فضل سورة الروم

فضل سورة الروم هو فضل عام، مثل فضل جميع سور القرآن الكريم، أما فضل سورة الروم الخاص فلأنها تحقق العديد من المقاصد التي لا يفهمها إلا المؤمن، فهي تعطي لقارئها جرعة إيمانية كبيرة، وتؤكد على أن الله تعالى ينصر أولياءه في الدنيا والآخرة، مما يعطي شعورًا بالراحة والسكينة والاطمئنان للمؤمن الذي يتدبر في آيات سورة الروم ومعانيها.

فضل سورة الروم

فضل سورة الروم

يتجلى فضل سورة الروم في أنها من السور التي كان رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصلي بها وهناك العديد من الأحاديث الدالة على ذلك:

عن الأغر المزني قال: “صليتُ معَ النبيِّ صلى اللهُ عليه وسلمَ فقرأَ سورةَ الرومِ في الصبحِ. (( الراوي : الأغر المزني أبو مالك | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : نتائج الأفكار، الصفحة أو الرقم: 1/432 | خلاصة حكم المحدث : حسن ))

عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنهُا: “أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يُصَلِّي فِي كسوف الشَّمْس وَالْقَمَر أَربع رَكْعَات وَأَرْبع سَجدَات يقْرَأ فِي الرَّكْعَة الأولى بالعنكبوت أَو الرّوم وَفِي الثَّانِيَة بيس”. (( الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : العيني | المصدر : عمدة القاريالصفحة أو الرقم: 7/96 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

ومما يدل على فضل سورة الروم وآياتها: كانت فارسُ يومَ نزَلت “غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ” قاهرينَ للرُّومِ وَكانَ المسلِمونَ يحبُّونَ ظُهورَ الرُّومِ عليهم لأنَّهم وإيَّاهم أَهْلُ كتابٍ وفي ذلِكَ قولُ اللَّهِ تعالى وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ المُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ العَزِيزُ الرَّحِيمُ وكانت قُرَيْشٌ تُحِبُّ ظُهورَ فارسَ لأنَّهم وإيَّاهم لَيسوا بأَهْلِ كتابٍ ولا إيمانٍ ببَعثٍ. فلمَّا أنزلَ اللَّهُ هذِهِ الآيةَ خرجَ أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ يصيحُ في نواحي مَكَّةَ الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ قالَ ناسٌ مِن قُرَيْشٍ لأبي بكرٍ فذلِكَ بينَنا وبينَكُم زَعمَ صاحبُكَ أنَّ الرُّومَ ستَغلِبُ فارسَ في بِضعِ سنينَ أفلا نراهنُكَ علَى ذلِكَ قالَ بلى وذلِكَ قبلَ تحريمِ الرِّهانِ فارتَهَنَ أبو بكرٍ والمشرِكونَ وتواضَعوا الرِّهانَ وقالوا لأبي بكرٍ كم تجعلُ البِضعُ ثلاثُ سنينَ إلى تِسعِ سنينَ فسَمِّ بينَنا وبينَكَ وسطًا تنتَهي إليهِ قالَ فسمَّوا بينَهُم ستَّ سنينَ قالَ فمَضتِ السِّتُّ سنينَ قبلَ أن يَظهروا فأخذَ المشرِكونَ رَهْنَ أبي بكرٍ فلمَّا دخلتِ السَّنةُ السَّابعةُ ظَهَرتِ الرُّومُ علَى فارسَ فعابَ المسلِمونَ علَى أبي بكرٍ تَسميةَ ستِّ سنينَ قال : لأنَّ اللَّهَ تعالى قالَ في بضعِ سنينَ قالَ وأسلمَ عندَ ذلِكَ ناسٌ كثيرٌ. (( الراوي : نيار بن مكرم الأسلمي | المحدث : الترمذي | المصدر : سنن الترمذي، الصفحة أو الرقم: 3194 | خلاصة حكم المحدث : صحيح حسن ))

كان عبدُ الرحمنِ بنُ غَنَمٍ في مسجدِ دمشقٍ في نفرٍ من أصحابِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيهم معاذُ بنُ جبلٍ فقال عبدُ الرحمنِ بنُ غنمٍ يا أيُّها الناسُ إنَّ أخوفَ ما أخافُ عليكم الشركُ الخفِيُّ فقال معاذٌ اللهم غَفْرًا فقال يا معاذُ أمَا سمِعْتَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ من صام رياءً فقدْ أشركَ ومن تصدَّقَ رياءً فقدْ أشركَ ومن صلَّى رياءً فقدْ أشركَ، فذلك مثلُ الآيةِ التي في الرومِ وَمَا آتَيْتُمْ مِن رِّبَا لِيَرْبُوا فِي أَمْوالِ الناسِ فَلَا يَرْبُو عِندَ اللهِ الآيةَ من عمِلَ عملًا رياءً لم يُكْتَبْ لَا لَهُ ولَا عَليه. (( الراوي : عبدالرحمن بن غنم ومعاذ بن جبل | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم: 7/57 | خلاصة حكم المحدث : حسن ))

اقرأ أيضًا: فضل سورة الأعراف

ووردت العديد من الأحاديث الباطلة في فضل سورة الروم ومن أشهرها حديث: “من قرأ سورة الروم كان له من الأجر عشر حسنات بعدد كلّ ملك سبّح الله تعالى ما بين السماء والأرض ، وأدرك ما ضيَّع في يومه وليلته، ومن كتبها وجعلها في منزل من أراد ، اعتَلَّ جميع من في الدار ، ولو دخَل في الدار غريب اعتلّ أيضاً مع أهل الدار، وومن كتبها في قِرطاس ، ومَحاها بماء المطر ، وجعلها في ظرف مُطَيَّن ، كلُّ من شرب من ذلك الماء يصير مريضاً ، وكلّ من غسل وجهه من ذلك الماء يظهر في عينه رمد ، كاد أن يصير أعمى”. (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الكافي الشاف، الصفحة أو الرقم: 220 | خلاصة حكم المحدث : موضوع ))

ومن الآثار الدالة على فضل سورة الروم ما جاء عن أبي عبدالله قال : “من قرأ سورة ( العنكبوت والرّوم ) في شهر رمضان ليلة ثلاث وعشرين فهو ـ والله يا أبا محمّد ـ من أهل الجنّة ، لا أستثني فيه أبداً ، ولا أخاف أن يَكتب الله عليّ في يميني إثماً وإنّ لهاتين السورتين عند الله مكاناً”. (( ثواب الأعمال : ١٣٦ / ١ ))

اقرأ أيضًا: فضل سورة البروج

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

Exit mobile version