يتنوع هوى النفس إلى نوعين: الأول هو المقبول كميل الإنسان لأسباب بقائه وهذا يبقى مقبولًا ما لم يزد عن حده ولم يتجاوز الاعتدال ولم يتخط الإنسان فيه المعقول وفق معيار يستند لأساس متين لم يتجاوز فيه الشرع والعرف، أما النوع الثاني هو المذموم وهو الميل إلى الباطل والسوء والشهوات، واشتملت السنة النبوية على عدة أحاديث عن هوى النفس وبيان ضوابطه.
أحاديث عن هوى النفس
الكَيِّسُ مَن دان نفسَه وعمِل لما بعدَ المَوتِ والعاجِزُ مَن أتبَعَ نفسَه هواها وتمنَّى على اللهِ. (( الراوي : شداد بن أوس | المحدث : الترمذي | المصدر : سنن الترمذي، الصفحة أو الرقم: 2459 | خلاصة حكم المحدث : حسن ))
إنَّ أَهلَ الكتابِ قبلَكم تفرَّقوا علَى اثنتينِ وسبعينَ فرقةً في الأَهواءِ ألا وإنَّ هذِه الأمَّةَ ستفترِقُ علَى ثلاثٍ وسبعينَ فِرقةً في الأَهواءِ كلُّها في النَّارِ إلَّا واحدةً وَهيَ الجماعةُ ألا وإنَّهُ يخرجُ في أمَّتي قومٌ يَهوونَ هوًى يتجارَى بِهم ذلِك الهوى كما يتجارَى الكَلبُ بصاحبِه لا يدَعُ منهُ عِرقًا ولا مِفصَلًا إلَّا دخلَهُ. (( الراوي : معاوية بن أبي سفيان | المحدث : الألباني | المصدر : تخريج كتاب السنة، الصفحة أو الرقم: 2 | خلاصة حكم المحدث : صحيح لغيره ))
تُعرضُ الفتنُ على القلوبِ كالحصيرِ عودًا عودًا ، فأيُّ قلبٍ أُشربَها نكتَتْ فيه نكتةٌ سوداءُ فيصيرُ أسودَ مربادًّا كالكوزِ مُجَخِّيًا ، لا يعرفُ معروفًا ولا ينكرُ إلا ما أُشرِبَ من هَواه. (( الراوي : حذيفة بن اليمان | المحدث : ابن العربي | المصدر : العواصم من القواصم، الصفحة أو الرقم: 17 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
لا يؤمنُ أحدُكم حتَّى يَكونَ هواهُ تبعًا لمَّا جئتُ بِهِ. (( الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : النووي | المصدر : الأربعون النووية، الصفحة أو الرقم: 41 | خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح ))
عن ابنِ مسعودٍ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّكم في زمانٍ كثيرٌ فقَهاؤُهُ قليلٌ خطباؤُهُ قليلٌ سؤَّالُهُ كثيرٌ معطوهُ العملُ فيهِ قائدٌ للْهوى وسيأتي من بعدِكم زمانٌ قليلٌ فقَهاؤُهُ كثيرٌ خطباؤُهُ كثيرٌ سؤَّالُهُ قليلٌ معطوهُ الْهوى فيهِ قائدٌ للعملِ اعلَموا أنَّ حُسنَ الْهديِ – في آخرِ الزَّمان- خيرٌ من بعض العمل. (( الراوي : زيد بن وهب الجهني | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الأدب المفرد، الصفحة أو الرقم: 605 | خلاصة حكم المحدث : حسن ))
ثلاثٌ مُهلِكاتٌ، وثلاثٌ مُنْجِياتٌ، فقال: ثلاثٌ مُهلِكاتٌ: شُحٌّ مُطاعٌ، وهوًى مُتَّبَعٌ، وإعجابُ المرءِ بنفسِه. وثلاثٌ مُنجِياتٌ: خشيةُ اللهِ في السرِّ والعلانيةِ، والقصدُ في الفقرِ و الغِنى، و العدلُ في الغضبِ و الرِّضا. (( الراوي : أنس بن مالك وابن عباس وأبو هريرة وعبدالله بن أبي أوفى عبدالله بن عمر | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة، الصفحة أو الرقم: 1802 | خلاصة حكم المحدث : حسن ))
اقرأ أيضًا: خواطر عن الهوى
