مكتشف الدورة الدموية الصغرى
سعى الإنسان منذ فترة طويلة في استكشاف عالمه الداخلي، ومع ان العلم تطور في مجالات الفيزياء والكيمياء والعلوم الطبيعية الاخرى التي انعكست على فهمنا للتشريح وعلم وظائف الأعضاء، إلا أن العملية استغرقت طريقا طويلة للوصول لما نعرفه اليوم. وفيما يلي معلومات عن تاريخ و مكتشف الدورة الدموية الصغرى.
الدورة الدموية الصغرى
يحتاج الجسم الى دوران الدم بين جميع اعضائه لتبقى على قيد الحياة، لان العملية توفر الاكسجين الذي تتنفسه الخلايا، والقلب هو المسؤول عن ضخ الدم في هذه الأعضاء عبر الشرايين، والدورة الدموية الصغرى هي أحد أجزاء هذه العملية.
بدأ تاريخ اكتشاف الدورة الدموية الصغرى مع المصريين القدماء الذي اعتبرو القلب العضو المركزي في الجسم، وكان أول تصور للقلب انه عبارة عن عضو به ثماني اوعية ملحقة به، بينما كان ابن النفيس أول من وضع الوصف الدقيق لهذه العملية.
اقرأ أيضا: من هو مكتشف الجاذبية
الفرق بين الدورة الدموية الصغرى والكبرى
هناك نوعان من الدورة الدموية: الدورة الدموية الصغرى والدورة الدموية الكبرى، النوع الاول تتم من الاوعية الدموية التي تنقل الدم غير المؤكسج من القلب الى الرئتين، ثم تعيد الدم المؤكسج مرة اخرى إلى القلب عبر البطين الايمن.
النوع الثاني يتم من الاوعية الدموية التي تحمل الدم المؤكسد الى جميع اعضاء الجسم من القلب، ثم تعيد الدم غير المؤكسد إلى القلب مرة أخرى، أي عكس ما يحدث مع الدورة الدموية الصغرى.
مكتشف الدورة الدموية الصغرى
ولد أبو الحسن علاء الدين علي بن أبي الحزم الخالدي المخزومي القَرشي الدمشقي، والمعروف بلقب “ابن النفيس”، في مدينة دمشق سنة 1213، وتلقى تعليمه الطبي في كلية الطب بدمشق (البيمارستان النوري).
اضافة الى الطب، تعلم ابن النفيس الفقه والأدب. في سنة 1236، انتقل الى مدينة القاهرة، حيث اصبح ذو شأن كبير في مجال الطب.
قام ابن النفيس في الأول بشرح كتاب القانون لابن سينا، وبعدها عمل على كتابه الطبي الخاص المعروف باسم “الشامل في الصناعة الطبية”، والذي يعتبر أكبر موسوعة طبية في التاريخ كتبها شخص واحد.
الموسوعة تضم 300 كتاب، بما في ذلك جميع العلوم الطبية المعروفة في زمن ابن النفيس، وعلى عكس موسوعة ابن سينا، فإن الشامل لم يبقى منه سوى القليل من النصوص.
لم يكن ابن النفيس مجرد طبيب، بل موسوعة علمية في الفلسفة والفنون والأدب والفقه، وله مؤلفات في العديد من المجالات مثل الدراسات الاسلامية واللغة العربية، واشهر اعماله هي:
- طريق الفصاحة
- شرح كتاب التنبيه
- شرح الإشارات
- الرسالة الكاملية في السيرة النبوية
- المختصر في علم أصول الحديث
- شرح كتاب الشفاء لابن سينا
اقرأ أيضا: سيرة ذاتية عن ابن النفيس
تاريخ اكتشاف الدورة الدموية الصغرى
قدمت حضارات و شخصيات اخرى إسهامات متفرقة في تطور الأفكار حول الدورة الدموية للقلب، ابرزهم هو جالينوس، وهو فيلسوف وجراح اغريقي أثرت نظرياته على الطب لقرون من الزمن، خاصة على العلماء المسلمين.
في الشرح الذي قدمه ابن النفيس لكتاب ابن سينا “القانون في الطب” وضع أول وصف دقيق معروف للدورة الدموية الصغرى، متحديا بذلك أفكار ابن سينا ومن قبله.
تأثر ابن سينا بشكل كبير بالطبيب جالينوس، وتنبى مفاهيمه حول طب القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك المفاهيم الخاطئة حول الدورة الدموية.
كان الاعتقاد السابق أن الدم يخرج من الكبد نحو القلب، وبعد ذلك يضخ في الجسم، لكن ابن النفيس غير هذا المفهوم بالقول بأن الدم يخرج من القلب إلى الرئتين.
نفى ابن النفيس أيضا في كتابه أكثر من مرة وجود المسام البطينية التي تسمح بمرور الدم من البطين الأيمن إلى البطين الأيسر، لأن جوهر القلب صلب في هذه المنطقة، وليس له ممر مرئي كما يعتقد.