هل يجوز ترويع غير المسلم برفع المسلم برفع السلاح عليه من الأحكام الشرعية التي يبحث عن حقيقتها الكثير من طلاب العلم الشرعي الذين يريدون أن يعلموا الحلال والحرام لكي يبينوه للناس؛ حتى يتقربوا مما أمر الله به، ويبتعدوا عما نهى الله عنه.
هل يجوز ترويع غير المسلم برفع السلاح عليه
لا يجوز شرعا ترويع غير المسلم برفع السلاح عليه؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم-حذر من الترويع للمسلمين وغيرهم، ووردت بعض الروايات التي تدل دلالة قاطعة على حرمة الترويع، وذلك لأن ديننا الحنيف دين أمن وسلام، وليس دين عنف، والشريعة الغراء تروض أتباعها على القيام بما هو فيه مصلحة لأنفسهم، وما فيه مصلحة لغيرهم، وما فيه مصلحة لمجتمعهم؛ لأن الإنسان ابن مجتمعه، ويجب عليه أن يبذل ما في طاقته؛ حتى ترف راية مجتمعه عالية خفاقة، والترويع هو أول ركن من أركان المجتمعات؛ لأن الإنسان إذا فقد الأمن والأمان؛ فقد معهما الحياة.
اقرأ أيضًا: أحاديث عن ضرر الناس
هل يجوز ترويع المسلم برفع السلاح عليه
نظمت الشريعة الإسلامية حياة الإنسان مع غيره من الناس، سواء أكانوا مسلمين أم لم يكونوا كذلك، كما رغبت في معاملتهم أفضل معاملة؛ حتى يكونوا أخوة يدافعون عن الإسلام، ورهبت أشد الترهيب من أن يروع مسلم مسلما، بل وعده بعض العلماء أنه من الكبائر التي لا يجب على المسلم التفكير فيها فضلا عن القيام بها، ومما يدل على حرمة الترويع عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: حدثنا أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- أنهم كانوا يسيرون مع النبي صلى الله عليه وسلم، فنام رجل منهم فانطلق بعضهم إلى حبل معه فأخذه ففزع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يحلُّ لمسلمٍ أن يروِّعَ مسلمًا. (( الراوي : [عبدالرحمن بن أبي ليلى] | المحدث : ابن مفلح | المصدر : الآداب الشرعية، الصفحة أو الرقم: 3/404 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح ))
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يُشِيرُ أحَدُكُمْ علَى أخِيهِ بالسِّلاحِ، فإنَّه لا يَدْرِي، لَعَلَّ الشَّيْطانَ يَنْزِعُ في يَدِهِ، فَيَقَعُ في حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 7072 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
في هذا الحديث يحذر النبي صلى الله عليه وسلم من التهاون في الإشارة بالسلاح إلى مسلم؛ حيث يترتب على ذلك بلاء كبير، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يشير أحدكم على أخيه بالسلاح، و”السلاح”: هو كل ما أعد للحرب، ويشمل النهي كل ما يقوم مقامه مما يؤدي إلى القتل أو الإيذاء؛ وذلك لأنه لا يدري، لعل الشيطان ينزع في يده، و”النزع”: هو قلع الشيء من مكانه، والمراد: أنه قد تتحرك يده، ويقلع منها السلاح، فيقتل أخاه، أو يتسبب له في ضرر، فيقع بسبب ذلك في معصية كبيرة تفضي به إلى أن يعذب في حفرة من حفر النار، ويؤخذ من هذا الحديث: سد الذرائع بالنهي عما يفضي إلى المحظور، وإن لم يكن في ذاته محظورا.
كما جاء في حديث آخر عن عامر بن ربيعة أن ترويع المسلم ظلم عظيم فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما ذُكر له أخذ رجل نعل فغيّبها وهو يمزحُ: لا تُرَوِّعوا المسلمَ فإنَّ رَوعَةَ المسلمِ ظلمٌ عظيمٌ: “لا تُرَوِّعُوا المسلمَ، فإنَّ روْعَةَ المسلمِ ظلمٌ عظيمٌ”. (( الراوي : عامر بن ربيعة | المحدث : السيوطي | المصدر : الجامع الصغير، الصفحة أو الرقم: 9750 | خلاصة حكم المحدث : حسن ))
اقرأ أيضًا: أسئلة دينية متنوعة لزيادة الوعي الديني
الترهيب الشديد من ترويع المسلم
لقد رهب الإسلام من أن يكون المسلم سببا في أذى المسلم بأي شكل من الأشكال القولية أو الفعلية، وحذرت من أن يروع المسلم أخاه المسلم بأي طريقة كانت، ومما يستدل به في ذلك: قول النبي-صلى الله عليه وسلم-: “مَن أشارَ إلى أخِيهِ بحَدِيدَةٍ، فإنَّ المَلائِكَةَ تَلْعَنُهُ، حتَّى يَدَعَهُ، وإنْ كانَ أخاهُ لأَبِيهِ وأُمِّهِ. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2616 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
المسلم مأمور بحسن الخلق مع الناس جميعا ومع إخوانه من المسلمين بصفة خاصة، وقد سد الشرع ذرائع الشيطان ومداخله التي يترصد منها للناس ليفسد بينهم ويوقع الشر فيهم، وفي هذا الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من أشار إلى أخيه بحديدة”، أي: من رفع في وجه أخيه المسلم حديدة أو سلاحا، أو أشار بها إليه ليروعه أو يخوفه ولو كان مازحا، “فإن الملائكة تلعنه”، أي: تدعو عليه بالطرد من رحمة الله، “حتى وإن كان أخاه لأبيه وأمه”، حتى وإن كان المشار إليه بالحديدة أخاه الشقيق من أبيه وأمه، وهذا مبالغة في إيضاح عموم النهي في كل أحد؛ سواء من يتهم فيه ومن لا يتهم.
اقرأ أيضًا: أحاديث عن قتل المسلم