أحاديث عن موت الفجأة
يُراد بموت الفجأة؛ الموت الذي يأتي بغتةً على حين غفلة، ووقوعه بلا سبب سابق مؤدي له؛ كمرض وغيره، ودون حدوث معاناة أو مشقة؛ من مقدماته أو سكراته، كما يُعرف موت الفجأة بموت الفوات، أو موت السكتة؛ أي أنه يأخذ الإنسان من حياته الدنيا على غفلة، وقد اشتملت السنة النبوية على عدة أحاديث عن موت الفجأة والتحذير منه بضرورة الاستعداد له بالمداومة على التوبة والاستغفار.
أحاديث عن موت الفجأة
قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: موتُ الفجأةِ أخذةُ آسِفٍ. (( الراوي : عبيد بن خالد السلمي | المحدث : النووي | المصدر : المجموع، الصفحة أو الرقم: 5/321 | خلاصة حكم المحدث : روي مرفوعاً، وموقوفا بإسناد صحيح ))
قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: موتُ الفَجْأَةِ راحةٌ للمؤمنِ، وأَخْذُهُ أَسَفٌ للكافرِ. (( الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : العجلوني | المصدر : كشف الخفاء، الصفحة أو الرقم: 2/383 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح ))
يمكن الجمع بين هذين الحديثين السابقين من خلال الإشارة أولا إلى أن شعور الإنسان بقرب أجله من نعم الله تعالى عليه، حيث يستعد لموته، ويسدد ويقارب فيما بقي من عمره؛ وفي هذا الأثر يقول عبيد بن خالد السلمي -وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم-: في موت الفجاءة” وهو الموت بدون مقدمات ظاهرة، أو سبب كمرض، أو حادث ونحوه، “أخذة أسف” أخذة غضب، والمعنى: أنه فعل ما أوجب الغضب عليه، والانتقام منه بأن أماته الله بغتة، فذلك من آثار غضب الله سبحانه وتعالى، فلم يمهل صاحبه ليستعد ويتوب، ولم يصبه مرض، فتذهب عنه بعض ذنوبه، ولكن يصح إطلاق القول بأن كل موت فجأة يدل على سوء الخاتمة، فقد يكون شخص ما طيبا، طائعا لأوامر الله، مجتنبا نواهيه طوال حياته، إلّا أنّه مات فجأةً، وقد يقع عكس ذلك، أي أنه لا يحكم على صلاح الإنسان أم لا بحالته حين موته بشكل مفاجئ، والدليل على ذلك ما جاء في قوله “موت الفجأة راحة للمؤمن، وأسف على الكافر”، فيكون موت الراحة محمولا على من استعد وتأهب، والثاني: محمول على من فرط. وفي الحديث: خطورة موت الفجأة على المتمادي في الذنوب، والدعوة إلى إحسان العمل لجهالة موعد الموت.
