ما الذي يسبب حدوث الرعد
الرعد أحد أهم الظواهر البيئية التي تحدث في فصل الشتاء عند سقوط المطر، وعادةً ما تكون مصحوبة بظاهرة اخرى تسمى البرق، وتحدث هذه الظاهرة غالبًا في المناطق الرطبة والحارة، وقلَّما تحدث في المناطق الباردة، مثل القطب الشمالي والجنوبي للكرة الأرضية.
الرعد
الرعد هو الصوت القوي الذي ينتج بسبب تفريغ الغيوم للشحنات الكهربائية فيما بينها، أو بينها وبين الأرض، وقد يختلف صوت الرعد في شدته من مكان لآخر، ومن وقت لآخر، فأحيانًا ينتج صوت عالي جدًا وحاد، وأحيان أخرى يكون الصوت منخفض وخافت، ويعود هذا إلى البرق الذي سبق الرعد، وأيضًا المسافة التي تفصل السامع عن مصدر الصوت.
عند حدوث التفريغ الكهربائي تنتج ومضات كهربائية يطلق عليها البرق، مما يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة في المناطق التي يخرج منها، وفي معظم الأحيان يصاحب ظاهرتي البرق والرعد هطول كميات غزيرة من المطر,
والسؤال الذي يتبادر إلى الأذهان الآن، ما الذي يسبب حدوث الرعد ، وما هي طريقة حدوقه بالتفصيل.
ما الذي يسبب حدوث الرعد
للإجابة عن سؤال ما الذي يسبب حدوث الرعد ، يجب القراءة والتعمق في الدراسات الحديثة والقديمة التي تُعنى بالظواهر البيئية، وتقول هذه الدراسات أنَّ السبب الأساسي لحدوث الرعد هو الارتفاع الكبير والمفاجئ في درجة الحرارة والضغط الجوي، والذي ينتج عنه ازدياد في كثافة الهواء الساخن، فيصعد إلى طبقات الجو العليا حتى يلامس الغيوم الباردة، فيتجمد الماء داخلها، وتفقد عندها حبات الجليد الالكترونات، بسبب اتيارات الهواية القوية الناتجة، والتصادم الي يحدث حينها مع قطرات الماء ، مما يؤدي إلى تجمع الشحنات الكهربائية ، ومن ثم تفريغها في الجو على شكل صاعقة قوية (البرق) تُسخن ددورها الهواء، وهذا يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة والضغط في المنطقة كما ذكرنا سابقًُا، حيث تصل درجة الحرارة إلى 30000، أي أعلى من درجة حرارة الشمس بخمس مرات، وهذا التفريغ للشحنات سينتج عنه ارتفاع في درجات حرارة الهواء، وبالتالي تمدده وصعوده لأعلى، فينتج ذاك الصوت المدوي وهو الرعد، وتكون شدته على حسب حجم الغيمة التي تم فيها التفريغ.
فوائد الرعد
بعد أن تعرفنا ما الذي يسبب حدوث الرعد، سنتعرف على فوائد الرعد، وهي على النحو التالي:
- زيادة الأكسجين، حيث إن الطاقة والحرارة الناتجة ترفع نسبة الأكسجين في الجو.
- ارتفاع معدل السماد النيتروجيني، حيث يسقط إلى الأرض حوالي 400 مليون طن سنويًا، إذ أنه خلال عملية البرق والرعد تحول النيتروجين في الجو إلى ثاني أكسيد النيتروجين، ويندمج مع المطر ويسقط على التربة ليتحول إلى سماد نيتروجيني.
- انصهار الرمال وتحول المعادن داخلها إلى ما يسمى زجاج البرق، وهذا يسهل الكشف عنها عند التنقيب عن الثروات المعدنية.
- تسهيل انفجار الينابيع الموجودة في الجبال.
أضرار البرق
بعد أن عرفنا ما الذي يسبب حدوث الرعد، اتضح لنا أنَّ البرق جزء لا يتجزأ من العملية، ولهذا وجب التنويه إلى الضرر الكبير الذي قد ينشأ عنه، ففي كثير من الاحيان يتسبب البرق بصعقات كهربائية تفتك بالإنسان، أو تتسبب له بأضرار جسيمة، وتكون الصعقات الكهربائية الناتجة من الرعد على النحو التالي:
- الضربة الكهربائية المباشرة، وهي نادرة الحدوث، ولكن في حال حدثت تفتك بالإنسان، وتصيب في الغالب الأشخاص الموجودين في أماكن خالية وواسعة.
- الضربة الكهربائية الجانبية، وتحدث عندما يكون الشخص على مقربة من جسم شُحن أو صعق بالبرق.
- الضربة الكهربائية بالتيار الأرضي، ويحدث هذا عندما تصيب الصاعقة جسم كبير مثل الأشجار الضخمة، وهي بدورها تنقل التيار إلى الأرض، ومنها إلى الإنسان.
- الضربة الكهربائية الناتجة من التوصيل، وتحدث عندما يصيب البرق الأجسام الموصلة والأسلاك، وينتقل منها إلى الإنسان عند ملامستها.
هل الرعد غضب من الله
غالبًا ما يعقب الإجابة عن سؤال ما الذي يسبب حدوث الرعد تساؤلٌ خائفٌ وحائر، وهو هل الرعد غضب من الله؟ ، وفي الحقيقة نحن لا يمكننا الجزم بهذا، فالبرق والرعد وغيرها من الظواهر الكونية البيئية تحدث بمشيئة الله وإرادته وجزء من النظام الذي يسير عليه هذا الكون، وما يجب التنويه له أن الله ذكر البرق في القرآن الكريم بقوله ” هو الذي يريكم البرق خوفاً وطمعاً ” [الرعد:12] ، وبما أنّض البرق مقترن مع الرعد في الغالب، فربما هذه إشارة إلى أن البرق والرعد قد يكونا للتخويف والترهيب لما سيتسبب عنهما من خسائر للبشر والمحاصيل، ولكنهما ايضًا سيكونان مطمعًا لما فيهما من منافع كثيرة وفوائد عظيمة.