سورة العنكبوت هي سورة مكية، يبلغ عدد آياتها تسعاً وستين آية، ونزلت بعد سورة الروم، ويعظم فضل سورة العنكبوت بسبب ما ثبت من أحاديث متعلقة بآياتها كما أنها من السور التي تشتمل على العديد من التوجيهات الإلهية التي من شأنها أن تؤثر إيجابياً على حياة المسلمين.
فضل سورة العنكبوت
ورد في فضل سورة العنكبوت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يقرأها في الركعة الأولى من صلاة كسوف الشمس، عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنهُا: “أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يُصَلِّي فِي كسوف الشَّمْس وَالْقَمَر أَربع رَكْعَات وَأَرْبع سَجدَات يقْرَأ فِي الرَّكْعَة الأولى بالعنكبوت أَو الرّوم وَفِي الثَّانِيَة بيس”. (( الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : العيني | المصدر : عمدة القاري، الصفحة أو الرقم: 7/96 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
وما يدل على فضل سورة العنكبوت وآياتها: لما نزلت آيةُ { قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ } توضأ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم ثمَّ صلَّى ركعتينِ ثمَّ دعا اللهُ تعالى أنْ لا يهلكَ أمتَه بعذابٍ من فوقِهم ولا من تحتِ أرجلِهم ولا يلبسَهم شيَعًا ولا يذيقُ بعضَهم بأسَ بعضٍ، فجاءه جبريلُ فقال يا محمدُ إنَّ اللهَ قد أجار أمتكَ أنْ يهلكَهم بعذابٍ من فوقِهم أو من تحت أرجلِهم ولكنه يلبِسَهم شيعًا ويذيقَ بعضَهم بأسَ بعضٍ فعاد رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم فصلَّى ثمَّ دعا اللهَ أنْ لا يلبِسَهم شيعًا ولا يذيقَ بعضَهم بأسَ بعضٍ فجاءَه جبريلُ فقال يا محمدُ : إنَّ اللهَ تعالى يقولُ إنَّا أرسلنا رسلًا من قبلكَ إلى قومِهم فصدقَهم مصدقونَ وكذبَهم مُكذبونَ قال فسمينا الذين صدَّقوهم مؤمنينَ وسمَّينا الذين كذَّبوهم كافرين – أو قال كفارًا – لم يمنعْنا ذلك بعد موتِ أنبيائِهم إنِ ابتليناهُم ببلاءٍ يعرفُ الصادقونَ أنهم مؤمنون والكاذبون أنهم ليسوا بمؤمنينَ قال فماذا يا جبريلُ ؟ قال فأنزل اللهُ عليه هذه الآيات. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الخطيب البغدادي | المصدر : أوهام الجمع والتفريق، الصفحة أو الرقم: 2/355 | خلاصة حكم المحدث : حسن ))
عن سعدَ بنَ مالكٍ قال: كُنتُ رَجُلًا بَرًّا بأُمِّي، فلمَّا أسلَمْتُ، قالت: يا سعدُ، ما هذا الذي أراكَ قد أحدَثْتَ؟ لتَدَعَنَّ دِينَك هذا أو لا آكُلُ ولا أشرَبُ حتى أموتَ، فتُعيَّرُ بي، فيُقالُ: يا قاتِلَ أُمِّه، فقُلتُ: لا تَفعَلي يا أُمَّهْ؛ فإنِّي لا أدَعُ دِيني هذا لشَيءٍ، فمَكَثَتْ يومًا وليلَةً لم تأكُلْ فأصبَحَتْ قد جَهِدَتْ، فمَكَثَتْ يومًا وليلةً أخرى لا تأكُلُ، فأصبَحَتْ قد اشتَدَّ جُهدُها، فلمَّا رأيتُ ذلك قُلتُ: يا أُمَّهْ، تَعلمينَ واللهِ لو كانت لك مِئَةُ نفْسٍ، فخَرَجَتْ نفْسًا نفْسًا، ما تَرَكْتُ دِيني هذا لشَيءٍ، فإنْ شِئتِ كُلي، وإنْ شِئتِ لا تأكُلي، فأَكَلَتْ، فأنزل الله من سورة العنكبوت “وَوَصَّيْنَا الإنْسَانَ بوَالِدَيْهِ حُسْنًا وإنْ جَاهَدَاكَ علَى أَنْ تُشْرِكَ بي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ“. (( الراوي : سعد بن مالك| المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج العواصم والقواصم، الصفحة أو الرقم: 2/ 228 | خلاصة حكم المحدث : إسناده قابل للتحسين ))
اقرأ أيضًا: فضل سورة الغاشية
كان ناسٌ من أهلِ مكةَ قدْ أسلَمُوا وكانوا مستَخْفِينَ بالإسلامِ فلما خرج المشركون إلى بدرٍ أخرجوهم مُكْرَهينَ فأُصيبَ بعضُهم يومَ بدرٍ مع المشركينَ فقال المسلمونَ أصحابُنا هؤلاءِ مسلِمونَ أخرَجوهم مكْرَهِينَ فاستغفَرُوا لهم فنزلَتْ هذِهِ الآيةُ إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ الآيةَ فكتب المسلمونَ إلى من بَقِيَ منهم بمكةَ بهذِهِ الآيَةِ فخرجوا حتَّى إذا كانوا ببعْضِ الطريقِ ظهر عليهم المشركونَ وعلى خُروجِهِم فلَحِقُوهُم فردُّوهم فرجَعوا معهم فنزلَتْ هذِهِ الآيَةُ من سورة العنكبوت. ((الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم: 7/12 | خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح غير محمد بن شريك وهو ثقة ))
نزلت { وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : إنَّ اللهَ لم يأمُرْني بكَنزِ الدُّنيا ولا باتِّباعِ الشَّهَواتِ، فمَنْ كَنَزه دُنْياه يُريدُ بها حَياةً باقيَةً فإنَّ الحَياةَ بيَدِ اللَّهِ، ألَا وإنِّي لا أكْنِزُ دينارًا ولا دِرْهَمًا ولا أُخبِّئ رِزقًا لغَدٍ. (( الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : ابن كثير | المصدر : تفسير القرآن، الصفحة أو الرقم: 6/300 | خلاصة حكم المحدث : غريب ))
يشتهر بين الناس الكثير من الأحاديث الموضوعة عن فضل سورة العنكبوت ومن أبرزها ما ورد عن أبي بن كعب رضي الله عنه: “من قرأ سورة العنكبوت كان له من الأجر عشر حسنات بعدد المؤمنين والمنافقين”. (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الكافي الشاف، الصفحة أو الرقم: 218 | خلاصة حكم المحدث : موضوع ))
اقرأ أيضًا: فضل سورة المعارج