لماذا نهى الرسول عن النوم بين الظل والشمس
إن في الشريعة الإسلامية العديد من القوانين والضوابط التي تحث الناس عليها، من أجل كسب الدنيا والأخرة والحصول على رضى الله عز وجل؛ لأن النهي يكون لعلة حفظ الإنسان من الأضرار، ومن الأسئلة التي يشيع الاستفسار عنها هو سؤال لماذا نهى الرسول عن النوم بين الظل والشمس وكيف كان ينام الرسول.
لماذا نهى الرسول عن النوم بين الظل والشمس
قال الله عز وجل في كتابه العزيز: “مَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ ۚ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا”.
وضح الاسلام العديد من المسائل الحياتية التي يمر بها الإنسان، وناقش جميع القضايا التي يمكن أن تغيب عن عقل المسلم أو يجهلها، فالإسلام علم المسلمين جميع أمور الحياة، وما فيها من خير ومن شر، فدعى إلى الخير وفعله ونهى عن الشر وحذر منه، ومن القضايا التي ناقشها الإسلام قضية النوم بين الظل والشمس.
جاء في الحديث النبوي: “إذا كانَ أحَدُكُمْ في الفَيءِ، فقَلَصَ عَنهُ، فَلْيقُمْ؛ فإنَّهُ مجلِسُ الشَّيطانِ.”. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود، الصفحة أو الرقم: 4821 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
أكد لنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم من خلال الحديث أن الشيطان مجلسه بين الشمس والظل فإن كان أحدكم مجلسه في الظل وأتت له الشمس وقد أصبح يجلس بين الشمس والظل فليبعد عنها وأما أن يكون بأكمله في الشمس وأما أن يكون بأكمله في الظل.
ومن الناحية العلمية ندرك أن هناك أضرار للنوم بين الظل والشمس حيث أن جسد الإنسان غير قادر على تفسير التعرض لنوعين من الحرارة سواء البرودة أو الحرارة؛ وفي حال النوم بين الظل والشمس فقد يحدث خلل في الجهاز العصبي؛ كما أن الجسم البشري يتعرض لتركيز عالي من الأشعة فوق البنفسجية في الجسم وهي في الخط الفاصل بين الشمس والظل الأمر الذي يترك العديد من المشاكل الخطرة على جلد الإنسان.
لذا لا بد من تغيير تلك الوضعية على الفور امتثالًا لتوجيهات الرسول صلى الله عليه وسلم وحفاظًا على صحة الجهاز العصبي ووقاية للجلد من الأشعة فوق البنفسجية.
اقرأ أيضًا: اذكار النوم والاستيقاظ مكتوبة كاملة
كيف كان ينام الرسول
كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أراد النوم؛ يتناول فراشه الذي يريد أن ينام عليه، فينفضه ثلاث مرات من الجانب الذي يلي بدنه، وقد ثبت عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إذا أوى أحدُكم إلى فِراشِه، فليَنفُضْ فِراشَه بداخِلةِ إزارِه، وليتوَسَّدْ يَمينَه، ثم ليَقُلْ: باسمِكَ ربِّي وضَعتُ جَنبي، وبكَ أرفَعُه، اللَّهمَّ إنْ أمسَكتَها فارْحَمْها، وإنْ أرسَلتَها فاحفَظْها بما حفِظتَ به عِبادَكَ الصَّالحينَ. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند، الصفحة أو الرقم: 9589 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين )) ومن هديه -عليه السلام- أنه كان يضع يده اليمنى تحت خده، وينام متجها بوجهه نحو القبلة.
وكان -عليه الصلاة والسلام- ينام في أول الليل ويقوم آخره، وقبل أن ينام يدعو دعاء النوم، وحين يستيقظ يدعو دعاء الاستيقاظ، وعندما يأوي إلى فراشه يجمع كفيه، فينفث فيهما، ثم يقرأ سورة الإخلاص والمعوذتين، ويمسح بيديه على جسده، ابتداء برأسه ثم ما استطاع من كامل جسده الشريف، ويفعل ذلك ثلاث مرات، ويتوسد بوسادة مصنوعة من الجلد ومحشوة بالليف، وكذلك فراشه، ومن هديه أيضا أن عائشة -رضي الله عنها- قالت له: يا رسولَ اللهِ، أتنامُ قَبلَ أنْ تُوتِرَ؟ قال: يا عائشةُ، إنَّ عَيْني تنامُ، ولا ينامُ قَلْبي. (( الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند، الصفحة أو الرقم: 24446 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم ))
كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينام أول الليل بعد أن يؤدي صلاة العشاء، ثم يقوم عند بدء النصف الثاني من الليل فيحيي الثلث منه، ثم ينام في السدس الباقي من الليل.
كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتجنب النوم على فراش ناعم، لأن ذلك يمنعه من قيام الليل، فلما سئلت حفصة عن فراش رسول الله، وصفته بأنه خشن مصنوع من الصوف، يقومون بطيه على طبقتين، فينام عليه، وفي يوم من الأيام قاموا بثنيه على أربع ثنيات، فأصبح طريا، فنام عليه رسول الله، ولما أصبح جعل يسأل عما تغير في فراشه، فقالت له إنه كان على أربع ثنيات، فطلب أن يعيدوه إلى ما كان عليه، فقد منعه ذلك من قيام الليل.
اقرأ أيضًا: شعر عن النوم بالانجليزي … كلام بالانجليزي عن النوم