تعد سورة محمد إحدى السور المدنية في القرآن الكريم، وهي تتألف من ثمان وثلاثين آية، كما تتألف من ألفين وثلاثمئة وستين حرفا، ويعظم فضل سورة محمد بسبب ما تشتمل عليه من الأحكام التشريعية الإسلامية التي تهتم بتنظيم حياة المسلمين والمجتمع الإسلامي، ويجدر بالذكر أنه تم تسميتها بأسماء عديدة ومن أشهر هذه الأسماء: سورة القتال وسورة “الذين كفروا”.
فضل سورة محمد
لم يرد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- حديث صحيح مخصص في فضل سورة محمد، بيد أن بعض العلماء قد تناقلوا بعض الفضائل المرتبطة بآيات سورة محمد في كتبهم ومن ذلك:
قال الرسول عندما نظر إلى مكة وهو يغادرها: “أنت أحب بلاد الله إلي ولولا أن أهلك أخرجوني منك لم أخرج عنك”؛ فنزلت في سورة محمد آية “وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِّن قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ”. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن عبدالبر | المصدر : التمهيد، الصفحة أو الرقم: 6/33 | خلاصة حكم المحدث : من أصح الآثار ))
قال الله تعالى: “وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِندِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا أُولَـئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّـهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ” في وصف حال المؤمنين والمنافقين عند الاستماع إلى آيات القرآن الكريم من الرسول؛ فالمؤمنون يسمعون ويعقلون أما المنافقون فيسمعون ولا يعقلون حتى إذا خرجوا من عند الرسول سألوا المؤمنون ماذا كان يقول قبل قليلٍ -أي الرسول-. (( الراوي : سعيد بن جبير | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين، الصفحة أو الرقم: 3/256 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد))
هناك العديد من الأحاديث التي لا أصل لها التي اكتسبت شهرة كبيرة، وتشير تلك الأحاديث إلى فضائل السور مثل الحديث الذي رواه أبي بن كعب -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “من قرأ سورة محمد كان حقا على الله أن يسقيه من أنهار الجنة”. (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الكافي الشاف، الصفحة أو الرقم: 259 | خلاصة حكم المحدث : موضوع ))
ويوجد حديث آخر يروى عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال لعلي: “يا علي من قرأ هذه السورة وجبت له شفاعتي، وشفع في مائة ألف بيت، وله بكل آية قرأها مثل ثواب خديجة”. (( الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : الفيروز آبادي | المصدر : بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، الصفحة أو الرقم: 431 | خلاصة حكم المحدث : ضعيف ))
عن أبي عبد الله عليه السلام، قال في فضل سورة محمد : “من قرأ سورة ( الَّذِين كَفَروا ) لم يرتب أبداً ، ولم يَدْخُله شكّ في دينه أبداً ، ولم يبتله الله بفقر أبداً ، ولا خوف من سلطان أبداً ، ولم يزل محفوظاً من الشكّ والكفر أبداً حتّى يموت. فإذا مات وكّل الله به في قبره ألف ملك يصلّون في قبره ، يكون ثواب صلاتهم له ، ويشيّعونه حتّى يُوقِفوه موقف الآمنين عند الله عزّوجلّ ، ويكون في أمان الله وأمان محمّد صلىالله عليه وآله”. (( ثواب الأعمال : ١٤٢ / ١ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٥٥ / ٧٨٨٢ ))
اقرأ أيضا: فضل سورة الأحزاب
خواص سورة محمد
تمتاز سورة محمد بالعديد من الفضائل والخواص وذلك لأنها قد تضمنت سورة محمد أوامرا تؤثر في حياة الإنسان المسلم، وتحذيرات تكون سببا في ردع الكافرين، ومن أبرز فضائلها:
- إدراك المسلم أن الجهاد في سبيل الله -تعالى- له أجر عظيم، والمسلم التقي خير من يفوز برضا الله وجنته.
- إخبار المؤمنين بأن الله -تعالى- لن يسدد رمي المشركين في أعمالهم، ولا بد أن الله ناصر المؤمنين ولو كره الكافرون المعادون لدينه.
- وعد المجاهدين بأنهم سينالون الجنة ثوابا لهم على جهادهم في سبيل الله.
- تشجيع المسلمين على السعي لنيل رضا ربهم الموصل إلى الجنة والترغيب بذلك من خلال وصف الجنة ونعيمها.
- الصد عن دين الله -تعالى- وعدم طاعة أوامره يؤدي إلى السقوط في هاوية الضلال، ولا بد أن يكون المسلم حريصا على الابتعاد عن ذلك.
- القوة في الجهاد ضد الكافرين هي من عند الله -تعالى- وليس على المؤمن أن يرهب منهم بسبب عتادهم وعدتهم.
- إصلاح حال المسلم وتقديمه للبر هو وعد من الله تعالى.
- التشديد على ضرورة اتقاء النفاق والابتعاد عن صفات المنافقين.
- بيان أن قلة تدبر القرآن الكريم وموالاة المشركين من صفات المنافقين، ولا بد للمسلم الابتعاد والحذر من تلك الصفة.
- تحذير المسلمين من أن يستمعوا لكلام المنافقين أو يصدقوه.
- الحث على طاعة الله -تعالى- ورسوله -صلى الله عليه وسلم، وذكر أن عصيان الله ورسوله قد يؤدي بالمسلم إلى أن تذهب حسناته هباء.
- توجيه المسلمين إلى عدم الالتفات إلى الناس وترك الرياء والسمعة.
اقرأ أيضا: فضل سورة الشورى