منه، فقالوا: يا رسولَ اللهِ مَن المستريحُ والمستراحُ منه؟ فقال: العبدُ المؤمنُ يستريحُ مِن نصَبِ الدُّنيا وأذاها إلى رحمةِ اللهِ والمستراحُ منه العبدُ الفاجرُ يستريحُ منه العبادُ والبلادُ والشَّجرُ والدَّوابُّ. [5]

تُوفِّيتِ امرأةٌ من أصحابِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يضحكون منها فقال بلالٌ ويحَها قدِ استراحتْ، فغضِبَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وقال: إنَّما يَستَريحُ مَن غُفِرَ له. [6]

لا تمنَّوُا الموتَ؛ فإنَّ هولَ المَطلَعِ شديدٌ، وإنَّ منَ السَّعادةِ أنْ يطولَ عُمْرُ العبدِ، ويَرزقَه اللهُ الإنابةَ. [7]

لا يَتَمَنَّى أحَدُكُمُ المَوْتَ، ولا يَدْعُ به مِن قَبْلِ أنْ يَأْتِيَهُ، إنَّه إذا ماتَ أحَدُكُمُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ، وإنَّه لا يَزِيدُ المُؤْمِنَ عُمْرُهُ إلَّا خَيْرًا. [8]

اقرأ أيضًا: أحاديث عن دفن الميت

تمني الموت

لَنْ يُدْخِلَ أحَدًا عَمَلُهُ الجَنَّةَ قالوا: ولا أنْتَ يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: لا، ولا أنا، إلَّا أنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بفَضْلٍ ورَحْمَةٍ، فَسَدِّدُوا وقارِبُوا، ولا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدُكُمُ المَوْتَ: إمَّا مُحْسِنًا فَلَعَلَّهُ أنْ يَزْدادَ خَيْرًا، وإمَّا مُسِيئًا فَلَعَلَّهُ أنْ يَسْتَعْتِبَ. [9]

عن محمود بن لبيد الأنصاري عنِ النبي صلّى اللهُ عليهِ وسلّم قال: اثنتانِ يكرهُهما ابنُ آدمَ: يكرَهُ الموتَ والموتُ خيرٌ له من الفتنةِ، ويكرَهُ قِلَّةَ المالِ وقِلَّةَ المالِ أقلُّ للحسابِ. [10]

لَمَّا صَدَرَ عُمرُ بنُ الخَطَّابِ مِن مِنًى أَناخَ بالأَبْطَحِ، ثُمَّ كَوَّمَ كُومَةً بَطْحاءَ، ثُمَّ طَرَحَ عليها رِداءَهُ واستَلْقَى، ثُمَّ مَدَّ يديْهِ إلى السَّماءِ، فقال: اللَّهُمَّ كَبِرَتْ سِنِّي، وضَعُفَتْ قُوَّتي، وانتشرَتْ رَعِيَّتي، فاقبِضْني إليكَ غيرَ مُضَيِّعٍ ولا مُفَرِّطٍ. [11]

أتاني اللَّيلةَ ربِّي تبارَكَ وتعالى في أحسَنِ صورةٍ، قالَ أحسبُهُ قال في المَنامِ فقالَ: يا محمَّدُ هل تدري فيمَ يختصمُ الملأُ الأعلى؟ قالَ: قلتُ: لا، قالَ: فوَضعَ يدَهُ بينَ كتفيَّ حتَّى وجَدتُ بَردَها بينَ ثدييَّ أو قالَ: في نحري، فعَلِمْتُ ما في السَّماواتِ وما في الأرضِ، قالَ: يا مُحمَّدُ، هل تدري فيمَ يختصمُ الملأُ الأعلى؟ قلتُ: نعَم، في الكفَّاراتِ، والكفَّاراتُ المُكْثُ في المسجدِ بعدَ الصَّلاةِ، والمَشيُ على الأقدامِ إلى الجماعاتِ، وإسباغُ الوضوءِ في المَكارِهِ، ومن فَعلَ ذلِكَ عاشَ بخيرٍ وماتَ بخيرٍ، وَكانَ مِن خطيئتِهِ كيومِ ولدتهُ أمُّهُ، وقالَ: يا محمَّدُ، إذا صلَّيتَ فقل: اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ فِعلَ الخيراتِ، وتركَ المنكراتِ، وحُبَّ المساكينِ، وإذا أردتَ بعبادِكَ فتنةً فاقبِضني إليكَ غيرَ مَفتونٍ. [12]

اقرأ أيضًا: أحاديث عن الغفلة

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

المراجع
  1. الراوي : لبابة بنت الحارث أم الفضل | المحدث : المنذري | المصدر : الترغيب والترهيب، الصفحة أو الرقم: 4/206 | خلاصة حكم المحدث : [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما] []
  2. الراوي : القاسم بن محمد بن أبي بكر | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 7217 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] []
  3. الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند، الصفحة أو الرقم: 13579 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم []
  4. الراوي : عبادة بن الصامت | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 6507 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] []
  5. الراوي : أبو قتادة | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 3012 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه []
  6. الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة، الصفحة أو الرقم: 4/287 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن []
  7. الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند، الصفحة أو الرقم: 14564 | خلاصة حكم المحدث : حسن []
  8. الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2682 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] []
  9. الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 5673 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] []
  10. الراوي : محمود بن لبيد الأنصاري | المحدث : الدمياطي | المصدر : المتجر الرابح، الصفحة أو الرقم: 330 | خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح []
  11. الراوي : سعيد بن المسيب | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة، الصفحة أو الرقم: 4/ 250 | خلاصة حكم المحدث : إسناده رجاله رجال الصحيح []
  12. الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي، الصفحة أو الرقم: 3233 | خلاصة حكم المحدث : صحيح []

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *