التفاق في اللغة مأخوذ من الستر، ومخالفة الظاهر للباطن، وقد عرف أطلق أهل العلم لفظ المنافق على الشخص الذي يقول بلسانه أو يعمل بجوارحه شيئًا في الظاهر، ولكنه يبطن خلافه، ويمكن التعرف على من ابرز صفات المنافقين من القرآن الكريم والسنة النبوية.
من ابرز صفات المنافقين
من ابرز صفات المنافقين التي أشار إليها القرآن الكريم:
مرض القلوب
للمنافق رأيان، رأي يعلنه أمام الناس لكي يحوز رضاهم وإعجابهم، لكن بداخله رأي آخر مخالف لما يريد قوله، لكنه يكتمه خوفاً من إعلانه أمام الناس فتنزل منزلته بينهم، وهناك عبادة يقوم بها أمام الناس حتى يظهرها لكي يعرف الناس أنه صالح وتقي، لكن إذا ما خلا إلى نفسه توقف عن العبادة، أو قام بها دون إتقان طالما أن ليس هنالك من أحد يراه، وفي هذا جاء قول الله تعالى في كتابه العزيز: (إنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلاً).
قال تعالى: (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ)، فالمنافقون لا يمتلكون الشجاعة لتحديد موقفهم من الناحية الدينية، فهم لا يمتلكون القدرة على إعلان إيمانهم وإسلامهم الصريح، وفي ذات الوقت لا يمتلكون القدرة على إعلان كفرهم، فهم جبناء وكما وصفهم الله فإنّ قلوبهم مريضة مرضاً يبقيهم في دائرة من التقلب والكذب.
اتباع الهوى والغواية
يتبع المنافق أهوائه ولا يطيع ما أمره الله به، ولا يتوقف عن ما نهى الله عنه، ولا يقيم لحدود الله وزناً، فهو يسير حسب رؤيته وهواه، ولا يرغب في نيل رضا الله عنه، وفي هذا جاء قول الله تعالى: (فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ)، فيعمى المنافق قلبه وبصره عن اتباع أحكام الله، ولا يفقه حكمته وقدرته: (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ).
الكسل عن الصلاة
المنافق لا يقوم سريعاً إلى الصلاة، بل طالما لا يراه أحد يقوم إلى الصلاة كسولاً متباطئاً، على عكس حين يكون بين جمع من الناس، وفي ذلك قوله تعالى: (وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلاً).
الإفساد في الأرض
قال تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُون* أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُون)، فالمنافقون يدّعون الإصلاح في الأرض بينما هم المفسدون الذين يثيرون في الأرض فساداً وظلماً، ويعملون على تخريب كل خير وكل طيبة موجودة في الأرض.
السفاهة
ميزهم الله سبحانه وتعالى بأنهم سفهاء وزائفون فهم منحرفون وكاذبون وفي ذات الوقت يتعالون على الناس، فقال تعالى: (أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لا يَعْلَمُونَ).
الغدر ونقض العهد
فهم أناس لا عهد لهم ولا وعد، يعاهدون الله على فعل الخير وفي ذات الوقت يبيتون في القلب الكفر والفساد، فقال تعالى: (وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكَذِبُونَ).
اختلاف المظهر عن الداخل
ففي مظهر المنافق الخارجي يكون منتظم الهندام والملبس، حسن الكلام ولبق، ذو رأي قوي وصاحب مشورة، ولكن بداخله عكس ما يظهر عليه، فإذا سمعته أعجبك قوله لكن إن حاول تنفيذ ما يقول يظهر كذبه ونفاقه، وفي ذلك جاء قول الله تعالى: (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ).
الحيرة والتذبذب
المنافق في حيرة من أمره، يوم يكون مع الكفر ويوم مع الإيمان، يوم مع المؤمنين ويوم مع الكافرين، فهو في حيرة من أمره ينتظر أن تميل كفة أحدهم لكي يتبعها، وقد وصف الله هذا بأنه مرض، وفي ذلك جاء قول الله تعالى: (مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً).
اقرأ أيضًا: مقال عن النفاق
من ابرز صفات المنافقين في السنة النبوية
جاءت في الأحاديث الصحيحة أبرز صفات المنافقين ومنها خيانة الأمانة، الفجور في الخصام، برفض الحق بعد ظهوره، والغدر في العهد، وعدم الوفاء به، والكذب بالحديث، وجاءت هذ الصفات في الأحاديث الصحيحة مثل حديث عبدالله بن عمرٍو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أربعٌ من كنَّ فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خَلَّةٌ منهن كانت فيه خَلةٌ من نفاقٍ حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصَم فجَر). (( الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 34 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
اقرأ أيضًا: هل تعلم عن النفاق