فضل سورة الطور

تقع سورة الطور في الجزء السابع والعشرين من القرآن الكريم وعدد آياتها تسعة وأربعون آية شريفة، بدأت هذه السورة بقسم الله عز وجل بجبل طور سيناء بجمهورية مصر العربية ولذلك أطلق على هذه السورة اسم الطور، ويعظم فضل سورة الطور بالأدلة من السنة النبوية والآثار إضافةً إلى خواصها ومضامينها.

فضل سورة الطور

فضل سورة الطور

كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاةِ المغربِ سورةَ الأعرافِ وسورةَ الطُّورِ والمرسلاتِ. (( الراوي : أم الفضل | المحدث : ابن حزم | المصدر : المحلى، الصفحة أو الرقم: 3/170 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

وسورة الطور إحدى سور المفصل، وقد وردَ عن أبي هريرة أنّه قال: “ما صليت وراء إمام أشبه صلاة برسول اللهِ -صلى الله عليه وسلم- من فلان، قال سليمان: وكان يطيل الركعتين الأولتين وكان يقرأ في العصر والعشاء بأوساط المفصل وفي المغرب بقصار المفصل”. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح النسائيالصفحة أو الرقم: 981 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

من الدلائل على فضل سورة الطور أنها كانت سببًا في إسلام جبير بن مطعم حينما قدم على الرسول -عليه الصلاة والسلام- فداءً لأسرى معركة بدر وكان رسول الله يصلي المغرب ويقرأ بسورة الطور من بدايتها حتى وصل إلى قوله تعالى:”أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ* أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَّا يُوقِنُونَ* أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ” فقال جبير: كاد قلبي أن يطير وأسلم في حينها خوفا من أن ينزل العذاب. (( الراوي : جبير بن مطعم | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 1833 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح ))

تكثر الأحاديث المختلقة في فضل سورة الطور، ومن أشهر هذه الأحاديث: من قرأ هذه السورة كان حقّاً على الله تعالى أن يُؤمنه من عذابه ، وأن يُنعِم عليه في جنّته. ومن قرأها وأدمن في قراءتها ، وكان مقيّداً مغلولاً مسجوناً ، سهّل الله عليه خروجه ، ولو كان ما كان من الجنايات. (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الكافي الشاف، الصفحة أو الرقم: 273 | خلاصة حكم المحدث : موضوع ))

قال الإمام الصادق عن فضل سورة الطور: من أدمن في قراءة سورة الطور ، وهو معتقل ، سهّل الله خروجه ، ولو كان ما كان عليه من الحدود الواجبة ، وإذا أدمن في قراءتها وهو مسافر ، أمِن في سفره ممّا يكره ، وإذا رُشّ بمائها على لدغ العقرب ، برئت بإذن الله تعالى. (( مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ١٧٥ / ١٠١٥٦ ))

اقرأ أيضًا: فضل سورة غافر

خواص سورة الطور

تمتاز سورة الطور بالعديد من الخواص التي تجعلها بمثابة حملة عميقة التأثير في القلب البشري. ومطاردة عنيفة للهواجس والشكوك والشبهات والأباطيل التي تساوره وتتدسس إليه وتختبئ هنا وهناك في حناياه. ودحض لكل حجة وكل عذر قد يتخذه للحيدة عن الحق والزيغ عن الإيمان.

ابتدأت السورة الكريمة بالحديث عن أهوال الآخرة وشدائدها، وعما يلقاه الكافرون في ذلك الموقف الرهيب موقف الحساب وأقسمت على أن العذاب نازل بالكفار لا محالة، لا يمنعه مانع، ولا يدفعه د افع، وكان القسم بأمور خمسة تنبيها على أهمية الموضوع {والطور وكتاب مسطور في رق منشور والبيت المعمور والسقف المرفوع والبحر المسجور إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع}.

تناولت سورة الطور الحديث عن المتقين وهم في جنات النعيم، على سرر متقابلين، وقد جمع الله لهم أنواع السعادة الحور العين، واجتماع الشمل بالذرية والبنين، والتنعم والتلذذ بأنواع المآكل والمشارب، من فواكه وثمار، ولحوم متنوعة مما يشتهى ويستطاب، إلى غير ما هنالك من أنواع النعيم، مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر {إن المتقين في جنات ونعيم فاكهين بما آتاهم ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم}.

تحدثت السورة عن رسالة محمد بن عبد الله صلوات الله عليه، وأمرته بالاستمرار بالدعوة، والتذكير والإنذار للكفرة الفجار، غير عابئ بما يقوله المشركون، وما يفتريه المفترون، حول الرسالة والرسول، فليس محمد صلى الله عليه وسلم بإنعام الله عليه بالنبوة وإكرامه بالرسالة بكاهن ولا مجنون كما زعم المجرمون {فذكر فما أنت بنعمة ربك بكاهن ولا مجنون}.

أنكرت السورة على المشركين مزاعمهم الباطلة في شأن نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وردت عليهم بالحجج الدامغة والبراهين القاطعة التي تقصم ظهر الباطل، وأقامت الدلائل على صدق رسالة محمد صلى الله عليه وسلم {أم يقولون تقوله بل لا يؤمنون فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين صادقين}.

خُتمت السورة الكريمة بالتهكم بالكافرين وأوثانهم بطريق التوبيخ والتقريع، وبينت شدة عنادهم، وفرط طغيانهم، وأمرت الرسول صلى الله عليه وسلم، بالصبر على تحمل الأذى في سبيل الله، حتى يأتي نصر الله {واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم}.

اقرأ أيضًا: فضل سورة الأحقاف

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

Exit mobile version