اقرأ أيضًا: حكم تمني الموت … متى يجوز تمني الموت
قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: مِنَ اقترابِ الساعةِ أنْ يُرَى الهلالُ قَبَلًا فيُقالُ : لِلَيْلَتَيْنِ وأنْ تُتَّخَذَ المساجدُ طرُقًا وأنْ يَظهَرَ موتُ الفَجأةِ. (( الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع، الصفحة أو الرقم: 5899 | خلاصة حكم المحدث : حسن ))
عن عبدِ اللهِ بن عمرو أنّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم استعاذَ من سبعِ موتاتٍ موتُِ الفجْأَةِ ومن لدغِ الحيّةِ ومن السبعِ ومن الحرقِ ومن الغرقِ ومن أن يخر على شيء أو يخرّ عليهِ شيء ومن القتلِ عند فرارِ الزحفِ. (( الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : مسند أحمد، الصفحة أو الرقم: 10/100 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح ))
قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: يُؤْتَى بالمَوْتِ كَهَيْئَةِ كَبْشٍ أمْلَحَ، فيُنادِي مُنادٍ: يا أهْلَ الجَنَّةِ، فَيَشْرَئِبُّونَ ويَنْظُرُونَ، فيَقولُ: هلْ تَعْرِفُونَ هذا؟ فيَقولونَ: نَعَمْ، هذا المَوْتُ، وكُلُّهُمْ قدْ رَآهُ، ثُمَّ يُنادِي: يا أهْلَ النَّارِ، فَيَشْرَئِبُّونَ ويَنْظُرُونَ، فيَقولُ: وهلْ تَعْرِفُونَ هذا؟ فيَقولونَ: نَعَمْ، هذا المَوْتُ، وكُلُّهُمْ قدْ رَآهُ، فيُذْبَحُ ثُمَّ يقولُ: يا أهْلَ الجَنَّةِ خُلُودٌ فلا مَوْتَ، ويا أهْلَ النَّارِ خُلُودٌ فلا مَوْتَ، ثُمَّ قَرَأَ: {وَأَنْذِرْهُمْ يَومَ الحَسْرَةِ إذْ قُضِيَ الأمْرُ وهُمْ في غَفْلَةٍ}، وهَؤُلاءِ في غَفْلَةٍ أهْلُ الدُّنْيا {وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ}. (( الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 4730 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
مَرَّ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بقومٍ في المسجدِ وهم يَضحَكونَ ويَمرَحونَ، فقال: أكثِروا مِن ذِكرِ هاذِمِ اللَّذَّاتِ: الموت. (( الراوي : أنس بن مالك | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الفتوحات الربانيةالصفحة أو الرقم: 4/51 | خلاصة حكم المحدث : حسن ))
عن أنس بن مالك عن النبي عليه الصلاة والسلام: اذكر الموتَ في صلاتِك، فإنَّ الرجلَ إذا ذكر الموتَ في صلاتِه لحريٌّ أن يُحسنَ صلاتَه، وصلِّ صلاةَ رجلٍ لا يظنُّ أنَّه يُصلِّي صلاةً غيرَها، وإيَّاك وكلُّ أمرٍ يُعتذَرُ منه. (( الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة، الصفحة أو الرقم: 2839 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن ))
لم يلْقَ ابنُ آدمَ شيئًا منذ خلقه اللهُ عزَّ وجلَّ أشدَّ عليه من الموتِ، ثمَّ إنَّ الموتَ أهونُ ممَّا بعده، وإنَّهم ليلقون من هولِ ذلك اليومِ شدَّةً حتَّى يُلجِمَهم العرَقُ حتَّى إنَّ السُّفنَ لو أُجرِيَتْ فيه لجرَتْ. (( الراوي : أنس بن مالك | المحدث : المنذري | المصدر : الترغيب والترهيب، الصفحة أو الرقم: 4/294 | خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد ))
عن محمود بن لبيد الأنصاري عنِ النبي صلّى اللهُ عليهِ وسلّم قال: اثنتانِ يكرهُهما ابنُ آدمَ: يكرَهُ الموتَ والموتُ خيرٌ له من الفتنةِ، ويكرَهُ قِلَّةَ المالِ وقِلَّةَ المالِ أقلُّ للحسابِ. (( الراوي : محمود بن لبيد الأنصاري | المحدث : الدمياطي | المصدر : المتجر الرابح، الصفحة أو الرقم: 330 | خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح ))
عن أبي قتادة أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُرَّ عليه بجنازةٍ فقال: مستريحٌ ومستراحٌ منه، فقالوا: يا رسولَ اللهِ مَن المستريحُ والمستراحُ منه؟ فقال: العبدُ المؤمنُ يستريحُ مِن نصَبِ الدُّنيا وأذاها إلى رحمةِ اللهِ والمستراحُ منه العبدُ الفاجرُ يستريحُ منه العبادُ والبلادُ والشَّجرُ والدَّوابُّ. (( الراوي : أبو قتادة | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 3012 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه ))
اقرأ أيضًا: أحاديث عن دفن الميت