لقد بدأت قصة رؤية 2030 منذ أن قدم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في عام 2016 خطة إصلاح طموحة ممتدة لعام 2030. ومنذ ذلك الحين بدأت المملكة بالفعل باتخاذ خطوات كبيرة نحو اقتصاد أفضل وأكثر تنوعًا وحياة أفضل واعتماد أقل على عائدات النفط. كما أن رؤية 2030 لديها أهداف طويلة المدى تأخذ المملكة إلى مرحلة جديدة من التنمية.
قصة رؤية 2030
بداية الرؤية
بدأت قصة رؤية 2030 بعد أن نُشرت وثيقة بعنوان “المملكة العربية السعودية ما وراء النفط” في عام 2015. وقد تضمنت هذه الوثيقة مخاطر اعتماد المملكة على عائدات النفط. كما تضمنت الإجراءات التي يجب اتخاذها لتنويع الاقتصاد بعيدًا عن الاعتماد الكامل على النفط. وذلك لأن اعتماد الاقتصاد على النفط بشكل كامل يجعل المملكة عرضة لتقلبات أسعار النفط العالمية. فبعد أن انتعش الاقتصاد وازدهر بشكل غير مسبوق في الفترة ما بين 2003 و 2013، سرعان ما تدهور بسبب انهيار أسعار النفط في عامي 2014 و2015. لذلك كانت الحاجة ماسة إلى تغيير جذري في استراتيجيات الحكومة. وقد جذبت هذه الوثيقة انتباه الأمير محمد بن سلمان والذي يشغل منصب وزير الدفاع ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية في المملكة. وبناءً عليه قرر إطلاق “رؤية 2030” مع تحولات اجتماعية واقتصادية على نطاق واسع.
اقرأ أيضًا: رؤية السعودية 2030 في السياحة
العام الأول من التغيير .. بداية قصة رؤية 2030
اقرأ أيضًا: أهداف رؤية 2030
بدأت قصة رؤية 2030 في عام 2016 فكان العام الذي اتخذت فيه المملكة خطوات جادة ومهمة نحو التغيير. وكان أحد الإصلاحات الرئيسية في هذا العام هو برنامج التوطين الجديد الذي قدمته وزارة العدل في شهر مارس 2016 والذي يُطلق عليه “السعودة”. والذي جعل الشركات في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية والعاملة بمختلف المجالات توظيف جزء أساسي من المواطنين السعوديين في مختلف القطاعات. أما في يونيو أصدرت هيئة السوق المالية في المملكة قرارًا بالسماح للأجانب من المستثمرين بشراء الاستثمارات في البورصة لجذب الأموال الأجنبية إلى السوق السعودي. كما أتاحت الحكومة للمستثمرين الأجانب حق امتلاك 100% من أعمال التجزئة والجملة. وهو ما دفع بدوره المستثمرين إلى السوق وأنعش اقتصاد المملكة.
العام الثاني والإسلام المعتدل
في أكتوبر من 2017 تعهد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بإعادة المملكة العربية السعودية إلى الإسلام المعتدل. كما أشار إلى أنه سيهدف لتحويل المملكة إلى مجتمع أكثر انفتاحًا يعطي الأولوية لاحتياجات المواطنين ويرحب بالمستثمرين أيضًا. لذلك بدأ بالفعل في تحقيق هذا الهدف وأعلن عن إنشاء مدينة نيوم والتي ستكون مدينة عابرة للحدود بقيمة 500 مليار دولار وتقع على ساحل البحر الأحمر. وسوف تتضمن تقنيات المدن الذكية وستكون وجهة سياحية مهمة في المملكة. كما رفعت الحكومة الحظر على دور السينما في جميع أنحاء البلاد والذي دام لمدة 35 عام. إضافة إلى فتح الأبواب لأصحاب المسارح العالمية لإقامة الفعاليات في المملكة في إطار تطوير قطاع الترفيه.
اقرأ أيضًا: معلومات عن مشروع نيوم السعودي
العام الثالث والإصلاحات الرئيسية .. أهم فصول قصة رؤية 2030
اقرأ أيضًا: أهداف رؤية 2030
لعب عام 2018 دورًا كبيرًا في قصة رؤية 2030 حيث تم إقرار الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية الرئيسية في يناير من نفس العام. فبدأت المملكة بإدخال ضريبة القيمة المضافة لأول مرة بنسبة 5%. كما أزالت الدعم على الوقود والذي استمر لعقود في المملكة، وتم رفع أسعار البنزين بنسبة 127%. كذلك تم منح المستثمرين الأجانب إمكانية الوصول المباشر للسوق الموازية للمملكة وتم مساواتهم بالمستثمرين المحليين من حيث شروط الاستثمار. أما في شهر مارس فقد انضمت السوق المالية الرئيسية “تداول” في المملكة العربية السعودية إلى مؤشر فوتسي راسل وهو مؤشر عالمي شهير. وهو ما أدى بدوره إلى انتعاش البورصة بالاستثمارات الأجنبية بأكثر من 75 مليار دولار منذ عام 2019. وفي يونيو من نفس العام تم رفع حظر قيادة المرأة للسيارات مما جعل نساء المملكة يشعرن بالتحرر والتمكين والمساواة. لذلك كان هذا القرار أحد أهم الإصلاحات الاجتماعية في رؤية 2030.
العام الرابع ومزيد من الخطوات على سلم التغيير
كان عام 2019 يحمل في طياته الكثير من الإصلاحات القوية والمؤثرة التي هدفت رؤية 2030 إلى تحقيقها. في يونيو من عام 2019 خففت المملكة للمستثمرين من حد الملكية الأجنبية لأسهم الشركات بنسبة 49%، وذلك لجذب مليارات الدولارات من الأموال الأجنبية إلى السوق وانعاش الاقتصاد. كما اتخذت المملكة واحدًا من القرارات الاجتماعية الجريئة فيما يخص المرأة وتخفيف القيود عليها، فسمحت لها بالحصول على جوازات السفر والسفر بحرية بعد أن كان يُشترط على المرأة الحصول على موافقة قريب لها من الذكور بالسفر إلى الخارج. وفي النهاية تستمر التغييرات الجذرية التي تسعى الممكلة جاهدة لتحقيقها ومواصلة السير بخطى واثقة نحو وطن أفضل وأكثر ازدهارًا وتقدمًا.
اقرأ أيضًا: معلومات عن رؤية المملكة السعودية 2030