أحاديث عن غلاء الأسعار

اشتملت السنة النبوية على عدة أحاديث عن غلاء الأسعار وكيفية التعامل معه من خلال تطبيق نظام مختلط يترك السوق أحيانا ليفيد التجار والمتكسبين ويتدخل أحيانا أخرى حينما يرى الغبن والاحتكار والمبالغة في الربح الفاحش لحماية الناس وفق سياسة غاية في الرشد والحكمة.

أحاديث عن غلاء الأسعار

عن أنس بن مالك قال: غلاَ السِّعرُ على عَهدِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليْهِ وسلَّمَ فقالوا يا رسولَ اللَّهِ قد غلاَ السِّعرُ فسعِّر لنا فقالَ إنَّ اللَّهَ هوَ المسعِّرُ القابضُ الباسطُ الرَّازقُ إنِّي لأرجو أن ألقى ربِّي وليسَ أحدٌ يطلُبُني بمظلِمةٍ في دمٍ ولاَ مالٍ. (( الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه، الصفحة أو الرقم: 1801 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

في هذا الحديث يحكي أنس بن مالك رضي الله عنه أنه: “غلا السعر”، أي: ارتفعت أسعار السلع وقيمتها عند أصحابها، “على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا”، أي: الصحابة رضي الله عنهم: “يا رسول الله، سعر لنا”، أي: طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يأمر التجار وأهل السوق بسعر مسمى لا يزاد عليه ولا ينقص، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الله هو المسعر”، أي: إن الغلاء والرخص هو أمر بيد الله تعالى، “القابض”، أي: الممسك للرزق، “الباسط”، أي: الموسع له، “الرزاق”، أي: الذي بيده رزق العباد، “وإني لأرجو أن ألقى ربي وليس أحد منكم يطلبني بمظلمة”، أي: تكون له مظلمة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله بها الله يوم القيامة، “في دم ولا مال”، أي: إن المانع لي من التسعير مخافة أن يظلم الناس في أموالهم.

عن عبد الله بن زيد المازني الأنصاري قال: خرَجَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فاستَسقى، ثم توَجَّهَ قِبَلَ القِبلةِ، وحوَّلَ إلى النَّاسِ ظَهرَهُ يَدعو، وحوَّلَ رِداءَهُ، وصَلَّى رَكعَتَيْنِ، قال أبو عَبدِ الرَّحمنِ: قلَبَ الرِّداءَ؛ حتى تَحُولَ السَّنةُ، يَصيرُ الغَلاءُ رُخصًا. (( الراوي : عبدالله بن زيد المازني الأنصاري | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند، الصفحة أو الرقم: 16460 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

في هذا الحديث يخبر عبد الله بن زيد رضي الله عنه: أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم خرج ذات يوم يصلي صلاة الاستسقاء، فأدار ظهره للناس ليستقبل القبلة؛ ليدعو الله، وذلك أجمع لقلب الداعي، حيث لا يرى أحدا من الناس، وأدعى إلى حضوره وخشوعه في الدعاء، وذلك أقرب إلى إجابته، «ثم حول رداءه»، فقلبه فجعل عن يساره ما كان عن يمينه، والعكس؛ وتحويل الرداء فعله النبي صلى الله عليه وسلم تفاؤلا بتغير الحال من القحط إلى نزول الغيث والخصب، ومن ضيق الحال إلى سعته، ثم صلى ركعتين، وكانت القراءة فيهما جهرا.

وينبغي في صلاة الاستسقاء إظهار مزيد من التذلل والعبودية لله عز وجل؛ فالابتهال والتضرع إلى الله تعالى بالدعاء والمبالغة فيه من أعظم الأسباب التي تدفع البلاء، وتكشف الضر.

اقرأ أيضا: أحاديث عن التجارة

عن أبي سعيد الخدري قال: إنَّ يهوديًّا قدِم زمَنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بثلاثينَ حِملِ شعيرٍ وتمرٍ فسعَّر مُدًّا بمُدِّ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وليس في النَّاسِ يومَئذٍ طعامٌ غيرُه وكان قد أصاب النَّاسَ قبْلَ ذلك جوعٌ لا يجِدونَ فيه طعامًا فأتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم النَّاسُ يشكُون إليه غَلاءَ السِّعرِ فصعِد المنبرَ فحمِد اللهَ وأثنى عليه ثمَّ قال: لا ألقيَنَّ اللهَ مِن قبْلِ أنْ أُعطيَ أحدًا مِن مالِ أحدٍ مِن غيرِ طيبِ نفسٍ، إنَّما البيعُ عن تراضٍ ولكنَّ في بيوعِكم خِصالًا أذكُرُها لكم: لا تضاغَنوا ولا تناجَشوا ولا تحاسَدوا ولا يسومُ الرَّجُلُ على سَومِ أخيه ولا يبيعَنَّ حاضرٌ لبادٍ والبيعُ عن تراضٍ وكونوا عبادَ اللهِ إخوانًا. (( الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 4967 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه ))

قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ : وَاللَّهِ ما الفَقْرَ أخْشَى علَيْكُم، ولَكِنِّي أخْشَى أنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا كما بُسِطَتْ علَى مَن كانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كما تَنَافَسُوهَا، وتُهْلِكَكُمْ كما أهْلَكَتْهُمْ. (( الراوي : عمرو بن عوف المزني | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 4015 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))

قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو بالبَقيعِ: يا مَعشَرَ التُّجَّارِ. قال: فاشْرَأبَّيْنا، فقال: إنَّ التُّجَّارَ يُبعَثونَ يَومَ القِيامةِ فُجَّارًا، إلَّا مَنِ اتَّقى وَبَرَّ وصَدَقَ. (( الراوي : رفاعة بن عرابة الجهني | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة، الصفحة أو الرقم: 994 | خلاصة حكم المحدث : حسن لشواهده ))

عن عبد الله بن عباس قال: غلا السِّعرُ بالمدينةِ ، فذَهَبَ الصَّحابةُ إلى رسول اللَّه صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فقالوا : غلا السِّعرُ فسعِّر لَنا ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ : إنَّ اللَّهَ هوَ المُعطي ، إنَّ للَّهِ ملَكًا اسمُهُ عمارةُ على فرَسٍ من حجارةِ الياقوتِ طولُهُ مدَّ بصرِهِ يدورُ في الأمصارِ ويقِفُ في الأسواقِ فيُنادي : ألا ليَغلُ كذا وَكَذا ، ألا ليَرخُصْ كذا وَكَذا. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : السخاوي | المصدر : المقاصد الحسنة، الصفحة أو الرقم: 540 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

اقرأ أيضا: أحاديث عن الربا

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

Exit mobile version