أحاديث عن حسن الظن بالناس

دعا الإسلام المسلم إلى حسن الظن بالناس جميعًا، حيث إن المطلع الوحيد على البواطن هو الله سبحانه وتعالى فقط، وهو يتولى السرائر ويُحيط بها، ولحسن الظن بالناس منزلة عالية في الإسلام لما له من نشر التحابب بين الناس، ودفع العدواة والبغضاء فيما بينهم، وتشتمل السنة النبوية على عدة أحاديث عن حسن الظن بالناس والتحذير من سوء الظن بهم.

أحاديث عن حسن الظن بالناس

أحاديث عن حسن الظن بالناس

عن صَفِيَّة بنْتِ حُيَيٍّ أنَّهَا جَاءَتْ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَزُورُهُ في اعْتِكَافِهِ في المَسْجِدِ في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ، فَتَحَدَّثَتْ عِنْدَهُ سَاعَةً، ثُمَّ قَامَتْ تَنْقَلِبُ، فَقَامَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ معهَا يَقْلِبُهَا، حتَّى إذَا بَلَغَتْ بَابَ المَسْجِدِ عِنْدَ بَابِ أُمِّ سَلَمَةَ، مَرَّ رَجُلَانِ مِنَ الأنْصَارِ، فَسَلَّما علَى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ لهما النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: علَى رِسْلِكُمَا، إنَّما هي صَفِيَّةُ بنْتُ حُيَيٍّ، فَقالَا: سُبْحَانَ اللَّهِ يا رَسولَ اللَّهِ، وكَبُرَ عليهمَا، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ الشَّيْطَانَ يَبْلُغُ مِنَ الإنْسَانِ مَبْلَغَ الدَّمِ، وإنِّي خَشِيتُ أنْ يَقْذِفَ في قُلُوبِكُما شيئًا. (( الراوي : صفية أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 2035 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))

في هذا الحديث تروي أم المؤمنين صفية بنت حيي زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوره وهو معتكف في المسجد في العشر الأواخر من رمضان، وبعد أن زارته، قامت لتنقلب، أي: ترجع إلى منزلها، فقام معها النبي صلى الله عليه وسلم، فلما بلغا قريبا من باب المسجد عند باب زوجته أم سلمة رضي الله عنها، مر بهما رجلان من الأنصار -قيل: هما أسيد بن حضير وعباد بن بشر رضي الله عنهما- فسلما على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم نفذا، أي: أسرعا في السير، وذلك احتراما للنبي صلى الله عليه وسلم؛ لوقوفه مع إحدى النساء، وظاهره أنه قد خفيا عليهما أنها إحدى زوجاته، فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم: «على رسلكما»، أي: تمهلا ولا تتعجلا، فليس شيء تكرهانه، وليخبرهما أنها صفية امرأته، فقالا: سبحان الله! أي: تنزه الله عن أن يكون رسوله صلى الله عليه وسلم متهما بما لا ينبغي، أو كناية عن التعجب من هذا القول، وكبر عليهما ذلك، وشق عليهما ما قاله صلى الله عليه وسلم، واستعظما أن يظن النبي صلى الله عليه وسلم أنهما قد ظنا به سوءا، فأخبرهما النبي صلى الله عليه وسلم أن الشيطان لا يزال يوسوس للإنسان، وهو يجري منه مجرى الدم في العروق، وأنه صلى الله عليه وسلم خشي أن يوسوس لهما الشيطان فيلقي في قلوبهما ظنا سيئا بالنبي صلى الله عليه وسلم، وقد يفضي بهما ذلك إلى الهلاك، فبادر إلى إعلامهما؛ تعليما لمن بعدهما إذا وقع له مثل ذلك.

عن أبي هريرة قال: قال رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إيَّاكم والظَّنَّ، فإنَّ الظَّنَّ أكذَبُ الحديثِ، ولا تَحاسَدوا، ولا تَباغَضوا، ولا تَنافَسوا، وكونوا عبادَ اللهِ إخوانًا. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج مشكل الآثار، الصفحة أو الرقم: 457 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين ))

في هذا الحديث نهى صلى الله عليه وسلم وحذر من بعض ما يؤدي إلى هذه الفرقة والعداوة والتباغض، فحذر صلى الله عليه وسلم من الظن، يعني سوء الظن بالمسلمين، والحديث بما لم يتيقن من الأخبار، وقال: «إن الظن أكذب الحديث»، أي: يقع الكذب في الظن أكثر من وقوعه في الكلام.

اقرأ أيضًا: قصص للأطفال عن سوء الظن

حسن الظن بالناس

عن طلحة بن عبيد الله قال: مَررتُ معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ في نَخلٍ ، فرأى قومًا يُلقِّحونَ النَّخلَ ، فقالَ : ما يصنَعُ هؤلاءِ ؟ قالوا : يأخذونَ منَ الذَّكرِ فيجعَلونَهُ في الأُنثى ، قالَ : ما أظنُّ ذلِكَ يُغني شيئًا ، فبلغَهُم ، فترَكوهُ ، فنزلوا عَنها ، فبلغَ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ ، فقالَ : إنَّما هوَ الظَّنُّ ، إن كانَ يُغني شيئًا فاصنعوهُ ، فإنَّما أَنا بشرٌ مثلُكُم ، وإنَّ الظَّنَّ يُخطئُ ويصيبُ ، ولَكِن ما قُلتُ لَكُم : قالَ اللَّهُ ، فلَن أَكْذِبَ على اللَّهِ. (( الراوي : طلحة بن عبيدالله | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه، الصفحة أو الرقم: 2018 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ يُحَدِّثُ، قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْحُرَقَةِ مِن جُهَيْنَةَ قَالَ: فَصَبَّحْنَاهُمْ، فَقَاتَلْنَاهُمْ، فَكَانَ مِنْهُمْ رَجُلٌ: إِذَا أَقْبَلَ الْقَوْمُ كَانَ مِنْ أَشَدِّهِمْ عَلَيْنَا وَإِذَا أَدْبَرُوا كَانَ حَامِيَتَهُمْ، قَالَ: فَغَشِيتُهُ، أَنَا وَرَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، قَالَ: فَلَمَّا غَشِينَاهُ، قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، فَكَفَّ عَنْهُ الأَنْصَارِيُّ، وَقَتَلْتُهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا أُسَامَةُ أَقَتَلْتَهُ بَعْدَ مَا قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ؟ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّمَا كَانَ مُتَعَوِّذًا مِنَ الْقَتْلِ، فَكَرَّرَهَا عَلَيَّ حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَسْلَمْتُ إِلاَّ يَوْمَئِذٍ. (( الراوي : أسامة بن زيد | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 6872 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))

عن أنس بن مالك قال: قال رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: احتَرسوا من النَّاسِ بسوءِ الظَّنِّ. (( الراوي : [أنس بن مالك] | المحدث : الزرقاني | المصدر : مختصر المقاصد، الصفحة أو الرقم: 30 | خلاصة حكم المحدث : حسن ))

اقرأ أيضًا: أقوال مأثورة عن حسن الظن

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *