أحاديث عن هاروت وماروت
هاروت وماروت ملكان من السماء نزلا في أرض بابل، وأُنزِل عليهما السحر بإذن الله؛ امتحانًا وابتلاءً للناس، وقد ورد في كتب السنة عدة أحاديث عن هاروت وماروت وقصتهما التي نقلها كعب الأحبار، وقد كان عالمًا يهوديًا ثم أسلم، وكان بعض الصحابة يستمعون إلى أحاديثه وينقلونها.
أحاديث عن هاروت وماروت
إنَّ آدَمَ لَمَّا أُهبِط إلى الأرضِ قالتِ الملائكةُ : أيْ ربِّ {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} قالوا : ربَّنا نحنُ أطوعُ لك مِن بني آدَمَ قال اللهُ لملائكتِه : هلُمُّوا ملَكَيْنِ مِن الملائكةِ فننظُرَ كيف يعمَلانِ قالوا : ربَّنا، هاروتُ وماروتُ، قال : فاهبِطا إلى الأرضِ قال : فمُثِّلتْ لهم الزُّهَرةُ امرأةً مِن أحسَنِ البشَرِ فجاءاها فسأَلاها نفسَها فقالت : لا واللهِ حتَّى تَكَلَّما بهذه الكلمةِ مِن الإشراكِ قالا : واللهِ لا نُشرِكُ باللهِ أبدًا فذهَبَتْ عنهما ثمَّ رجَعَتْ بصبيٍّ تحمِلُه فسأَلاها نفسَها فقالت : لا واللهِ حتَّى تقتُلا هذا الصَّبيَّ فقالا : لا واللهِ لا نقتُلُه أبدًا فذهَبَتْ ثمَّ رجَعَتْ بقَدَحٍ مِن خمرٍ تحمِلُه فسأَلاها نفسَها فقالت : لا واللهِ حتَّى تشرَبا هذا الخمرَ فشرِبا فسَكِرا فوقَعا عليها وقتَلا الصَّبيَّ فلمَّا أفاقا قالتِ المرأةُ : واللهِ ما ترَكْتُما مِن شيءٍ أثيمًا إلَّا فعَلْتُماه حينَ سكِرْتُما فخُيِّرا عندَ ذلك بيْنَ عذابِ الدُّنيا وعذابِ الآخرةِ فاختارا عذابَ الدُّنيا. (( الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 6186 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه ))
عَن عُبيدِ اللَّهِ بنِ عبدِ اللَّهِ إنَّ هاروتَ وماروتَ كانا ملَكينِ ، فأُهبِطا ليَحكُما بينَ النَّاسِ . وذلِكَ أنَّ الملائِكَةَ سخِروا من حُكَّامِ بني آدمَ فتَحاكمَتْ إليهِما امرأَةٌ فحافا لَها ، ثمَّ ذَهَبا يصعَدانِ ، فحيلَ بينَهما وبينَ ذلِك ، فخُيِّرا بينَ عذابِ الدُّنيا وعذابِ الآخرةِ فاختَارا عذابَ الدُّنيا. (( الراوي : عبيدالله بن عبدالله بن عتبة بن مسعود | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : العجاب، الصفحة أو الرقم: 1/331 | خلاصة حكم المحدث : إسناده على شرط الصحيح ))
عن عميرِ بنِ سعيدٍ قال : سمِعتُ عليًّا رضي اللهُ عنه يقولُ : كانتِ الزهرةُ امرأةً جميلةً مِن أهلِ فارسَ ، وإنها خاصمَتْ إلى الملَكينِ هاروتَ وماروتَ ، فراوداها عن نفسِها ، فأبَتْ عليهِما إلا أنْ يُعلِّماها الكلامَ الذي إذا تكلَّم به يعرجُ به إلى السماءِ . فعلَّماها ، فعرَجَتْ إلى السماءِ فمُسِخَتْ كوكبًا. (( الراوي : عمير بن سعيد | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : العجاب، الصفحة أو الرقم: 1/322 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح ))
عنِ ابنِ عباسٍ رضِيَ اللهُ عنهما قال اسمُ الملَكَيْنِ اللَّذَينِ يَأْتِيانِ في القَبْرِ منكرٌ ونكيرٌ وكانَ اسمُ هاروتَ وماروتَ وهُمَا في السماءِ عَزْرَا وعُزَيْزًا. (( الراوي : [عكرمة مولى ابن عباس] | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم: 3/57 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن ))
اقرأ أيضًا: ما هو علاج السحر
حديث طويل عن هاروت وماروت
ومما جاء من أحاديث عن هاروت وماروت ما ثبت عن مجاهدٍ قال: كُنْتُ نازِلا على عَبْدِ اللهِ بنِ عمرَ في سفرٍ فلمَّا كان ذاتَ ليلةٍ قال لِغُلامِهِ انْظُرْ طَلَعَتِ الحَمْرَاءُ لا مرحبًا بِها ولا أَهْلا ولا حَيَّاها اللهُ هيَ صاحبَةُ المَلكَيْنِ قالتِ الملائكةُ يا رَبِّ كَيْفَ تَدَعُ عُصاةَ بَنِي آدمَ وهُمْ يَسْفِكُونَ الدَّمَ الحَرَامَ ويَنْتَهِكُونَ مَحارِمَكَ ويُفْسِدُونَ في الأرضِ قال إنِّي قَدِ ابْتَلَيْتُهُمْ فَلَعَلِّي إِنِ ابْتَلَيْتُكُمُ بِمِثْلِ الذي ابْتَلَيْتُهُمْ بهِ فَعَلْتُمْ كَالذي يفعلونَ قالوا لا قال فَاخْتَارُوا من خِيارِكُمُ اثْنَيْنِ فَاخْتَارُوا هارُوتَ ومارُوتَ فقال لهُما إنِّي مُهْبِطُكُما إلى الأرضِ وعَاهِدٌ إِلَيْكُما أنْ لا تُشْرِكَا ولا تَزْنِيا ولا تَخُونا فَأُهْبِطَا إلى الأرضِ وألقى عليهما الشَّبَقَ وأُهْبِطَتْ لهُما الزُّهْرَةُ في أَحْسَنِ صُورَةِ امرأةٍ فَتَعَرَّضَتْ لهُما فراودَاها عن نفسِهِا فقالتْ إنِّي على دِينٍ لا يَصْحُ لأَحَدٍ أنْ يأتينِيَ إلَّا مَنْ كان على مِثْلِه قالا وما دِينُكِ قالتِ المجوسِيَّةُ قالا الشركُ هذا شيءٌ لا نُقِرُّ بهِ فَمَكَثْتُ عنهُما ما شاءَ اللهُ ثُمَّ تَعَرَّضَتْ لهُما فأرادَاها عن نفسِهِا فقالتْ ما شيئًا غيرَ أنَّ لِيَ زَوْجًا وأنا أَكْرَهُ أنْ يَطَّلِعَ على هذا مِنِّي فَأَفْتَضِحَ فإنْ أَقْرَرْتُما لي بِدِينِي وشَرَطْتما لي أنْ تَصْعَدَا بي إلى السَّماءِ فَعَلْتُ فَأَقَرَّا لها بِدِينِها وأَتَياها فيما يَرَيانِ ثُمَّ صَعِدَا بِها إلى السَّماءِ فلمَّا انْتَهَيا بِها إلى السَّماءِ اخْتُطِفَتْ مِنْهُما وقُطِعَتْ أَجْنِحَتُهما فَوَقَعَا خَائِفَيْنِ نادِمَيْنِ يَبكيانِ وفي الأرضِ نَبِيٌّ يَدْعُو بين الجُمُعَتَيْنِ فإذا كان يومُ الجمعةِ أُجِيبَ فَقَالا لَوْ أَتَيْنا فُلانًا فَسَأَلْناهُ يَطْلُبُ لَنا التَّوْبَةَ فَأَتَياهُ فقال رحمَكُما اللهُ كَيْفَ يَطْلُبُ أهلُ الأرضِ لأهلِ السَّماءِ قالا إنَّا قد ابْتُلِينا قال ائْتِيانِي في يومِ الجمعةِ فَأَتَياهُ فقال ما أُجِبْتُ فيكُما بِشيءٍ ائْتِيانِي في الجمعةِ الثانيةِ، فَأَتَياهُ فقال اخْتَارَا فقد خُيِّرْتُما إنْ أَحْبَبْتُما مَعافاةُ الدنيا وعَذَابَ الآخرةِ وإنْ أَحْبَبْتُما فَعَذَابُ الدنيا وأنْتُما يومَ القيامةِ على حُكْمِ اللهِ فقال أحدُهُما الدنيا لمْ يَمْضِ مِنْها إلَّا القَلِيلٌ وقال الآخَرُ ويْحَكَ إنِّي قد أَطَعْتُكَ في الأمرِ الأولِ فَأَطِعْنِي الآنَ إِنَّ عَذَابًا يَفْنَى ليس كَعَذَابٍ يَبْقَى وإِنَّنا يومَ القيامةِ على حُكْمِ اللهِ فَأَخَافُ أنْ يُعَذِّبَنا قال لا إنِّي لأرْجو إنْ عَلِمَ اللهُ أنَّا قَدِ اخترْنا عَذَابَ الدنيا مَخَافَةَ عذابِ الآخرةِ أنْ لا يَجْمَعَهُما عَلَيْنا قال فَاخْتَارَا عَذَابَ الدنيا فَجُعِلا في بَكَرَاتٍ من حَدِيدٍ في قَلِيبٍ مَمْلوءَةٍ من نارٍ عَالِيهِما سافِلُهُما. (( الراوي : مجاهد بن جبر المكي | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : العجاب، الصفحة أو الرقم: 1/325 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح ))
اقرأ أيضًا: معلومات عن ذي القرنين