تعد سورة الحج من سور القرآن الكريم العظيمة، ونزلت بعد سورة النور، ويعظم فضل سورة الحج لأنها تشتمل على كثير من الأحكام إضافةً إلى كثير من مسائل العقيدة، ويبلغ عدد آياتها ثمانية وسبعين آية، وتقع في الترتيب الثاني والعشرين في المصحف، في الجزء السابع عشر، وتحديدًا الحزب الرابع والثلاثين، وقد تضمنت السورة سجدتين؛ الأولى في الآية الثامنة عشرة، والثانية في الآية السابعة والسبعين.
فضل سورة الحج
عن عقبة بن عامر قال: “قلتُ يا رسولَ اللهِ فُضِّلَتْ سورةُ الحَجِّ بأنَّ فيها سَجْدَتَيْنِ؟ قال نعم، ومَن لم يَسْجُدْهما فلا يَقْرَأْهُما”. (( الراوي : عقبة بن عامر | المحدث : السيوطي | المصدر : الجامع الصغير، الصفحة أو الرقم: 5869 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
وورد في فضل سورة الحج أيضًا: “فُضِّلَت سورةُ الحجِّ على القرآنِ بسجدتينِ”. (( الراوي : خالد بن معدان | المحدث : أبو داود | المصدر : السنن الكبرى للبيهقي، الصفحة أو الرقم: 2/317 | خلاصة حكم المحدث : مرسل ))
عن عبد الله بن عباس قال: كان الناسُ منَ الأعرابِ يَأتونَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُسلِمونَ فإذا رجَعوا إلى بِلادِهم فإنْ وجَدوا عامَ غَيثٍ وعامَ خِصبٍ وعامَ وِلادٍ حسَنٍ قالوا إنَّ دِينَنا هذا لَصالِحٌ فتمَسَّكوا له وإنْ وَجَدوا عامَ جَدْبٍ وعامَ وِلادِ سُوءٍ وعامَ قَحْطٍ قالوا ما في دِينِنا هذا خيرٌ فأنزَل اللهُ “وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلَى حَرْفٍ”. (( الراوي : عبد الله بن عباس | المحدث : الشوكاني | المصدر : فتح القدير، الصفحة أو الرقم: 3/625 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح ))
عَنْ عَلِيِّ بنِ أبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، أنَّه قَالَ: أنَا أوَّلُ مَن يَجْثُو بيْنَ يَدَيِ الرَّحْمَنِ لِلْخُصُومَةِ يَومَ القِيَامَةِ وقَالَ قَيْسُ بنُ عُبَادٍ: وفيهم أُنْزِلَتْ: “هذانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا في رَبِّهِمْ” قَالَ: هُمُ الَّذِينَ تَبَارَزُوا يَومَ بَدْرٍ: حَمْزَةُ، وعَلِيٌّ، وعُبَيْدَةُ، أوْ أبو عُبَيْدَةَ بنُ الحَارِثِ، وشيبَةُ بنُ رَبِيعَةَ، وعُتْبَةُ بنُ رَبِيعَةَ، والوَلِيدُ بنُ عُتْبَةَ. (( الراوي : قيس بن عباد أو عبادة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 3965 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
قرأَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بمكَّةَ النَّجمَ فلمَّا بلغَ هذا الموضِعَ أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى ألقَى الشَّيطانُ على لسانِهِ تلكَ الغَرانيقُ العُلَى وإنَّ شفاعتَهُنَّ لتُرتَجى قالوا ما ذكَرَ آلهتَنا بخيرٍ قبلَ اليومِ فسجدَ وسجدوا ثُمَّ جاءهُ جبريلُ بعدَ ذلكَ قال اعرِضْ عليَّ ما جئتُكَ به فلمَّا بلغ تلكَ الغَرانيقُ العُلَى وإنَّ شفاعتَهُنَّ لتُرتَجى قال له جبريلُ لم آتِكَ بهذا هذا من الشَّيطانِ فأنزل اللَّهُ من سورة الحج :وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ”. (( الراوي : سعيد بن جبير | المحدث : السيوطي | المصدر : الدر المنثور، الصفحة أو الرقم: 10/510 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح ))
من الأحاديث التي تدل على فضل سورة الحج باعتبارها واحدة من سور المئين فقد جاء عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رضى الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: أُعْطِيتُ مَكَانَ التَّوْرَاةِ السَّبْعَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الزَّبُورِ الْمَئِينَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الْإِنْجِيلِ الْمَثَانِيَ، وَفُضِّلْتُ بِالْمُفَصَّلِ. (( الراوي : واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب، الصفحة أو الرقم: 1457 | خلاصة حكم المحدث : حسن ))
هناك بعض المرويات المشهورة عن فضل سورة الحج ولكنها بلا أصل ومن أشهرها حديث: “من قرأَ سورةَ الحجِّ أَعْطَى من الأَجر كحَجّة حَجَّها، وعمرة اعتمرها، بعدَد مَن حجّ واعتمر، مَنْ مضى منهم ومن بَقى، ويُكتب له بعدد كلّ واحد منهم حجَّة وعمرة وله بكلِّ آية قرأَها مثلُ ثواب مَنْ حَجّ عن أَبويه” (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الكافي الشاف، الصفحة أو الرقم: 194 | خلاصة حكم المحدث : موضوع ))
اقرأ أيضًا: أفضل أنواع الحج
فضائل سورة الحج وخواصها
اختصت سورة الحج بالعديد من الخواص ومن أبرزها:
- نزلت سورة الحج في أماكن مختلفة، فنجد أن بعض آياتها مكية وبعض مدني، كما نزلت ليلًا ونهارًا، ومنها ما نزل في حضر الرسول ومنها ما نزل في سفره، كما أنها نزلت في فصول السنة المختلفة.
- تُعد سورة الحج هي السورة الوحيدة في القرآن الكريم التي اجتمع فيها سجودان، بينما باقي السور التي تحوي السجود ورد فيها سجدة واحدة فقط، حتى إنّ بعض العلماء قال إنّ السجود الثاني في سورة الحج هو آخر سجون تلاوة نزل في القرآن الكريم، وذلك للدلالة على عظمة هذه السورة وتميّزها.
- تعرضت سورة الحج للعديد من أنواع القلب، فذكرت القلب الأعمي والقلب القاسي والقلب المريض إضافةً إلى القلب الذي يطمئن لله.
- سُميت سورة الحج باسم ركن من أركان الإسلام الخمسة، وهو ركن الحج الذي يُعد واحدًا من أبرز العبادات، ولم تكتفِ السور بذلك بل إنها تحدث عن دين الرسل السابقين ودافعت عن الرسالات والإيمان بالله وحده.
اقرأ أيضًا: أحاديث عن ثواب الحج