من الأسئلة التي يطرحها الكثير من المسلمين هو سؤال لماذا عُدت العشر الاواخر من رمضان افضل اوقات الاعتكاف لذلك يجب توضيح إجابة هذا السؤال إضافةً إلى تعيين وقت دخول الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان فضلًا عن تحديد شروط الاعتكاف سواء للرجل أو المرأة.
العشر الاواخر من رمضان افضل اوقات الاعتكاف
شهر رمضان هو الشهر المبارك الذي نزل فيه القرآن الكريم وفيه يضاعف الله الأجر والثواب لمن يشاء، وهو الشهر الذي تتطهر فيه النفوس والقلوب وتفتح فيه أبواب الجنة وأبواب السماء فتقبل الدعوات بإذن الله جل وعلا، وتُعد العشر الاواخر من رمضان افضل وقت للاعتكاف فقد كان الرسول عليه الصلاة والسلام مواظبا على الاعتكاف في رمضان وخاصة في العشر الاواخر من رمضان.
والدليل على ذلك: ما جاء عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: “كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، إذَا دَخَلَ العَشْرُ، أَحْيَا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَجَدَّ وَشَدَّ المِئْزَرَ”. (( الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود، الصفحة أو الرقم: 1376 | خلاصة حكم المحدث : صحيح )) والعشر الاواخر من رمضان فيها من الفضل أعظمه ومن الخير أكثره، فعلى المسلم الاقتداء بالنبي عليه الصلاة والسلام والاعتكاف بالعشر الاواخر من رمضان.
ويرى العلماء أن العشر الاواخر من رمضان افضل اوقات الاعتكاف بغية تحري ليلة القدر وإقامتها فهي الليلة المباركة التي نزل فيها القرآن الكريم إلى السماء الدنيا وأنزل الله فيها سورة كاملة لبيان مدى فضلها فهذه الليلة خير من ألف شهر؛ لذلك فإن أجر العبادة في هذه الليلة وقيامها أفضل من عبادة ثلاث وثمانين عاما، كما أن في هذه الليلة يكتب الله تعالى مقادير الخلق لهذه السنة، فمن اعتكف واجتهد و اعتزل الأمور الدنيوية في العشر الاواخر من رمضان كان له الأجر العظيم والعتق من النار والنجاة من العذاب وغفران الذنوب جميعها بإذن الله تعالى.
اقرأ أيضًا: ادعية ليلة القدر الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم
وقت الدخول للاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان
بالنسبة إلى وقت الدخول للاعتكاف في العشر الاواخر من رمضان فذلك فيه اختلاف بين علماء المسلمين وفي هذه المسألة قولان هما:
- أولا: من علماء المسلمين من قال أن وقت الدخول للاعتكاف يبدأ قبل غروب شمس اليوم العشرين من شهر رمضان أي ليلة الواحد والعشرين منه.
- ثانيا: ومنهم من قال أنه يبدأ بعد صلاة الفجر من اليوم الواحد والعشرين من شهر رمضان الفضيل.
لكن الراجح والأصح من هذين القولين هو الأول أي يبدأ وقت الاعتكاف من قبل غروب شمس الليلة الواحد والعشرين من شهر رمضان وهذا ما رجحه أئمة الأمة الأربعة رحمهم الله تعالى والله أعلم.
اقرأ أيضًا: معلومات للأطفال عن شهر رمضان .. اعرف اكثر عن شهر رمضان الكريم
شروط الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان
يعد الاعتكاف سنة مؤكدة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ويعني المكوث في المسجد لعبادة الله -تعالى- وطاعته، وتتأكد هذه السنة النبوية في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك؛ فقد كان -عليه السلام- يعتكفها جميعا إلى أن توفاه الله -تعالى-، ويتحقق الاعتكاف في شهر رمضان وفق شروط ثلاثة، وهي:
- النية؛ وذلك بأن ينوي المسلم الاعتكاف؛ لأن الأعمال بالنيات.
- المكوث في المسجد ولزومه؛ فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعتكف في المسجد لا في غيره.
- وجوب أن يكون المسجد الذي يعتكف فيه المسلم هو المسجد الذي تقام فيه الصلوات؛ وذلك حتى لا يكثر خروجه من المسجد ويتكرر؛ بحيث ينافي أصل الاعتكاف، فلا يجوز للمعتكف أن يخرج من المسجد إلا لما لا بد له منه، ولا يجوز له أن يعود مريضا، أو يتبع جنازة، كما لا يجوز له أن يباشر زوجته، ويندب له أن ينشغل بمختلف العبادات والقربات، وأن يترك ما لا يعنيه، ولا حرج عليه أن يتحدث مع من جاء لزيارته، وأن يتطيب، ويخرج للطهارة وقضاء الحاجة، أو إحضار الطعام والشراب إن لم يجد أحدا يحضرهما له.
ويسن للمرأة أن تعتكف في المسجد، ولا يصح اعتكافها في بيتها؛ لأن المكوث في المسجد يعد شرطا من شروط صحة الاعتكاف، ويشترط لجواز اعتكاف المرأة في المسجد ما يأتي من الشروط:
- أن يكون في مكان خاص بهن؛ فلا يجوز أن يطلع الرجال عليهن.
- أن يكون مكان الاعتكاف آمنا على المرأة، فإن خشيت على نفسها الفتنة؛ لعدم أمن المكان، أو لكونه بعيدا، أو نحو ذلك؛ فلا يجوز لها الاعتكاف.
- ألا يؤدي اعتكاف المرأة إلى تضييع ما عليها من واجبات تجاه زوجها، أو أولادها، أو نحو ذلك، وإلا فإنه يحرم عليها الاعتكاف.
- أن يوافق الزوج للمرأة المتزوجة؛ وإلا فتعد عاصية بفعلها، حيث لا يمكن أن تُقدم المرأة على طاعة مسنونة وتغض الطرف عما هو واجب مثل طاعة الزوج.
اقرأ أيضًا: أحاديث عن فضل شهر رمضان