من أحدثَ في أمرنا هذا ما ليسَ منْهُ فَهوَ ردٌّ. أمَّا بعدُ فإنَّ خيرَ الحديثِ كتابُ اللَّهِ وخيرَ الْهدي هديُ محمَّدٍ – صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ – وشرَّ الأمورِ محدثاتُها وَكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ. إنَّما أخشى عليْكم شَهواتِ الغيِّ في بطونِكم وفروجِكم ومضلَّاتِ الْهوى. إيَّاكم والمُحدثاتِ فإنَّ كلَّ محدثةٍ ضلالةٌ. إنَّ اللَّهَ حجبَ التَّوبةَ عن كلِّ صاحبِ بدعةٍ حتَّى يدعَ بدعتَه. (( الراوي : أبو برزة الأسلمي نضلة بن عبيد | المحدث : الهيتمي المكي | المصدر : الزواجر، الصفحة أو الرقم: 1/99 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
كُنْتُ أغَارُ علَى اللَّاتي وهَبْنَ أنْفُسَهُنَّ لِرَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأَقُولُ أتَهَبُ المَرْأَةُ نَفْسَهَا؟ فَلَمَّا أنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: (تُرْجِئُ مَن تَشَاءُ منهنَّ وتُؤْوِي إلَيْكَ مَن تَشَاءُ ومَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فلا جُنَاحَ عَلَيْكَ) قُلتُ: ما أُرَى رَبَّكَ إلَّا يُسَارِعُ في هَوَاكَ. (( الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 4788 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
عن زِرِّ بنِ حُبَيشٍ، قال: أتيت صفوانَ بن عسالِ المُرَادِي، فقلت له هل حفظت من رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في الهَوَى شيئا قال نعم كنّا مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في بعضِ أسفارهِ فناداهُ رجلٌ كان في آخرِ القوم بصوتٍ جَهُوريّ أعرابيّ جَلْف جافٍ فقال يا محمدُ يا محمدُ فقال له القومُ مَهْ إنّك قد نُهيتَ عن هذا فأجابهُ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نحوا من صوتهِ هاؤُمْ فقال الرجل ُيُحبُّ القومَ ولمّا يَلْحَق بهم قال فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم المرءُ مع من أحَبّ قالزر فما بَرِحَ يحدّثني حتى حدّثَني أن الله عز وجل جعلَ بالمغربِ بابا عرضه مسيرةَ سبعينَ عاما للتوبَةِ لا يُغْلقَ ما لم تطلعِ الشمسُ من قبلهِ وذلك قولُ اللهِ عز وجل : { يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيْمَانُهَا }. (( الراوي : صفوان بن عسال | المحدث : الترمذي | المصدر : سنن الترمذي، الصفحة أو الرقم: 3536 | خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح ))
المهاجرُ من هجر السوءَ والمجاهدُ من جاهد هواهُ. (( الراوي : فضالة بن عبيد | المحدث : العراقي | المصدر : تخريج الإحياء، الصفحة أو الرقم: 4/87 | خلاصة حكم المحدث : [روي] بإسنادين جيدين ))
حدَّثَنا الحَسَنُ في هذه الآيةِ: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} [الجاثية: 23]، قال: هو المُنافِقُ، لا يَهوى شَيئًا إلَّا ركِبَه. (( الراوي : مبارك بن فضالة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء، الصفحة أو الرقم: 4/571 | خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات ))
كان عمرُ يقولُ في خُطبتِه: أفلح منكم من حُفِظ من الهوَى والغضبِ والطَّمعِ ووُفِّق إلى الصِّدقِ، فإنَّه يجُرُّه إلى الخيرِ. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : الذهبي | المصدر : المهذب، الصفحة أو الرقم: 3/1143 | خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد ))
اقرأ أيضًا: أحاديث عن ضيق الحال